«اليوم العالمي للتصوير»….تحية للمخترعين الأوائل واحتفاء بلحظات تاريخية وجمالية

يحتفل العالم اليوم ( التاسع عشر من آب ) باليوم العالمي للتصوير، وهي المناسبة التي تأتي كل عام لتكرم رواد التصوير الأوائل لا سيما العالمين الفرنسيين لويس داجير وجوزيف نيبس، اللذين اخترعا التصوير الضوئي، وللتذكير بأهمية الصورة الفوتوغرافية في حياتنا ودورها المحوري في تغيير الكثير من المفاهيم، والتطور الذي نشهد حالياً على صعيد الإعلام والتكنولوجيا بصورة عامة، ويأتي هذا اليوم كذلك بهدف تشجيع المزيد من الأشخاص على متابعة التصوير الفوتوغرافي كمهنة لهم، وتوحيد المصورين من جميع أنحاء العالم.

اقرار ذلك اليوم جاء بعد مرور 171 عامًا على هذا الاختراع، الذي غير شكل العالم، وتحديداً خلال عام 2010، تم الاحتفال للمرة الأولى باليوم العالمي للتصوير، بعد أن اتفق عدد من المنظمات والمؤسسات العالمية على تحديد يوم 19 آب من كل عام يوما عالميا للاحتفال باليوم العالمي للتصوير.

تاريخ التصوير والكاميرات

في عام 1827، تمكن جوزيف نييبس أولاً من إصلاح صورة تم التقاطها بكاميرا بسيطة، ولكن كانت هناك حاجة إلى ثماني ساعات على الأقل أو حتى عدة أيام من التعرض للكاميرا، وكانت النتائج الأولية بدائية للغاية. واصل لويس داجير، مساعد نيبس، تطوير عملية داجيرية، وهي أول عملية تصوير فوتوغرافي أعلن عنها علنًا وقابلة للتطبيق تجاريًا. لم يتطلب النمط الداغري سوى دقائق من التعرض للكاميرا، وأنتج نتائج واضحة ومفصلة بدقة. تم تقديم التفاصيل للعالم في عام 1839، وهو تاريخ مقبول عمومًا باعتباره عام ميلاد التصوير الفوتوغرافي العملي. سرعان ما واجهت عملية الداجيرية القائمة على المعدن بعض المنافسة من النمط الورقي السلبي وعمليات الطباعة الملحية التي اخترعها وليم فوكس تالبوت وتم عرضها في عام 1839 بعد وقت قصير من وصول الأخبار حول الداجيرية إلى Talbot. جعلت الابتكارات اللاحقة التصوير أسهل وأكثر تنوعًا. خفضت المواد الجديدة وقت التعرض المطلوب للكاميرا من دقائق إلى ثوانٍ، وفي النهاية إلى جزء صغير من الثانية؛ كانت وسائط التصوير الجديدة أكثر اقتصادا وحساسية وملاءمة. منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، جمعت عملية الكولوديون بألواحها الفوتوغرافية القائمة على الزجاج الجودة العالية المعروفة من الداجيرية مع خيارات الطباعة المتعددة المعروفة من calotype وكانت شائعة الاستخدام لعقود. روجت أفلام الرول عن الاستخدام العرضي للهواة. في منتصف القرن العشرين، أتاحت التطورات للهواة التقاط الصور بالألوان الطبيعية وكذلك بالأبيض والأسود.

سرعان ما أحدث الإدخال التجاري للكاميرات الرقمية الإلكترونية القائمة على الكمبيوتر في التسعينيات ثورة في التصوير الفوتوغرافي. خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تم تهميش الأساليب الكيميائية الضوئية التقليدية القائمة على الأفلام بشكل متزايد حيث أصبحت المزايا العملية للتكنولوجيا الجديدة موضع تقدير على نطاق واسع وتحسنت جودة صورة الكاميرات الرقمية ذات الأسعار المعتدلة باستمرار. خاصةً منذ أن أصبحت الكاميرات ميزة قياسية في الهواتف الذكية، أصبح التقاط الصور (ونشرها على الفور عبر الإنترنت) ممارسة يومية منتشرة في كل مكان حول العالم.

 

أنواع التصوير

هناك العديد من أشكال وأنواع التصوير في العالم، فهناك التصوير ذو الوظيفة المهنية والتوثيقية والاعلامية ومنها تصوير الحروب والكواراث الطبيعية والاحتفالات الرسمية والمباريات الرياضية، وكل ما له علاقة بالصحافة والاعلام، وهناك التصوير السياحي الذي يقدم صورا للسواح موضوعها المواقع الأثرية والطبيعية والترفيهية، وهناك التصوير الجمالي الذي يقوم على الفن والتأمل والأحاسيس كتصوير الوجوه ( البورتريه) والطبيعة وغيرها، بالاضافة الى التصوير التجريدي والمفاهيمي وغيرها من دروب التصوير.

التصوير في الأردن

التقطت صور لمناطق تاريخية في الأردن بعضها يعود للعام 1880 ، حيث كان يتجول رحالة ومستكشفون أجانب في المنطقة ويوثقون معالمها التاريخية، وخلال الحرب العالمية الأولى تكثف حضور الكاميرا في المنطقة لتوثيق وقائع الحرب، ولدى بريطانيا واستراليا أرشيف ضخم يضم العديد من صور التقطت لمدن الأردن، ومع تأسيس الدولة عام 1921 أصبح حضور التصوير دائما وبصورة رسمية ووثقت كافة المراسم والاحتفالات بالمناسبات الوطنية وأخذت دائرة الآثار العامة على عاتقها تسجيل المواقع الأثرية في البلاد فوتوغرافياً ، وشهدت عمان افتتاح عدد من الاستديوهات لا سيما في منطقة وسط البلد، وبدأ بيع الكاميرا تجاريا في الخمسينيات، وازدهر التصوير بصورة أكبر مع التأسيس لقطاع السياحة في السبعينيات، وصولا الى مواكبة التصوير الضوئي الرقمي مع بدايات الألفية الجديدة.

الجمعية الأردنية للتصوير

تأسست عام 1994 الجمعية الأردنية للتصوير وتتلخص أهدافها في رعاية الحركة التصويرية في الأردن، نشر ثقافة الصورة من خلال تشجيع الهواة المبتدئين وتنمية الاهتمام بالأبعاد الجمالية للصورة، الاتجاه بالتصوير بما يخدم البيئة والحفاظ عليها، التعاون مع المؤسسات الرسمية والخاصة وذلك بتقديم الاستشارات والمساعدة الفنية في مجال التصوير، الحث على الإنتاج الفني في مجال التصوير وعدّه جزءاً من الوثائق التاريخية والعلمية والفنية والتي تتمتع بالحقوق المحلية والدولية، تمثيل الأردن في المناسبات ذات العلاقة التي يتم تنظيمها في الداخل والخارج، توطيد أواصر الصداقة والتعاون بين الجمعية والمؤسسات المهتمة بالتصوير في الوطن العربي والمؤسسات في العالم، إدخال التصوير في المدارس، وذلك بالعمل على جعل مادة التصوير جزءاً مقرراً من حصص النشاط المدرسي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

خالد سامح/ الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة