“الناتو” يتوعد روسيا بأن أي استخدام لـ”النووي” ضد الحلف سيغير طبيعة النزاع

ليتوانيا – أكد حلف شمال الأطلسي “الناتو” امتلاكه قدرات متفوقة على أي خصم، يمكنها تحميل عدوه كلفة عالية.
ووفق بيان صدر عن اجتماع قمة الحلف في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا فقد أعلن أنه تمت المصادقة على 3 خطط للدفاع الإقليمي من القطب الشمالي حتى البحر الأسود.

وأوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن القادة قدموا، أول من أمس، خطة دفاعية شاملة لمواجهة موسكو، معلنا في بيان جديد للقمة حول ملف الحرب في أوكرانيا.
وقال أن مبادرة الدفاع الصاروخي ستكون مكملة لإستراتيجية الردع النووي ولا تحل محلها.
كذلك أشار ستولتنبرغ إلى أن تطوير الكتائب القتالية في دول الجناح الشرقي هي ألوية عند الضرورة.
ولفت إلى أن التحديات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط تؤثر على أمن الحلف والشركاء.
وشدد على أن روسيا أهم تهديد مباشر للسلام والاستقرار في المنطقة الأوروبية الأطلسية.
أما الصين، فرأى أنها تسعى إلى السيطرة على القطاعات الصناعية والتكنولوجية.
وعن أوكرانيا، فأوضح بيان قمة الناتو أن كييف أحرزت تقدما ملموسا للاندماج في المنظومة الأوروبية الأطلسية، موضحا أن الحلف سيضم أوكرانيا للعضوية عندما تلبي الشروط اللازمة ويتفق الحلفاء.
وعلى وقع قرارات “الناتو” حذر نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، من أن زيادة حلف شمال الأطلسي مساعداته العسكرية لأوكرانيا تقرب الحرب العالمية الثالثة.
وأضاف تعليقا على اليوم الأول من قمة الحلف، الذي تقوده الولايات المتحدة، في ليتوانيا، حيث تعهد عدد من الدول بتقديم المزيد من الأسلحة والدعم المالي لكييف، بأن المساعدات لن تمنع روسيا من تحقيق أهدافها في أوكرانيا.
كما رأى المسؤول الرفيع عبر تليغرام أن الغرب لم يستطع بعدما استبد به الجنون أن يأتي بشيء آخر، وفق قوله. معتبرا أن الدول الغربية باتت في طريق مسدود.
وقال: “الحرب العالمية الثالثة تقترب”. مشددا على أن كل شيء واضح، وأن العملية العسكرية الخاصة ستستمر لنفس الأهداف.
من جهته قال السفير الروسي في واشنطن بأن بيان قمة الناتو أظهر توجهات الحلف العدائية تجاه موسكو.
يشار إلى أن قادة الحلف بدأوا أول من أمس قمة في فيلنيوس في ليتوانيا تستمر يومين، وذلك من أجل توجيه رسالة دعم إلى أوكرانيا التي تواصل هجوما مضادا صعبا ضد موسكو وتنتظر التزامات بشأن عضوية مستقبلية في التحالف.
وكانت الولايات المتحدة أكدت أن خطة المساعدات طويلة الأمد لأوكرانيا -التي قدمها قادة حلف شمال الأطلسي “الناتو” في قمتهم تظهر لروسيا أن “الوقت ليس لمصلحتها”. في المقابل عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استيائه من عدم تحديد موعد نهائي لانضمام بلاده إلى الحلف ووصف ذلك بأنه “أمر عبثي”.
ومن جانبها قالت مستشارة البيت الأبيض للشؤون الأوروبية أماندا سلوت  للصحفيين أمس “إنها تشير إلى التزام مشترك طويل الأمد لبناء قوة تأمين دفاعي قوية لأوكرانيا” موضحة أن “هذا الإعلان متعدد الأطراف سيرسل إشارة مهمة إلى روسيا بأن الوقت ليس لمصلحتها”.
لكن واشنطن نفت أول من أمس إمكانية انضمام أوكرانيا إلى “الناتو” خلال الحرب، وقالت المتحدثة باسم الخارجية إليزابيث ستكني أول من أمس إن عضوية أوكرانيا خلال الحرب غير مطروحة، وإن أولوية واشنطن في القمة تشمل استمرار تقديم الدعم لكييف.
وأمس ثاني أيام القمة قدم أعضاء الحلف خطة التزامات طويلة الأمد لأمن أوكرانيا، لكن ذلك سبب خيبة أمل للرئيس الأوكراني الذي كان يأمل في الحصول على جدول زمني محدد لانضمام بلاده إلى الحلف.
وتناول زيلينسكي الذي انتقد بشدة قادة دول الناتو بسبب “نقص” إرادتهم في انضمام أوكرانيا- العشاء معهم مساء أول من أمس بعيد تحيته حشدا كبيرا وسط العاصمة الليتوانية.
وحتى قبل نشر بيان الحلف، وصف زيلينسكي عدم تحديد موعد نهائي لانضمام بلاده بأنه “أمر عبثي”. وقال “عدم اليقين ضعف”.
وفي محاولة لطمأنته، يفترض أن تنشر دول مجموعة السبع (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة) بيانا مشتركا حول دعم كييف، السنوات القادمة، من أجل مساعدتها في محاربة روسيا ومواجهة “أي اعتداءات” في المستقبل.
ومن ناحيته قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك “بينما تحرز أوكرانيا تقدما إستراتيجيا في هجومها المضاد نزيد جهودنا لحماية أوكرانيا على الأمد الطويل”.
وأضاف “لا نريد أن نرى تكرارا لما حدث في أوكرانيا، وهذا البيان يؤكد مجددا التزامنا ضمان ألا تصبح أوكرانيا مجددا ضعيفة أمام نوع العدوان الذي ارتكبته روسيا”.
وسيشكل البيان إطارا لإبرام اتفاقات ثنائية في وقت لاحق بين هذه الدول وكييف، تتضمن تفاصيل الأسلحة التي ستمدها بها لمدة 10 سنوات.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة