“المنخفض” ينهي موسم الشفا غوري ويرفع أسعار الخضار بـ”العارضة”

وادي الأردن – انعكست الحالة الجوية وما تخللها من تساقط غزير للأمطار وانخفاض على درجات الحرارة في معظم مناطق المملكة، على أسعار بيع الخضار في سوق العارضة المركزي، والتي شهدت ارتفاعا كبيرا، وصل في بعض المحاصيل الى نسبة 100 %، مقارنة بأسعار الأسبوع الماضي، الأمر الذي أحيا آمال المزارعين ببداية مبشرة لموسم متأخر.

وحتى أيام قليلة مضت، كانت أسعار الخضار ومع استمرار الإنتاج في مناطق الشفا غورية نتيجة بقاء الأجواء الدافئة، قد سجلت انخفاضا كبيرا وصل في بعض الأصناف إلى ما دون الكلف.

ومع بدء إنتاج بعض الأصناف من الخضراوات في وادي الأردن، فإن الأمور كانت تسير نحو التعرض لخسارة حتمية بالنسبة لغالبية المزارعين، إذ إن محاصيلهم بدأت تواجه منافسة غير متكافئة مع محاصيل مناطق الشفا غورية، بيد أن تساقط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة عجل من إنهاء موسم الشفا غوري ليترك الساحة  لمزارعي وادي الأردن.
تراجع الإنتاج الخضري إلى ما يقارب من 75 % والأمطار التي هطلت على المنطقة في اليومين الماضيين أهم الأسباب التي دفعت إلى ارتفاع الأسعار، بحسب مدير السوق المهندس أحمد الختالين، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعا على أسعار المحاصيل الخضرية مع انخفاض درجات الحرارة والتي ستؤدي الى انتهاء الموسم الشفا غوري.
وكانت أسعار الخضار قد شهدت انخفاضا حادا بداية تشرين الثاني (نوفمبر) مع استمرار الأجواء الدافئة والتي أمدت بعمر موسم الزراعة الشفا غورية على غير العادة لتصل أسعار البيع إلى ما دون الكلفة.
ويبين الختالين أن الإنتاج الخضري في وادي الأردن لا يشكل سوى 25 % من مجمل إنتاج الأراضي المزروعة، إذ إن تأخر زراعة المحاصيل بسبب التغيرات المناخية أدى إلى تأخر الإنتاج، متوقعا أن تشهد الأسابيع المقبلة ارتفاعا كبيرا في الإنتاج مع بدء إنتاج المحاصيل الجديدة.
ويشير إلى أن واردات السوق لليومين الماضيين لم تتجاوز 150 طنا يوميا، وهو رقم يقل كثيرا عن المعدلات السنوية المعهودة، موضحا أن غالبية الإنتاج من محصول الخيار والذي يدل على أن الإنتاج في بقية الأصناف ما يزال في بداياته.
ويؤكد أن ارتفاع أسعار البيع سيدفع غالبية المزارعين إلى التعجل في قطاف محاصيلهم للاستفادة من هذه الفرصة التي قد لا تستمر طويلا، موضحا أن الأمر يبقى رهن الحالة الجوية وفتح الأسواق التصديرية التي تكون عاملا مهما في ارتفاع أسعار البيع في السوق.
وينوه الختالين، إلى أن انخفاض درجات الحرارة خاصة خلال الليل أثر بشكل واضح على نمو النباتات ما انعكس على الإنتاج الخضري في وادي الأردن وفي المناطق الشفوية، موضحا أن الكميات المتوفرة حاليا في الأسواق خاصة من محاصيل الخيار والكوسا والفلفل التي يتم إنتاج معظمها في المناطق الشمالية والوسطى من الوادي كانت أشد تأثرا بحالة الطقس ما أدى إلى ارتفاع أسعارها.
ويتوقع مدير السوق أن تحافظ أسعار بيع الخضار على مستويات مرتفعة خلال الفترة المقبلة مع اقتراب أربعينية الشتاء، مستدركا “إلا أن الإنتاج الغوري من الخضار سيكفي حاجة السوق المحلية خصوصا في ظل غياب الأسواق التصديرية”.
من جانبهم، يؤكد مزارعون أن ارتفاع أسعار بيع المحاصيل الخضرية سيشكل دفعة قوية للاستمرار في العمل ورعاية المحصول وسيدفع التجار والشركات الزراعية إلى توفير الدعم للمزارعين، موضحين أن ارتفاع أسعار البيع عادة ما يكون لفترات قصيرة خلال عمر الموسم إلا أنها تشكل فرصة لإنقاذ المزارع من الخسائر.
ويرى المزارع نواش الياصجين أن ارتفاع الأسعار خلال الأيام الماضية جدد الأمل بإمكانية تعويض خسائرهم الفادحة التي تكبدوها الموسم الماضي، قائلا “الأوضاع تتجه نحو الأفضل فانخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار كان له آثار جيدة على القطاع سواء بارتفاع الأسعار أو انخفاض كلف الري والمكافحة التي تثقل كاهل المزارع”.
ويضيف “الموسم لغاية الآن يبشر بالخير والمطلوب من الحكومة السعي لفتح أسواق تصديرية جديدة والعمل على تخفيض مستلزمات الإنتاج لتمكين المزارع من تحقيق مردود يساعده على البقاء والاستمرار بالمهنة”، موضحا أن ذروة الموسم في الأغوار تبدأ من شهر آذار (مارس) وتمد لغاية ايار (مايو)، وهي الفترة التي يتخوف فيها المزارعون من انخفاض الأسعار مع استمرار المشاكل التسويقية وخصوصا التصدير إلى الأسواق الخارجية.
ويرى المزارع وليد الفقير أن الأسعار خلال الفترة الحالية تعد الأفضل منذ مواسم ماضية عديدة رغم انخفاض الإنتاج، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيشكل دفعة قوية للقطاع بجميع مكوناته للنهوض من تحت انقاض خسائر الموسم الماضي، خاصة اذا ما استمرت الأسعار على هذا المنوال لفترة أطول.
ويبين رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، أن الأسعار الحالية ستمكن المزارعين من الاستمرار في خدمة محاصيلهم على أمل أن يتمكنوا من سداد جزء من كلف زراعة الموسم وسداد جزء من ديونهم، موضحا أن تراجع الإنتاج في وادي الأردن أمر طبيعي في هذا الوقت من العام مع استمرار تدني درجات الحرارة.
ويأمل  أن تستقر أسعار البيع على مستويات جيدة بالنسبة للمزارع خلال الفترة القادمة في ظل تراجع الإنتاج لتعويض الفارق لكي يستطيع تعويض خسائر الموسم، موضحا أن ارتفاع الإنتاج عادة ما يتزامن مع انخفاض الأسعار ما يحرم المزارع من الاستفادة خصوصا خلال فترة ذروة الإنتاج.
وتراوحت أسعار بيع صندوق الفلفل بنوعيه الحار والحلو ما بين 1.5 – 2 دينار والكوسا ما بين 2.5 – 3 دنانير للصندوق والباذنجان بحدود دينار واحد للصندوق في حين قفز سعر بيع صندوق الخيار إلى 6 دنانير مقارنة بثلاثة دنانير قبل أيام.

حابس العدوان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة