الناسُ أجناس… والذهبُ ما بالتنك والحديد ينقاس // الشاعر عماد عبد الوهاب الزغول

=

تنويه قصير:

> هذه القصيدة تعكس تقديرنا للناس ومواقفهم، وفلسفة التعامل معهم، دون الإشارة إلى أي شخص بعينه.

 

مع احترامي لكلّ العشائرِ،
والأهلِ والأقاربِ،
ولجميعِ الناسِ.

ولكلّ إنسانٍ يحمل ضميرًا حيًّا،
وقلبًا نابضًا بالإحساسِ.

مع تحيّة الإجلال والإكبارِ،
لكلّ الرجالِ الرجال… أصحابُ المواقفِ
التي تبيّضُ الوجه،
والتي تُنباسُ وتنحطّ فوق الرأسِ.

ومع كلّ الحبّ والتقديرِ للجميع،
لقدركم الكبير ولمقامكم الكريم،
وللحبّ والتقدير مقامٌ عندي؛
فالكلمة إذا طلعت،
تطلع مثل الطلق والرصاصِ.

فالناسُ أجناسٌ،
والذهبُ ما بالحديد يُقاسُ؛
ولا يُعرفُ الرجالُ إلّا بالمواقفِ،
والنخوة تاجٌ على كلّ رأسٍ،
والأصيل أصيلٌ، ويبقى ذهبًا وماسُ.

وفيه ناسٌ…
ما إلها أصلٌ، ولا إلها ساسٌ؛

وناسٌ…
كعبُ كندرةٍ، وانحاسُ،
وحديدٌ… وتنكٌ مصدّي—
تبتعد عنها،
ما تُقبل فيها خيطُ لنعلِ حذائك،
ولا كندرةٌ تنداسُ.

وفيه ناسٌ…
ذهبٌ… ذهبٌ وماسُ؛
تلين بالعسل،
وتذوب بالشهدِ،
وتُشرّف فيها،
وتُنباسُ،
وتنحطّ فوق الرأسِ.

وفيه ناسٌ…
لا إلها وجهٌ،
ولا هي من البشرِ…
ولا من الناسِ؛
ما عندها دمٌ، ولا إحساسٌ،
لا نور تعرفُ،
ولا هي من نسل جسّاسٍ.

صدق المثل:
ما بتعرف الناس إلّا بالقرب منها، والتعامل اليومي، والمجاورة بين الناس.

وإذا كان الأصلُ…
ساسٌ على ساسٍ؛
معدنٌ ثابتٌ،
ووجهٌ أبيضُ
يُبيّض الوجه، ويرفع الرأسَ؛
تقضي العمر
أسعدَ البشرِ
وأكرمَ الناسِ.

وتحكي جميلًا عذبًا،
قولًا لينًا،
حلو المعنى،
كلامًا حساسًا…
يطلع من فمك عسلٌ،
ويخرج ذهبًا وماسٌ.

أمّا أصلٌ قَشِب… وشجارٌ وخصامٌ؟
تحكي عنّي… أحكي عنك…
نحطّ فيك… وتتحطّ فينا…
ننتقص بعضنا بعضًا؛
ما صار أصلٌ،
ولا صار خُلُقٌ،
ولا له قيمةٌ بين الناسِ.

فمن كان طبعه الطعنُ…
فطعنه فيه لا في الناسِ؛
فالطين لا يرفع رأسًا،
ولا ينبت أصلًا،
ولا يحيق المكرُ السيّئ إلا بأهله.

صدق من قال:
الناسُ أجناسٌ…
وإن طال الوقت أو قصرُ…
الذهب يبقى ذهبًا،
والأصيل يبقى أصيلًا،
والثقيل يظلّ ثقيلًا،
والكبير يظلّ كبيرًا.

معدنه ثمينٌ،
مهذّبٌ،
يعرف حدوده،
ما يطلع عن المعروف،
ولا عن المألوف،
ولا عن العادات والتقاليد،
ولا عن الأهل،
ولا عن الناس؛
أصلٌ ثابتٌ،
ساسٌ فوق ساسٍ،
ما يتلوّنُ،
ما يبيعُ،
ما يطمعُ،
ما يغيّرُ—
لو تبدّل كلّ الناسِ.

ومن معدن الأصل… تُعرف الناس؛
فالذهب… ذهبٌ،
ما بالتنك ولا بالحديد يُقاسُ.

ولو غاب لمعانه…
يبقى ذهبًا؛
نورٌ ما يبردُ،
وما يبور،
ولا يومًا بالتنك ينقاسُ.

وفي الختام…
يبقى الودّ أكبر من كل اختلاف،
وتبقى المحبّة ما بين الناس،
مهما اختلفت المواقف بظلّ الاحترام أساسًا،
ومع خالص الحبّ والاحترام،
لكلّ العشائر، ولكلّ الناس،
من كلّ المنابت، وكلّ الأصول،
دون إقصاء…
ودون أيّ انتقاص…
أو أيّ مساس.

فأنا لا أكثركم قدرًا،
ولا أرفعكم مكانة،
ولا أكبركم وجاهة…
أنا منكم، وفيكم، وإليكم؛
فأنتم الناموس والنبراس،
وأنتم الثقل والمقياس؛
فأنتم الأصول،
وأنتم الأساس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة