المنتخب الوطني يهدر الفرص ويودع أمام “الفراعنة” في كأس العرب

خرج المنتخب الوطني بكرة القدم من بطولة كأس العرب 2021 لكرة القدم، بخسارته أمام المنتخب المصري 3-1 بعد التمديد شوطين إضافيين، في المباراة التي جرت أمس على ستاد الجنوب في الوكرة ضمن الدور ربع النهائي.
ولم ينجح منتخب “النشامى” في المحافظة على تقدمه في الشوط الأول عبر هدف من يزن النعيمات في الدقيقة 12، ليتلقى هدفا في الزفير الأخير من الشوط الأول عبر مروان حمدي، قبل أن يسجل المنتخب المصري هدفين في الشوطين الإضافيين عبر محمد رفعت ومروان داوود.
وأشاد ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله، بمجهود المنتخب الوطني خلال المباراة، عبر صفحته بمنصة “إنستاغرام” قائلا: “ما قصروا النشامى.. مباراة عظيمة وأداء مشرف”.
وحضر سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد الكرة القدم، المباراة في ستاد الجنوب، وسيعود المنتخب الوطني إلى أرض الوطن الليلة بعد انتهاء مشاركته التاريخية التاسعة من أصل 10 بطولات، وسط إشادة بأدائه، على الرغم من الصعوبات والإصابات العديدة التي لاحقته طوال مجريات البطولة.
وضمن منتخب “النشامى” الحصول على مليون دولار أميركي نظير وصوله لدور الثمانية، وسيتحضر خلال الأشهر المقبلة لخوض التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2023، والتي من المقرر إقامتها بنظام التجمع خلال شهر حزيران (يونيو) من العام المقبل.
تلقى المنتخب الوطني خسارته الثانية بالبطولة أمام عرب أفريقيا، بعدما سقط برباعية نظيفة أمام المغرب، كما تلقى الخسارة الثانية أمام المنتخب المصري في تاريخ مشاركاته ببطولة كأس العرب، بعدما خسر أمامه بهدفين دون رد في مباراة تحديد المركز الثالث، مقابل تعادل وحيد (1-1) في نسخة العام 1992 بالدور الأول.
الأردن 1 مصر 3
ما إن أطلق الحكم الهندوراسي سعيد مارتينيز صافرة البداية، حتى بدأت الخطورة من طرف المنتخب الوطني عبر محمد أبو زريق “شرارة”، من خلال استلام الكرات ومحاولة المرور من الطرف الأيمن أمام الظهير الأيسر لمصر أحمد فتوح، فيما حاول القائد بهاء عبد الرحمن من ضربة ثابتة من مسافة بعيدة، وصلت بهدوء للحارس المصري محمد الشناوي.
الدقائق العشر الأولى شهدت سيطرة نسبية للمنتخب الوطني على الكرة في منتصف الملعب، وسط اعتماد المنتخب المصري على يمين الهجوم مكان وجود اللاعب مصطفى فتحي، ليكشر بعدها لاعب المنتخب الوطني محمود مرضي عن أنيابه بتسديدة قوية التقطها حارس مرمى المنتخب المصري محمد الشناوي بنجاح.
الدقيقة 12 حاكت الفرحة لنجوم المنتخب الوطني، بعد أن مرر علي علوان الكرة إلى المهاجم يزن النعيمات داخل منطقة الجزاء، تسلمها بهدوء دون رقابة، واضعا الكرة في الزاوية الصعبة لمرمى الشناوي الذي اكتفى بمراقبتها وهي تسكن الشباك دون أن يحرك ساكنا.
زاد الهدف زاد من أطماع المنتخب الوطني أمام صدمة وذهول أبناء المدرب البرتغالي كارلوس كيروش الذين سابقوا الوقت لتعديل النتيجة في أحداث الشوط الأول، لكن يقظة الحارس يزيد أبو ليلى كانت حاضرة في الكرات العرضية لـ”الفراعنة”، ليهدر علوان فرصة ثمينة للمنتخب الوطني في تعزيز النتيجة، بعد أن تخطى الدفاع المصري بمراوغاته، مسددا كرة أبعدها بصعوبة الشناوي إلى ركنية.
وكاد يأتي هدف التعزيز من نيران صديقة بعد الركلة الركنية، لكن الشناوي كان حاضرا على الخط والتقط الكرة بنجاح، ليهدد المنتخب المصري مرمى أبو ليلى عبر الجهة اليسرى، من تسديدة قوية عبر أحمد فتوح، لكن الحارس أبعدها إلى ركنية جديدة لمصر.
وفرض “النشامى” أفضليته بصورة مميزة مع مرور الوقت في ظل ترابط جميع الخطوط وحسن التمركز بالنسبة للاعبين، ليمرر مرضي كرة بصورة جميلة للمندفع من الخلف نور الدين الروابدة، فأطلق الأخير كرة صاروخية في زواية مرمى المنتخب المصري، لكن الشناوي كان حاضرا من جديد، ومنع “النشامى” من التقدم بالنتيجة.
الحظ العاثر وقف بصورة غريبة أمام تسديدة علوان القوية، والتي ارتطمت بالعارضة والقائم الأيسر لمرمى مصر، وسط حسرة من لاعبي “النشامى” لإهدار فرص عديدة لتعزيز النتيجة، في المقابل نجح أبو ليلى في المحافظة على نظافة الشباك بتصديه لكرتين متتاليتين، الأولى جاءت بقدم مصطفى فتحي، والثانية من رأسية قوية عبر حسين فيصل.
لكن أبو ليلى عجز عن التصدي لرأسية مروان حمدي المتقنة، بعد أن تردد بالخروج من مرماه، لتعدل مصر الكفة في الوقت بدل من الضائع.
ثبات وصمود
وعلى عكس الشوط الأول، بادر المنتخب المصري في الهجوم من أجل التقدم بالنتيجة، باعتباره مرشحا فوق العادة لحصد اللقب، ليهدر فيصل فرصة ثمينة لمصر بالتقدم إثر فشله في اللحاق بالكرة أمام مرمى أبو ليلى، ليعتمد المنتخب الوطني في ألعابه على الكرات المرتدة في ربع الساعة الأول من الشوط.
وفي غفلة من دفاع المنتخب المصري، خطف النعيمات كرة ثمينة داخل منطقة جزاء الفريق المنافس، وراوغ الدفاع بمهارة قبل أن يسدد كرة أرضية مرت بجانب القائم الأيمن للشناوي، ليدفع بعدها مدرب المنتخب الوطني، العراقي عدنان حمد، بورقة ياسين البخيت عوضا عن “شرارة” لتفعيل المنطقة الأمامية في ظل افتقاد الأخير لخطورته المعهودة.
واستمرت مصر في السيطرة على الكرة أمام دفاع مستميت من قبل المنتخب الوطني، وإهدار للكرة تلو الأخرى من خلال عرضيات أبعد أبو ليلى جميعها، مع انخفاض واضح في منسوب اللياقة البدنية لدى لاعبي “النشامى”.
وواصل حمد جرأته في الثلث الأخير من الوقت الأصلي للمباراة، بالزج بالمهاجم حمزة الدردور مكان مرضي، طمعا بخطف هدف قاتل، ليتقدم لاعبوه للأمام بالاعتماد على سرعة البخيت والدردور، وأهدر المنتخب المصري كرة خطيرة عبر أحمد زيزو برأسية علت المرمى بقليل، قبل أن يجري حمد آخر تبديل قبل النهاية بسحب ورقة النعيمات وإدخال رجائي عايد، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل بهدف لمثله، ويتجه المنتخبان لشوطين إضافيين لحسم النتيجة.
ضربتان قاضيتان
بداية الشوط الإضافي الأول جاءت مصرية بامتياز، بعد أن احتسب الحكم ركلة جزاء إثر إعاقة زيزو داخل منطقة الجزاء من الحارس أبو ليلى، ليعود الحكم لتقنية الفيديو “الفار” ويمنح المنتخب الوطني خطأ بعد أن لمست الكرة يد المهاجم قبل عملية الإعاقة.
لكن البديل المصري محمد شريف قدم الكرة أمام البديل الآخر محمد رفعت، ليعلن الأخير عن تقدم منتخب بلاده بالنتيجة عند الدقيقة 99، بعد متابعة من أول لمسة استقرت في شباك المنتخب الوطني.
التبديل الأخير للمنتخب الوطني، حضر من خلاله لاعب الوسط إبراهيم سعادة بديلا للروابدة، على أمل تعديل النتيجة في الدقائق الأخيرة من المواجهة، لتجري الرياح بما لا تشتهيه سفن “النشامى”، ويستقبل الهدف الثالث عبر البديل الآخر مروان داوود من كرة رأسية، معلنا عبور فريقه لملاقاة المنتخب التونسي في نصف النهائي.
حمد: لم نستحق الخسارة
وأكد المدير الفني للمنتخب الوطني عدنان حمد، أن “النشامى” كان يستحق الفوز أمام المنتخب المصري، بعد الأفضلية الواضحة له في الشوط الأول للمباراة، وإهدار العديد من الفرص التي كانت ستحسم اللقاء مبكرا.
وأشار حمد في تصريحات صحفية عقب نهاية المباراة، أن الشعب الأردني فخور باللاعبين وأدائهم خلال مباراة أمس، رغم الإصابات الكثيرة التي لاحقت الفريق مؤخرا، مشيدا بأداء لاعبيه الأبطال، ومؤكدا القادم أفضل للكرة الأردنية.
من جهته، أكد صاحب الهدف الوحيد يزن النعيمات، أن اللاعبين كانوا على قدر المسؤولية أمام المنتخب المصري، وقدموا مباراة أكثر من رائعة رغم الخسارة، موضحا بأن التراجع في أداء المنتخب كان طبيعيا بعد التقدم بالنتيجة أمام النمتخب المصري، وأشار إلى أن المنتخب سيكون ندا قويا للمنتخبات العالمية في المستقبل.
المباراة في سطور
النتيجة: الأردن 1 مصر 3
الملعب: ستاد الجنوب – الوكرة
الحكام: سعيد مارتينيز (الهندوراس)، والتر لوبيز (الهندوراس)، كريسيان راميريز (الهندوراس)، فرناندو هيرنانديز (المكسيك).
الأهداف: يزن النعيمات (12)، مروان حمدي (45+1)، محمد رفعت (99)، مروان داوود (119)
العقوبات: أحمد فتوح (مصر) – محمد أبو زريق (الأردن)
تشكيلة الأردن: يزيد أبو ليلى، إحسان حداد، عبد الله نصيب، هادي الحوراني، محمد أبو حشيش، نور الدين الروابدة (إبراهيم سعادة)، بهاء عبد الرحمن، محمد أبو زريق (ياسين البخيت)، محمود مرضي (حمزة الدردور)، علي علوان، يزن النعيمات (رجائي عايد).
تشكيلة مصر: محمد الشناوي، عمر كمال (مروان داوود)، أحمد ياسين، محمود الونش، أحمد فتوح، عمرو السولية، حمدي فتحي (مهند لاشين)، مصطفى فتحي (محمد أفشة)، حسين فيصل (محمد شريف)، أحمد سيد زيزو (محمد عبد المنعم)، مروان حمدي (محمد رفعت).

مهند جويلس/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة