انتشار البسطات بشكل عشوائي على الطرقات وممرات المشاة في المدن الكبرى //د. باسم القضاة

نعم، انتشار البسطات بشكل عشوائي على الطرقات وممرات المشاة في المدن الكبرى يؤدي إلى تشوّه بصري واضح؛ إذ يعيق حركة الناس، ويحتل الأرصفة، ويُفقد المدينة تنظيمها وجمالها الحضري، ويخلق فوضى بصرية ومكانية قد تتحوّل إلى معاناة يومية للمواطن.
لكن…
إذا كان هناك تشوّه بصري للمدينة، فالأخطر منه وجود تشوّه داخلي في نفوس الشباب الذين اضطرّتهم الظروف الاقتصادية إلى العمل على البسطات بلا غطاء قانوني ولا أماكن مخصصة، فأصبحوا يتنقّلون بين الأرصفة والشوارع بحثًا عن لقمة العيش.
هذا التشوّه ليس خيارهم، بل نتاج بطالة، وغياب فرص، وضيق حال يجعل البسطة بالنسبة لهم وسيلة كريمة لتجنّب السؤال أو الانخراط في سلوكيات منحرفة.
ولذلك فإن المشكلة ليست في الشباب، بل في البيئة التي لم توفر لهم مساحات آمنة ومنظّمة للعمل؛ فالشباب لا يشوّهون المدن، بل المدن هي التي تشوّه أحلامهم حين لا تحتضنهم.
الحلّ المتوازن يكون عبر:
• تنظيم أسواق خاصة للبسطات.
• منح تصاريح مرنة للشباب.
• توفير بدائل اقتصادية تحمي حق المدينة وحق الإنسان معًا.
فالمدينة الجميلة ليست تلك الخالية من البسطات، بل تلك التي تتسع للجميع… بلا فوضى، وبلا ظلم.

