المقهى الثقافي يجمع محبي القراءة بفعاليات متنوعة في الأغوار الجنوبية

– لا تعرف القراءة مكاناً ولا زماناً لتزهر فيه بقلوب محبيها ومن يملكون شغف نشر تلك الثقافة أو “العادة الإيجابية” في عقول مختلف الفئات العمرية، وهو الأمر الذي دفع الناشطة في الأغوار الجنوبية زهور دغيمات إلى تخصيص مقهى ثقافي في المنطقة لخدمة الأهالي.

وبعد أن كانت دغيمات قد أطلقت مبادرة “نقرأ لنرتقي.. قارئ اليوم قائد الغد”، حاولت أن تجد حيزاً أشمل للمنطقة لتشجيعهم على القراءة، وتقول “كغيرها من مناطق المملكة تخطو الأغوار الجنوبية كل يوم خطوة جديدة نحو تأثيث مشهدها الثقافي على مستوى الإنتاج والفضاءات خاصة بعد أن أتيحت لها مساحات أوسع للتعبير الثقافي والفن”.

“نقرأ لنرتقي.. قارئ اليوم قائد الغد” هي مبادرة تطوعية ثقافية، تقول دغيمات إنها انطلقت من إيماننا بأهمية القراءة والمطالعة، لخلق مجتمع قارئ وبسواعد قوية من شباب هذا الوطن، فكانت النافذة والشرارة لإشعال روح الشغف عند القراء، ورسمت بسمات على وجوه الأطفال من خلال قراءة القصص، إذ لمست قلوب الكبار قبل الصغار من خلال الجلسات الحوارية الثقافية الممتعة بإعطائهم المساحة للتعبير عن أفكارهم ومشاركة كتاباتهم وإظهارها إلى النور.
ومن خلال فعاليات المقهى الثقافي في الأغوار الجنوبية ترى دغيمات، أن هناك شباباً من منطقة الأغوار يصنعون الموجة الجديدة للفضاءات الثقافية من خلال افتتاح مقهى القراءة الثقافي الذي سيشتمل على إطلاق الكثير من الفعاليات المخطط لها ضمن المبادرة الأم “نقرأ لنرتقي”.
البرنامج الأولي للمقهى يتضمن أنشطة تبدأ بزيارة المقهى أسبوعياً للمشاركة في جلسات قراءة الكتب التي تساعد على توسيع الأفق والإدراك، إذ لفتت دغيمات إلى أن قضاء الوقت في مقهى ثقافي للقراءة والمناقشة ومقابلة الأصدقاء يكون ذا فائدة أكثر للأجيال الشابة التي يجب علينا أن نهتم بتطلعاتهم وتوجهاتهم الثقافية وترسيخ مفهوم القراءة لديهم، لتكون غذاء للروح لا يمكن الاستغناء عنه مهما وجد المجتمع تطورا تكنولوجيا كان له كبير الأثر في تقليص حجم القراءة المباشرة للأجيال الجديدة.
ويقدم المقهى لرواده فعاليات ثقافية على مدار يومين في الأسبوع، ويتم تخصيص مواضيع محددة لمناقشتها من جوانب الأدب والثقافة. كما يستضيف المقهى نقاشاً ضمن فعالية “حوار مع كاتب” لتبادل الكتب وتحديد كتاب لمناقشته وإقامة أمسيات شعرية، وأيضا يتيح المقهى لزواره فرصة طرح مواهبهم وإبداعاتهم غير المعروفة، وحضور العديد من أمسيات الأدب والموسيقا والشعر والمشاركة في النقاش وتبادل الآراء مع الحضور.
ولزيادة الحجم والنوعية التي يمكن أن يوفرها المقهى للقراء والزوار من مختلف الأعمار، تقول دغيمات، إن هناك أيضاً مبادرة فرعية تم إطلاقها لتعم الفائدة بشكل أكبر، تحت شعار “فيد واستفيد”، هي كذلك إحدى الحملات التي أطلقتها مبادرة نقرأ لنرتقي في منطقة الأغوار، وكل شخص يمكنه التبرع بالكتب لمختلف الفئات العمرية.
وتقول دغيمات إن هذه الفعالية للتبرع بالكتب هدفها ألا تبقى المعرفة حبيسة الأدراج والرفوف، كما أنها فرصة للتشجيع على القراءة لجميع الفئات، وتصف بأنها “تُعيد الحياة للكتاب”، على حد تعبيرها، وتتمنى أن يكون هناك تفاعل مجتمعي مع هذه المبادرة الثقافية من مختلف الجهات المهتمة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك فعالية يتم الترويج والتعريف بها عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمبادرة، تحمل عنوان “رحلة مبدع”، والتي يتم من خلالها التعريف بالمبدعين الواعدين وتسليط الضوء عليهم في لواء الأغوار الجنوبية، وإحياء الحركة القرائية والثقافية فيها، حيث يأتي ذلك من إيمان القائمين بالمبادرة بـ “دعم المواهب الشابة في مسيرتهم الإبداعية باعتبارها نموذجا إبداعيا في بيئة تحد اقتصادي وجغرافي”.
وكانت دغيمات قد دعمت نفسها كذلك لتنمية قدرتها على القراءة لتعليم الأطفال من خلال تلقيها تدريبا على “قراءة القصة بصوت عال”، من خلال مؤسسة “نحن نحب القراءة”، وتقوم الآن بقراءة قصة للأطفال كل يوم سبت، في مكتبة متنزه الشهيد سلام العونة في غور الحديثة، وبعد القراءة تقوم بعمل نشاط جماعي ضمن موضوع القصة لتشجيع الأطفال وتحبيبهم بالقراءة، من خلال الرسم أو الغناء أو المسابقات.

 تغريد السعايدة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة