المومني يسير على طريق العالمية برسوماته الكروية الهزلية

في عالم الرياضة، يطمح الكل للوصول إلى العالمية، في طريق طويل ومليء بالعقبات، والمهارة الاستثنائية الممزوجة بالشغف، دائما تقود إلى تحقيق الهدف المنشود.
الرياضة ليست موهبة عمر المومني بالمعنى الحرفي، فهو لا يسعى للنجاح فيها من خلال ممارستها، لكن لديه من الموهبة، ما لفت أنظار الشارع الرياضي عامة، والكروي خاصة، ليبلغ من النجومية مراحل تجعلنا نتوقف مندهشين من صدى أعماله الفنية.
المومني رسام كاريكاتوري رياضي، متخصص على وجه التحديد في كرة القدم، قاده ولعه بالرسم ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في اللعبة، إلى نجاح متواصل عبر السنين الماضية، لافتا إليه أنظار كبرى وسائل الإعلام العالمية، التي باتت تستعين برسوماته الجميلة ذات الطابع الطريف، والتي انتقل لاحقا لتحويلها إلى رسوم متحركة.
يتحدث المومني عن بدايته في عالم الرسوم الكروية قائلا: “بدأ كل شيء في العام 2010، كنت أعمل رساما متحركا لاستوديو خاص، وأردت التوجه إلى الرسوم الكاريكاتورية التحريرية أو الرسوم الهزلية، لذلك بدأت في رسم كل ما كنت أعتقد أنه مضحك، حتى الصيف عندما حان موعد انطلاق كأس العالم، وقتها أنجزت بعض الرسوم الكاريكاتورية عن البطولة، ونشرتها عبر حسابي على فيسبوك”.
وأضاف: “أحب أصدقائي رسوم كرة القدم هذه، وطلبوا مني الاستمرار بعد كأس العالم. في ذلك الوقت، كنت قد أنشأت ملفا خاصا، وبدأت التواصل مع الصحف والمواقع الرياضية لنشرها، وحينها أظهر لي موقع جول وحده اهتمامه بهذه الرسومات”.
يشرح المومني، كيف يستمد إلهامه لإنجاز رسوماته قائلا: “هذا أمر سهل إذا أحطت نفسك بأصدقاء يتحدثون كثيرا عن كرة القدم، يمكنك الحصول على الأفكار بمجرد التحدث معهم. وبالطبع فإن مناقشات وسائل التواصل الاجتماعي تساعد أيضا”.
وتابع: “عادة ما يستغرق إنجاز الرسم الواحد ثلاث ساعات من العمل. قبل أن أرسمه، إذا كان رسما خاصا للعميل الذي أتعامل معه، أقوم بعصف ذهني للفكرة معه، وأحاول دائما طرح فكرة مرتبطة بثقافة البوب والأفلام. قبل الرسم، أقضي بعض الوقت في البحث عن بعض المراجع التي يمكن أن تساعد في تطبيق رؤيتي، واستكشف بعض لوحات الألوان، وفي وقت لاحق، أبدأ بالرسم على الفوتوشوب باستخدام جهاز الرسم اللوحي”.
لمنصات التواصل الاجتماعي، أهمية كبيرة في عمل المومني، فبالإضافة إلى استعانته بها للحصول على أفكار مناسبة قابلة للتطبيق، يلجأ إليها لنشر أعماله الفنية عبر حساباته الشخصية، وقال في هذه السياق: “تنشر جميع وسائل الإعلام الآن محتواها على وسائل التواصل الاجتماعي، لا توجد طريقة لتجاهلها. وكفنان اعتبرها طريقة مجانية لإظهار أعمالي للعالم، ولجذب الجمهور والعملاء كذلك”.
رسومات وأعمال المومني عن نجوم كرة القدم، وصلت في كثير من الأحيان إلى أبطالها، وأبدى لاعبون معروفون أمثال الإسباني إيكر كاسياس والألماني لوكاس بودولسكي والعاجي ديدييه دروجبا والكاميروني صامويل إيتو، إعجابهم الشديد بها، كما قام لاعبون آخرون بمشاركة هذه الرسومات أو الإعجاب بها عبر حساباتهم.
ويعترف المومني، بأن الأمر لا يستوجب متابعة كل المباريات من أجل البقاء متصلا بالتفاصيل، مشيرا إلى أنه يركز في عمله على المسابقات المهمة، مثل دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإسباني، حيث يحاول قدر الإمكان متابعة المباريات الكبيرة عندما تسنح له الفرصة، وإن لم يستطع فإنه يستعين بمشاهدة الملخصات والأهداف.
ولا يمانع المومني توسعة نطاق رسوماته لتشمل الكرة العربية، حيث سبق له أن عمل مع مواقع عربية، وتعاون مع النادي الأهلي المصري، ومسابقة دوري أبطال الخليج، إضافة إلى مجلة العربي الجديد.
وكشف المومني عن تشجيعه لفريق ميلان الإيطالي، كما أنه يتابع المنتخب الوطني، إضافة إلى تشجيعه المنتخب الإيطالي عالميا، وهو يميل إلى تشجيع الفرق التي دائما ما تفجر مفاجآت في البطولات الكبرى.
وتناول المومني الأوضاع الحالية لكرة القدم العالمية قائلا: “أصبحت كرة القدم الآن أسرع وأكثر حماسة من ذي قبل، لكني أفتقد للمهارات الفردية التي اعتدنا أن نراها في السابق”.
وأردف: “على مستوى الأندية لا أحب سيطرة بعض الفرق في دورياتها مع ضعف المنافسة، نجد مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي، وبايرن ميونيخ في الدوري الألماني، ويوفنتوس في الدوري الإيطالي، هذه الفرق تهمين على الدوريات المحلية بشكل عام”.
وبين المومني كيف سيستعد للعمل خلال نهائيات كأس العالم المقابلة المقرر انطلاقها في قطر خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الممقبل، وواصل: “أتمنى أن تكون بطولة ناجحة، أنا فقط غير معجب بموعدها وحقيقة غياب إيطاليا عنها. ربما سأكون هناك، لست متأكدا من ذلك بعد، سأبذل قصارى جهدي للرسم يوميا ولتغطية جميع المباريات”.
ووجه المومني رسالة لكل من يجد فيه نفسه الإمكانيات والقدرات اللازمة لمتابعة شغفه في عالم الرسوم الهزلية الرياضية، وقال: “تمتع بالصبر الشديد في البداية ولا تستسلم، لا تصطدم بالثقافات الأخرى وحاول دائما أن تعكس صورة إيجابية ومتسامحة لثقافتك، احرص على الرسم الدوري والاستمرارية والتعرف على أبرز الأحداث والتواجد على جميع مواقع التواصل الاجتماعي”.

أيمن أبو حجلة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة