المواقع السياحية في الكورة والمزار الشمالي.. هل تشهد تطويرا جاذبا للزوار والمستثمرين؟

=

إربد- يحول عدم رصد المخصصات المالية اللازمة، دون تطوير المواقع السياحية في لواءي الكورة والمزار الشمالي، إذ ما تزال دراسات أعدتها العديد من الجهات التطوعية لتطوير وتأهيل تلك المواقع حبيسة الأدراج منذ سنوات طويلة.

وبحسب مواطنين، “فإن الميزة الطبيعية التي يتمتع بها اللواءان تؤهلهما لأن يكونا مناطق جذب سياحي توفر مئات فرص العمل، لكن بعد تطوير المواقع السياحية فيهما، لكن لا يوجد أي دور رسمي أو خاص يصب في هذا الاتجاه، رغم المطالبات المتكررة”.
وكانت أظهرت دراسات لمناطق حمة أبو ذابلة، وعراق الطبل، وطبقة فحل، وبيت راس، وبرقش، أن كلفة تطوير تلك المواقع آنذاك بلغت قرابة 515 ألف دينار.
وأوصت الدراسة الخاصة بطبقة فحل، بإقامة مواقف سيارات، وبناء وحدات صحية، ومكاتب للسياحة، وتجهيز ساحات للتخييم مزودة بالماء والكهرباء، وحاويات للقمامة بكلفة 150 ألف دينار.
أما دراسة حمة أبو ذابلة، فأوصت بإقامة جدار استنادي أمام المبنى الحالي لتحويل مياه الأمطار للوادي، وتنظيف البركة من الداخل، والقناة الخارجية لتسريب المياه الزائدة للوادي، وتوسيع الشارع المؤدي إلى البركة، وتجهيز ساحات تخييم، ووحدات صحية، ومواقف سيارات، وحاويات، في حين أوصت دراسة برقش بربط الحاوي بطريق معبد، وتجهيز ساحات مزودة بمقاعد، ومظلات، وحاويات، ووحدات صحية بكلفة 120 ألف دينار.
وخلصت دراسة عراق الطبل، إلى إقامة ساحة للتخييم، واستراحة شعبية، ووحدات صحية، وحاويات، وطريق معبد بطول 4 كم، وتزويدها بالماء والكهرباء، كونها لا تبعد سوى 400 متر عن الشارع الرئيس، ولافتات إرشادية بكلفة 120 ألف دينار.
يُذكر أن اللواءين يفتقران إلى مكاتب لوزارة السياحة تتابع الواقع السياحي فيهما، رغم المطالبات الشعبية، إضافة إلى غياب مكاتب سياحية تابعة للقطاع الخاص تعمل على ترويج المناطق السياحية وجذب الزوار إليها.
خطة استثمارية متوسطة وبعيدة المدى
ووفق المدير التنفيذي في بلدية المزار الشمالي، إياد الجراح،
“فإنه من خلال وحدة التنمية تم إنشاء قسم للاستثمار من أجل عمل تشارك استثماري مع القطاع الخاص، ووضع خطة استثمارية متوسطة وبعيدة المدى، وتم التركيز على المشاريع ذات الطابع السياحي التي يتمتع بها لواء المزار الشمالي، ومنها غابات المزار، زوبيا، عنبة، بمساحة 7 آلاف دونم مغطاة بأشجار حرجية، وهي الأكثر كثافة على مستوى المملكة”.
وأشار إلى ” أنه بالتعاون مع مديرية السياحة، تم إنشاء مسار سياحي بطول 8 كيلومترات ابتداء من بلدة صمد التراثية، والمتنزه السياحي (الجيزة)، عراق الطبل، وبيت التراث (المهباش)، ومن أجل ربط المسار السياحي بغابات برقش، دون المساس بالبيئة المحيطة، والحفاظ على الغابات والحيوانات والطيور والنبات”.
وأكد الجراح ” أن البلدية ارتأت أن يتم عمل مشروع سياحي (تلفريك)، والمرور بالمحطات والمواقع السياحية دون إحداث أي أثر على المساحة الخضراء، وعمل مشروع رياضة التسلق في موقع عراق الطبل، وإنشاء مطعم سياحي، وأكواخ مزودة بإنارة صديقة للبيئة، وعمل تجمع للمياه في المنطقة المحيطة بمنطقة الرقبة بحجم 250 ألف متر مربع من المياه كي تعود الحياة الطبيعية، وإعادة تسكين الطيور والحيوانات والنباتات والمجموع الخضري، إلا أن المشروع لم يرَ النور”.
كما أشار إلى ” أنه بعد أن تم تعديل التشريعات وتشجيع الاستثمار، فإن بلدية المزار أعدت دراسة من أجل دعوة المستثمرين لعمل مشاريع جاذبة للسياحة المنظمة، واستغلال الغابات بطريقة منظمة وحضارية، والتي من شأنها توطين وتطوير المنتج السياحي، والذي يشكل ما يزيد على 7 في المائة من الدخل الوطني، والذي يعالج الخلل البيئي والسياحة العشوائية وغير المنظمة، ويشغل الأيدي العاملة، ويحد من جيوب الفقر ضمن حدود اللواء، ويوفر فرص عمل ضمن حدود السكن المحيط بالمنطقة”.
ودعا الجراح وزارة السياحة، ودائرة الاستثمار، ومجلس محافظة إربد، والمستثمرين، إلى “تمويل مشروع تنموي وسياحي بمعايير وجودة عالية، حيث تُقدَّر قيمة المشروع المقترح بـ25 مليون دينار، وهذا بحاجة إلى تحويل تلك الغابات إلى منطقة تنموية وفقا للتشريعات والقرارات التنموية التي تصدر بموجب قرارات تخدم المواطن الأردني في أماكن سكنه، بحيث تكون تلك المناطق جاذبة لرؤى وطموح وطني يساعد الاقتصاد الوطني على النهوض والاعتماد على الذات”.
منتجع سياحي لم ير النور
من جهته، قال رئيس جمعية السنابل الخيرية في لواء الكورة، فادي مقدادي، ” إن حمة أبو ذابلة هي من أقدم الحمامات المعدنية على مستوى الوطن، حيث يوجد بها نبعان، نبع بارد وآخر حار كبريتي، ويعد من الأماكن التي كان أجدادنا يرتادونها للعلاج والاستجمام والتنزه”.
وأشار إلى ” أنه نظرا لأهمية الحمة التاريخية والعلاجية والسياحية، تقدمت جمعية السنابل الذهبية للتنمية الاجتماعية في العام 2018 إلى وزارة السياحة لغايات استثمار المنطقة وإعادة إحيائها، حيث تمت الموافقة على ذلك، وجرى مخاطبة وزير التخطيط والتعاون الدولي لتمويل المشروع بقيمة 50 ألف دينار لإقامة منتجع سياحي وتوفير الخدمات هناك، واستغلال المياه لغايات سياحية علاجية، إلا أنه تم رفض المشروع، مما ولد لدينا الاستياء من هذا القرار الذي وأد المشروع بشكل مباشر”.
ولفت مقدادي إلى ” أن فريق (المبادرون التطوعي) قام بإعادة إحياء الحمة، وبالتنسيق مع الحاكمية الإدارية، جرى إزالة الطمي والمخلفات التي داهمت الحمة، وإزالة الشوائب من المجرى، حيث أُعيد إحياؤها على استحياء، فكانت المياه ضعيفة لا ترقى إلى أن تتدفق كالسابق، لكنها انفجرت في أماكن أخرى وبنسب أيضا ضعيفة”.
وأكد أن إعادة إحيائها واستخدامها والعناية بها، والحفر ضمن المناطق التي تنبع بالمياه الكبريتية، تعيد إليها الحياة مرة أخرى.
وبحسب عضو مجلس محافظة إربد، وصفي بني حمد، “فإن المجلس لم يخصص أي مبالغ مالية لقطاع السياحة في لواء الكورة، بسبب البطء في تنفيذ المشاريع في السنوات الماضية، مما اضطر المجلس إلى عمل مناقلات مالية، وتحويل المبالغ المخصصة لقطاع السياحة إلى قطاعات أخرى”.
وأشار إلى ” أن لواء الكورة يتمتع بالعديد من المناطق السياحية، وهو بحاجة إلى ملايين الدنانير من أجل تطوير تلك المواقع، وإقامة البنية التحتية لتكون نقطة جذب للزوار، إضافة إلى أن الطرق المؤدية إلى تلك المواقع وعرة، وتحتاج إلى تأهيل، وإقامة منتجعات ومشاريع استثمارية”.
وأكد بني حمد ” أن تطوير منطقة وادي الريان، الذي تم رصد مبالغ مالية له خلال السنوات الماضية، وتم استملاك قطعة أرض، ما يزال يراوح مكانه، بالرغم من زيارة آلاف الزوار للمواقع في فصل الربيع”، لافتا إلى ” أن المشروع عبارة عن مواقف حافلات، وخدمات صحية، وألعاب أطفال، وممرات بيئية، وجلسات عائلية، ومطاعم، وبازار دائم للمنتجات”.
إلى ذلك، أكد عضو مجلس محافظة إربد عن لواء المزار الشمالي، وعد أبو شريعة، ” أن مسلسل نسيان خدمات الواقع السياحي والأثري مغيب عن الجهات المعنية”، مؤكدا ” أن لواء المزار يضم العشرات من المواقع السياحية التي بحاجة إلى تأهيل والترويج لها لاستقطاب الزوار من جميع مناطق المملكة”.
وأشار أبو شريعة، إلى ” أن ضآلة المخصصات المالية المرصودة للواء المزار الشمالي تحول دون تخصيص مبالغ مالية كبيرة لقطاع السياحة، مما يتطلب من الجهات المعنية إدراج اللواء ضمن برامج المنح والمساعدات، خصوصا أن تطوير المواقع بحاجة إلى ملايين الدنانير”.
من جانبه، قال رئيس بلدية دير أبي سعيد الجديدة، عادل بني عيسى، ” إن موقع حمة أبو ذابلة التاريخي لم يلقَ أي اهتمام من قبل الجهات المعنية، وتسبب إهمال الموقع بجفاف منابع المياه المعدنية لسنوات طويلة”.
ماذا تقول مديرة سياحة إبد؟
أما مديرة سياحة إربد، الدكتورة مشاعل الخصاونة، فلفتت إلى ” أن موقع عراق الطبل في لواء المزار الشمالي هو مقصد سياحي طبيعي، عبارة عن غابات طبيعية يقصدها الزوار للتنزه، ونتيجة هذا الإقبال على هذا الموقع، قامت وزارة السياحة بتنفيذ مشروع خدمات لتقديم الخدمة للزوار وإطالة مدة إقامتهم”.
وأضافت، ” أنه تم تنفيذ مشروع مكوَّن من مبانٍ جاهزة، عبارة عن وحدات صحية للذكور، ووحدات للإناث، بالإضافة إلى وحدة لذوي الإعاقة، إلى جانب أكشاك عدد 3 لتقديم خدمات التنزه وللاستثمار من قبل أبناء المجتمع المحلي.
وقد أُنشئ هذا المشروع على أراضٍ تتبع ملكيتها لوزارة الزراعة، التي سمحت بموجب قانون الحراج للسياحة بتنفيذ هذا المشروع”.
وأشارت الخصاونة إلى ” أن موقع برقش في لواء الكورة من المواقع التي تلقى اهتماما من وزارة السياحة، حيث عملت الوزارة على إعادة تأهيل الموقع المحيط بالمغارة وتهيئته لاستقبال الزوار، وتقديم الخدمة اللازمة من خلال استحداث خدمات الوحدات الصحية والمقاعد، واستحداث أكشاك لعرض منتجات المجتمع المحلي. وتم طرح هذا المشروع للاستثمار، وتقوم بإدارته جمعية سياحية”.
وقالت إن الوزارة تعمل على تطوير مغارة برقش بالتعاون مع جامعة اليرموك لتجهيزها لتصبح آمنة للزيارة.
وفيما يتعلق بوادي الريان في لواء الكورة، أكدت الخصاونة أنه منتج طبيعي يتكوَّن من مزارع الرمان والزيتون المعمِّر، إلى جانب أنه يضم في جنباته طاحونة أثرية تعمل على المياه كنموذج للطواحين المائية الفريدة من نوعها.
وأشارت كذلك، إلى أن الوزارة قامت على استملاك ما مجموعه 5 دونمات لتنفيذ مشروع أهم مكوناته مناطق ألعاب للأطفال، ومواقف حافلات، واستراحة، ومناطق لتقديم الطعام، وقد تم الانتهاء من إعداد الدراسات ليصار إلى تنفيذ المشروع في حال توفر المخصصات.

 

أحمد التميمي/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة