«اليوم العالمي للمتاحف» ترسيخ دور المتاحف كمؤسسات توثيقية وثقافية وسياحية

في الثامن عشر من كل أيار يأتي «اليوم العالمي للمتاحف» ليذكرنا بأهمية توثيق الذاكرة البشرية ودور المتاحف في الحفاظ على كنوز الحضارات عبر العصور كشاهد على تطور الانسان فكرياً وثقافياً واجتماعياً عبر آلاف السنين.

وبالإضافة الى الدور التوثيقي والهدف المعرفي والعلمي للمتاحف فهي أيضاً على رأس المعالم السياحية في معظم دول العالم، يقصدها سنوياً مئات الملايين من البشر فتسهم في التنمية الاقتصادية من جهة، وتقريب البشر بعضهم من بعض لتكريس ثقافة الحوار من جهة أخرى.

تنوع وشمول

وتحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» وبدعم من مجلس المتاحف العالمي اليوم العالمي للمتاحف 2020 كمبادرة للاضاءة على دور المتاحف في حفظ التراث الانساني ولتشجيع الناس على زيارتها باستمرار.

تعود مبادرة الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف إلى المجلس العالمي للمتاحف، الذي دأب على تنظيم هذه المناسبة منذ سنة 1977، تجسيدا للفكرة التي تبلورت في إطار اجتماع الجمعية العامة للمجلس في موسكو، ليصبح موعدا دوليا يعلي قيم الفن والذاكرة ويحتفي بأهمية المتاحف ودورها التوعوي والتعليمي والثقافي.

واختير هذا اليوم العالمي كمناسبة للتأكيد على أهمية المتاحف كوسيلة للتبادل الثقافي وإثراء الثقافات وتعزيز التفاهم والتعاون بين الشعوب، باعتبار أن هذه المؤسسات الثقافية تضطلع بدور مهم في الحفاظ على التراث والذاكرة الجماعية والتعريف بما خلفته قرائح الحضارات الراهنة والغابرة، حماية لحق الأجيال في النهل من مآثر الحضارة وروائع التاريخ. وتحمل احتفالية هذه السنة عنوان «المتاحف من أجل المساواة: التنوع والشمول» قصد تعزيز العلاقة بين المتحف والمجتمع والتفاعل بين الثقافة والطبيعة، وفهم ثقافة المجتمعات وعلاقة الشعوب ببعضها البعض، إدراكا للمعنى الحقيقي للأبعاد التربوية الشمولية وحفظا للذاكرة الإنسانية. وعادة ما يشجع المجلس العالمي للمتاحف على مشاركة شتى المتاحف التي ارتفع عددها في العالم، بفضل النمو الهائل الذي شهده قطاع السياحة الثقافية في العقود الأخيرة، من 22 ألفا سنة 1975 إلى 55 ألفا اليوم، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).

المتاحف و»كورونا»

مئات المتاحف حول العالم أغلقت أبوابها بسبب جائحة كورنا ولجأت إلى تقنية العرض بزاوية «360 درجة»، على منصاتها الإلكترونية، والتي تتيح مشاهدة مقتنياتها وأعمالها الفنية المعروضة في مشهد بانورامي يشبه إلى حد كبير معاينتها في الواقع. وبالفعل، فقد مكّنت هذه التكنولوجيا عشاق الفنون والآثار، في هذا الظرف الاستثنائي، من البقاء على اتصال وتواصل دائمين بتاريخ الإنسانية، حتى في فترة الحجر الصحي.

أنواع المتاحف

يوجد في العالم أنواع شتى من المتاحف، الا أن أبرزها: – متاحف علم الآثار: تعرض التحف الأثرية، ويمكن أن تكون في الهواء الطلق أو في مبنى مغلق.

– متاحف فنية: تُعرف أيضًا باسم المعارض الفنية، وتهدف إلى عرض الأشياء الفنية وبصورة خاصة العناصر الفنية المرئية مثل اللوحات، والنحت، والتصوير الفوتوغرافي، والرسوم التوضيحية، والرسومات والسيراميك أو الأعمال المعدنية، ويُذكر أن أول متحف فني مملوك للجمهور كان في أوروبا واسمه «Amerbach-Cabinet» في بازل. (Now Kunstmuseum Basel).

– المتاحف الموسوعية: عادة ما تكون مؤسسات كبيرة تقدم للزوار مجموعة متنوعة من المعلومات حول العديد من المواضيع المحلية والعالمية.

– متاحف البيت التاريخي: ويكون عندما يتحول منزل أو مبنى إلى متحف لمجموعة متنوعة من الأسباب وغالبًا لأن الشخص الذي عاش فيه كان مهمًا أو حدث فيه شيء مهم، وفي العادة يُحافظ على أثاث المنزل أو المبنى كما كان قبل أن يتحول إلى متحف للحفاظ على الأدلة التي تحكي قصة المنزل وسكانه.

– متاحف التاريخ: تجمع هذه المتاحف الأشياء والتحف التي تحكي قصة زمنية عن منطقة معينة، والأشياء التي تحتويها هذه المتاحف يمكن أن تكون وثائقًا أو تحفًا أو اكتشافات أثرية وغيرها، ويمكن أن تشمل مبنًى أو منزلًا تاريخيًا أو موقعًا تاريخيًا.

– متاحف التاريخ الحي: ويشير إلى المبنى الذي يصور الأحداث التاريخية من قبل الممثلين لإظهار كيف تبدو بعض الأحداث أو كيف نفذت بعض الحرف اليدوية.

– المتاحف البحرية: وهي متاحف متخصصة لعرض التاريخ أو الثقافة أو الآثار البحرية حيث تعرض المتاحف البحرية في المقام الأول القطع الأثرية وحطام السفن المحفوظة التي جمعت من المسطحات المائية، وتهدف هذه المتاحف إلى تثقيف الجمهور حول الماضي البحري للبشرية.

– المتاحف العسكرية والحربية: وهي متاحف متخصصة في التاريخ العسكري، وعادة ما تنظم من خلال جمع وعرض الأسلحة والزي الرسمي والديكورات وتكنولوجيا الحرب وغيرها من الأشياء.

– متاحف التاريخ الطبيعي: عادة ما تعرض الأشياء من الطبيعة مثل الحيوانات المحنطة أو النباتات المضغوطة، والديناصورات، ومخطوطات لعلم الحيوان وعلم المحيطات والأنثروبولوجيا والتطور والقضايا البيئية وغير ذلك.

– المتاحف المكشوفة: تمتاز هذه المتاحف بعرض محتوياتها من الأعمال الفنية في الهواء الطلق.

– متاحف العلوم: وهي التي تعرض جميع ما يخص العلوم وتاريخ العلم.

خالد سامح/ الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة