الهاربة عبر قلم الرصاص/ غيث بلال بنى عطا

يا خطوط لقلم رصاص تحدد ملامح طفلة ما زالت تخطوا أولى خطواتها في درب السائرين في متاهة الغرام دعي عنك الصمت وأزيلي عنك ركام السبات ودعي فجر عيونك يحدد كحل يحيط بفجر يشرق بين رموشك وكوكب عينك الآتيه من الأساطير الإغريقية.

يا لوحة من رصاص قلم نال شرف الشهادة في مذبح الهوى على نافورة في قصور بغداد الأموية ولفته بشال صنع في خرسان يلف تلك اللوحة وهي بأوراق البردي المصري وها هي لوحتها تكاد تكوى من لهيب طفولتها الشامية فهي تمزقها كل حدود منطق الأنوثة فهي فاقت كل الأوصاف .

يا طفلة تهرب من لوحتي وتسكن في الطرقات وتترك ندى ملامحها في الشبابيك العتيقه وخلف ستائر تحمل ندوب ذاك الرصاص لقلمي الحائر فيها وأجدها تائهة بين الأزقة والحارات المعتقة ببخور حجازي يحيط بهالة تجعلها كأميرة من بلاد المغرب الأقصى وهي تهتز بريشة خصرها .

يا فتاة أجتازت كل لوحات العالم وسكنت في بلاد المشرق وجعلت من الشام وطنا لها فرسمت بذلك المجد للشام بمن جاءت زائرة فأمست بعدها هي الوطن وهي الحكاية التي لا تعرف الخاتمة في لغة الشعراء العرب وفي فراشي الفنانين الموهوبين وهي من جعلت من لوحات الرصاص فن يفوق كل القيود ويتحدى كل الأغلال لواقع سقط أمام عرش وتاج أنوثتها الوليدة.

بقلمي غيث بلال محمود بنى عطا

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة