“النشامى” يطوي صفحة النهائي الآسيوي ويستعد لمرحلة البناء على الإنجاز

الدوحة – يلقي نجاح المنتخب الوطني لكرة القدم في بطولة كأس آسيا 2023 لكرة القدم التي اختتمت أول من أمس في قطر، مسؤولية كبيرة على اتحاد الكرة، من أجل البناء على هذا النجاح والتقدم بصورة أسرع، والمنافسة بقوة من أجل خطف إحدى البطاقات المؤهلة لكأس العالم 2026 عن القارة الآسيوية.

ووضع «النشامى» اسمه بين كبار قارة آسيا من خلال مشاركة تاريخية تكللت بالحصول على المركز الثاني، في أفضل إنجاز له بعد 4 مشاركات سابقة، لم يتمكن خلالها من اجتياز ربع النهائي، ما يدفعه للاستمرار في هذا المستوى المتقدم، والبقاء بين عمالقة القارة.

ويصل وفد المنتخب الوطني عصر اليوم إلى مطار الملكة علياء الدولي، حيث من المنتظر أن يحظى الوفد باستقبال رسمي وشعبي كبير من المسؤولين والجماهير، نظير الإنجاز التاريخي الذي تحقق بالمسابقة.
وأعلن اتحاد الكرة عن إقامة تكريم للمنتخب الوطني أمام الجماهير في ستاد عمان بمدينة الحسين للشباب، عند الساعة السادسة من مساء اليوم، حيث فتح باب حجز التذاكر المجانية إلكترونيا.
وكانت الترشيحات تصب في خانة المنتخب الوطني قبل المباراة النهائية أمام قطر، نظرا للأداء المميز الذي قدمه في الأدوار الماضية، مقارنة بالمنافس الذي لم يظهر بالصورة القوية خلال المباريات السابقة، إلا أن ظروف المباراة ساهمت في حفاظ قطر على اللقب للمرة الثانية على التوالي بالفوز بنتيجة 3-1.
وتسببت الخسارة الصادمة من حيث النتيجة والسيناريو في صدمة كبيرة للجمهور الأردني، كما لم يقدم المنتخب أفضل مستوياته في النهائي وتحديدا خلال الشوط الأول، وهو ما اعترف به المدير الفني الحسين عموتة خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة، ليكتفي الفريق بالميدالية الفضية، ويكسب احترام جميع الدول المشاركة في البطولة.
وحصد المنتخب الوطني العديد من المكتسبات في البطولة الحالية، أولها احتلاله وصافة البطولة الأكبر على صعيد منتخبات القارة، إلى جانب الظفر بجائزة مالية كبيرة تقدر بـ 3 ملايين دولار، مع تقدم جيد منتظر في التصنيف العالمي الذي سيصدر عن الاتحاد الدولي للعبة «فيفا».
وتغنت الصحافة العربية والعالمية بالمستوى الرفيع الذي قدمه «النشامى» خلال البطولة، كما أكد العديد منها أن المنتخب استحق الفوز في اللقاء، وجاءت خسارته بأخطاء تحكيمية واضحة من قبل الحكم الصيني ما نينج، الذي احتسب 3 ركلات جزاء جاءت منها جميع أهداف المنتخب القطري.
وجاءت نتائج المنتخب الوطني في البطولة مميزة، بداية من الفوز على ماليزيا برباعية بيضاء، قبل التعادل مع كوريا الجنوبية بهدفين لمثلهما، فيما خسر مباراة البحرين بهدف نظيف، بعد أن كان ضامنا للتأهل للدور التالي، قبل أن يقصي العراق من البطولة بثمن النهائي بنتيجة 3-2، ويتخطى طاجيكستان بربع النهائي بهدف نظيف، قبل الفوز التاريخي والمستحق على كوريا الجنوبية بهدفين دون رد في المربع الذهبي.
وسجل المنتخب خلال البطولة الحالية 13 هدفا، علما بأنه وخلال 4 مشاركات سابقة وفي 15 مباراة، تمكن من تسجيل 17 هدفا، ما يؤكد القوة الهجومية المميزة التي تمتع بها نجوم المنتخب الحالي، بقيادة النجمين يزن النعيمات وموسى التعمري، إلى جانب أسماء أخرى كان لها الحضور البارز في البطولة مثل نزار الرشدان، عبد الله نصيب «ديارا»، علي علوان، محمود مرضي، نور الدين الروابدة، سالم العجالين، يزن العرب ويزيد أبو ليلى.
وأصبح اتحاد الكرة الآن مطالبا بتطوير اللعبة والمنتخبات والبطولات التي يشرف عليها، من أجل البناء على هذا الإنجاز، إلى جانب اهتمامه بالأندية والمسابقات بحيث تكون منتظمة ومستمرة دون توقفات طويلة، كما شهدتها الفترة الماضية.
وستكون أي مشاركة مقبلة للمنتخب الوطني لا يحقق بها نتائج مميزة أو الحصول على البطولة، أمر غير مقبول بالنسبة للجماهير الأردنية، نظرا لأن المنتخب لم يعد تهمه المشاركات المشرفة فقط، بل أظهر بأنه قادر على تحقيق الإنجازات ولن يكتفي بالمشاركة بالبطولات، في ظل امتلاك جيل مميز من اللاعبين، يعتبر الأفضل في تاريخ الكرة الأردنية، عطفا على ما قدموه خلال البطولة الحالية.
وأصبح تأهل أي منتخب من المنتخبات الوطنية في جميع الفئات السنية حاليا أمرا روتينيا، ويتوجب أن يتمثل الطموح في المنافسة على اللقب، ما يضع الاتحاد أمام تحد كبير ومسؤولية مضاعفة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، نظرا لرفع «النشامى» سقف الطموحات لدى جميع اللاعبين في مختلف الأعمار، في ما يتعلق بقدرة اللاعب الأردني بالفوز على أي منافس، والوصول لأبعد مدى في أي منافسة.
وتنتظر المنتخب الوطني تحت 23 عاما مهمة قوية في قطر أيضا، تتمثل في خوض منافسات كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية خلال شهر نيسان (أبريل) المقبل، حيث تتأهل المنتخبات التي تحتل المراكز الثلاثة الأولى بشكل مباشر لدورة الألعاب الأولمبية صيف العام الحالي في باريس، علما بأن المنتخب حل في المجموعة الأولى إلى جانب قطر المستضيفة، أستراليا وإندونيسيا.
وعلى الاتحاد أن يسعى جاهدا لدعم المنتخب واللاعبين في المرحلة المقبلة من أجل التأهل لكأس العالم، حيث خاض الفريق مباراتين في مجموعته حتى الآن، وحصد نقطة وحيدة أمام طاجيكستان والسعودية، فيما تتبقى له 4 مباريات، بمواجهتين أمام باكستان، وواحدة أمام طاجيكستان وأخرى مع السعودية، على أن يتأهل أفضل منتخبين للدور المقبل من التصفيات، ما يعني بأن المنتخب مطالب بتحقيق أكبر عدد من النقاط في سعيه لبلوغ المحفل العالمي.
وكان دوري المحترفين خلال الأعوام القليلة الماضية، قد عانى كثيرا من التأجيلات والتوقفات والإضرابات المستمرة من اللاعبين والأندية، إلى جانب إعادة جدولة انطلاقة بطولة الدوري والأجندة في أكثر من مناسبة، ما ساهم في تراجع عطاء اللاعب الأردني، وانعكاسه بصورة أو بأخرى على نتائج المنتخب الوطني في الفترة الماضية.

مهند جويلس/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة