“المراعي المبكرة” بالكرك.. استراحة مالية لمربي المواشي من كلف الأعلاف

الكرك- التقاط الأنفاس في استراحة مالية على المروج الخضراء، مشهد وفره نمو مبكر وغير مسبوق للمراعي هذا الموسم في محافظة الكرك، وتوقف معه ماراثون توفير أعلاف المواشي المتواصل منذ أكثر من 6 أشهر، والذي أرهق المربين وأنهك جيوبهم.

هذه الحالة أعقبت الهطل المطري المبكر الذي شهدته المحافظة وخاصة في المناطق الشرقية، وأنبتت المراعي التي تسهم بالتخفيف على مربي الماشية من عبء شراء الأعلاف.

سعادة تغمر مربي الماشية، نتيجة إنبات المراعي خلال الفترة الحالية، رغم أن المتعارف عليه أن تبدأ المراعي بالنمو مع نهاية شهر كانون الثاني (يناير) من كل عام، ما يجبرهم على مواصلة شراء الأعلاف خلال موسم الشتاء لتغذية الماشية.
واعتاد مربو الماشية بالكرك ومناطق البادية في سنوات الهطل المطري الجيد نقل مواشيهم إلى مراعي الصحراء لفترة من الوقت لتوفر الأعشاب البرية، في حين توفر المراعي القريبة من الأراضي الزراعية حاجة المواشي من الأعلاف البرية طوال فترة الربيع.
كما توفر الحفائر الترابية شرقي المحافظة المياه الضرورية لسقاية المواشي، إضافة إلى وفرة الأعشاب البرية، ما يعفي المربين من نقل مياه الشرب لمواشيهم كما جرت العادة.
ويؤكد مربو ماشية بأن المناطق شرقي المحافظة تشهد نموا جيدا للمراعي البرية بعد تساقط مطري وصفوه بالممتاز، حيث انتعشت آمالهم بتوفير الأعلاف لمواشيهم لفترة طويلة ما يخفف من عبء شراء الأعلاف بأسعار مرتفعة من الأسواق لعدم كفاية الأعلاف المدعومة من وزارة الصناعة والتجارة.
ويؤكد مربو الماشية علي الحويطات أن مربي الماشية في المناطق الشرقية وبسبب غياب المراعي الطبيعية لقلة الأمطار في المواسم السابقة، كانوا يضطرون إلى توفير الأعلاف من الأسواق ومراكز البيع المعتمدة رسميا، طوال العام، في حين أن الطبيعي أن تتوفر الأعلاف البرية بالمراعي لفترة تزيد على خمسة أشهر وتخفف من كلفة تربية الماشية على المزارعين، لافتا إلى أن الكثير من مربي الماشية في مناطق لم تشهد بعد تساقطا للأمطار انتقلوا مع مواشيهم إلى المناطق التي بدأت تشهد نموا بالمراعي وتحديدا المناطق الشرقية من المحافظة.
وأشار إلى أن الفترة الحالية وبسبب تساقط الأمطار المبكر، تشهد نموا جيدا للمراعي ما يوفر الأعلاف الطبيعية للمواشي ويعفي المربين من شراء الأعلاف الجافة لفترة ربما تكون طويلة، قائلا “يتزامن هذا مع فترة مواليد المواشي بداية العام، وهي فترة تحتاج فيها المواشي إلى تغذية جيدة حرصا على سلامة المواليد”.
وقال مربي الماشية رائد الضمور إن هناك أعلافا طبيعية مجانية باتت متوفرة خلال هذه الفترة مع بدء نمو المراعي عقب تساقط الأمطار، وهذا الأمر كان غائبا خلال السنوات الماضية، وكان مربو الماشية يعتمدون بنسبة 100 % على شراء الأعلاف الجافة من أجل تغذية مواشيهم.
وتابع: “الآن غالبية مربي الماشية يلتقطون أنفاسهم، بعد فترة طويلة أنهكتهم جراء شراء الأعلاف بأثمان مرتفعة”.
وأكد مربي الماشية علي الحجايا أن الفترة الحالية ورغم أنها بداية موسم الشتاء، إلا أن تساقط الأمطار مبكرا وبكميات جيدة، أسهم بنمو مبكر للمراعي ووفر الأعلاف البرية، ما يعني انخفاض كلف الأعلاف المقدمة للمواشي والتي يشتريها المربون من مستودعات الصناعة والتجارة والسوق المحلي بأسعار ليست بقليلة.
بدوره، قال مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة إن موسم الأمطار الحالي يعتبر جيدا حتى الآن وشهد تساقطا مبكرا للأمطار وبكميات ممتازة، لافتا إلى أن الكميات التي هطلت قبل نحو شهر وعلى مدار يومين بلغت حوالي 50 ملم، وهي كميات كانت كافية لنمو الأعشاب.
وأشار إلى أن المناطق الرعوية شرقي المحافظة ومع أي كميات من الأمطار تنمو فيها الأعلاف الرعوية بشكل جيد، ما يسهم في التخفيف على المربين من كلف شراء الأعلاف.
وبين أن محافظة الكرك تضم زهاء 250 ألف دونم أراض رعوية، ومراعي تنتشر فيها قطعان المواشي وتجد فيها الأعشاب البرية التي توفر لها جزءا مهما من العليقة العلفية خلال فترة طويلة، لافتا إلى أن هناك زهاء 60 ألف دونم من المراعي المحمية بالكرك وهي مغلقة لكونها ما زالت قيد النمو وبحاجة إلى سنوات للسماح لمربي الماشية بإدخال مواشيهم إليها حرصا على استمراريتها، وتقع في مناطق الشريف والثمايل والبيئة ونخل وكلها في مناطق شرقي المحافظة.
وأوضح أن مديرية الزراعة تقوم كل موسم بفتح المناطق الحرجية ومساحتها حوالي 66 ألف دونم بالكرك أمام رعي المواشي لكونها تضم مساحات وكميات جيدة من الأعلاف الرعوية.
وأشار إلى أن وجود الحفائر الترابية على امتداد خط رعي المواشي والإبل يساهم بالتخفيف من أعباء مربي المواشي في عملية نقل المياه لمواشيهم، وتوفير الأعلاف الطبيعية للمواشي في محيطها.
وقال إن هذه الحفائر أنشئت من قبل وزارة الزراعة، ضمن مشروع إدارة المصادر الزراعية في المناطق الشرقية على الحد مع قرى وبلدات المحافظة الشرقية، لكي يتم استخدامها في سقاية المواشي إضافة إلى تخزين وتغذية المياه الجوفية.
يذكر أن محافظة الكرك تضم زهاء 450 ألف رأس من الماشية وهي تنتشر في مختلف مناطق المحافظة وتتنقل حسب موسم الأمطار وإنبات المراعي البرية ومواسم المحاصيل الحقلية التي توفر أعلافا لفترة طويلة.

هشال العضايلة// الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة