انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي السادس للغة العربية في (البلقاء)

قال مدير عام المركز الثقافي الملكي الدكتور سالم الدهام”إن اللغة العربية من اللغات العالمية المهمة التي تشكل اداة ووعاء للفكر والتواصل بين مليار ونصف المليار انسان حول العالم.

واضاف الدهام خلال رعايته مندوبا عن وزيرة الثقافة المؤتمر الدولي السادس الخاص باللغة العربية والذي جاء تحت عنوان “اللغة العربية وآدابها هوية حضارية ثقافية علمية معاصرة” ونظمته جمعية اصدقاء البرلمان وعلماء واكاديميون عرب في رحاب جامعة البلقاء التطبيقية “ان اللغة العربية تشكل وجدان هؤلاء جميعا من وجهين مهمين الاول وجه قومي بما تمثله العربية من كونها اللغة الرسمية التي توحد سائر الأقطار العربية وابنائها في قارتي آسيا وافريقيا فعلى الرغم من وجود تباين كبير في اللهجات المحلية بين العرب في آسيا واخوانهم في شمال افريقيا الا ان هذا التباين يتلاشى بوجود العربية الجامعة فهي الهوية والقومية في آن واحد ولقد نجح العرب في ان يظلوا أمه واحده بالرغم من الظروف التاريخية التي احاقت بهم واستهدفتهم في عروبتهم ولسانهم، واما الوجه الثاني فديني اذ لابد لكل من يدين بالإسلام من ان يعرف قدرا من العربية اقله سورة الفاتحة لممارسة الشعائر الدينية وبعض الأوراد اللازمة لاداء فريضه الحج وفوق ذلك فهي لغة القرآن التي لم تتغير الا بالقدر الذي يزيدها حيوية وجمالا في نفوس اصحابها والناطقين بها.

وقال الدهام “ان كثيرا من جهود الاصلاح والتيسير التي يدعو لها بعض الباحثين اللغويين المعاصرين انما يصب في جهود التيسير ظاهرا وفي باب تقليص سلطة اللغة من حيث كونها أداة للتفكير الجمعي والتواصل العام بين ابنائها قراءة وكتابة ومحادثة وتفكيرا ومؤسسة اجتماعية تمارس قوة عرفية على الخارجين على نوامييها المستقرة في الأذهان وتعيد الاداءات الفردية الناشزة الى قوانينها المعيارية الصارمة.

واكد الدهام ان اللغة العربية ماتزال بخير والحمد لله وما يزال ابناؤنا في المدارس قادرين على تذوق شعر امرؤ القيس قبل 15 قرنا بينما لا يستطيع طلبة المدارس في بريطانيا فهم شعر شكسبير.

وشدد الدهام على انه لا يجب ان يكون دفاعنا عن لغتنا دفاعا عاطفيا مشحونا بالغرائز بقدر ما يجب ان يكون دفاعنا علميا مبنيا على منجزات علم اللغة الحديث ولعل هذا المؤتمر الذي يجمعنا اليوم خطوة مهمة في هذا الطريق مقدمها الشكر للمنظمين والعلماء المشاركين في هذا المؤتمر على ما يقدمونه للغة العربية.

وقال نائب رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور زكريا القضاة إن جامعة البلقاء التطبيقية ومن منطلق إيمانها بأهمية وجود اللغة العربية في برامجها الجامعية فقد استحدثت برنامجا لمنح درجة البكالوريوس في اللغة العربية في أربع من كلياتها ؛ في كلية الاميرة عالية الجامعية وفي كلية عجلون وفي كلية اربد الجامعية وفي كليه السلط للعلوم الإنسانية وهناك ايضا خطه الاستحداث برامج الدراسات العليا لمنح درجة الماجستير في اللغة العربية في المستقبل القريب ان شاء الله.

وأكد القضاة على على اهمية تظافر جهود المعنيين في كل تخصصات اللغة العربية مع جهود العلماء والاختصاصيين في شتى المجالات من اجل وضع المفاهيم اللغوية الجديدة من خلال لجان فرعية متخصصة تابعة لمجمع اللغة العربية كي تظل لغتنا قادرة على استيعاب كل ابتكار وكل تحول وكل تغير وكل امر جديد.

وتحدث الدكتور حسين الشمري من العراق بإسم الاكاديميين والعلماء العرب مقدما من الشكر للاردن على كرم ضيافته لكل العرب مؤكدا انه لا توجد كلمة ولا جملة تكفي لشكر الاردنيين النشامى مشيرا الى مفهوم المهاجرين والانصار الذي قاله جلالة المغفور له الحسين بن طلال متاسّيا بسيرة سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام ومستشهدا بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار “الاردن بلد المهاجرين والانصار” مؤكدت الشمري على اهمية عقد هذا المؤتمر الخاص باللغة العربيه لغة القران وهي لغة ذات أهمية كبيرة في كلماتها وألفاظها.

والقى رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور حسين المناصر من دوله فلسطين مؤكدا فيها على اهمية هذا المؤتمر وان الهدف هو ان نخرج من الدراسات التقليدية التي تنظر الى اللغة العربية كلغة تعاني من اشكاليات عديدة ابرزها ما يطلق عليه الخطاب الافتراضي وما نتج عن جائحة والتعليم عن بعد الذي لم نكن مستعدين له.

وكان رئيس جمعيه اصدقاء البرلمان رئيس المؤتمر الدكتور ابراهيم كلوب قد بين في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الذي يعقد وجاهيا وعبر منصة زوم انه يتشارك في تنظيم المؤتمر عدة جهات أكاديمية وبحثية محلية ودولية من ثلاث قارات وست دول عربية وأوروبية وأفريقية وآسيوية وهي: جامعة الزيتونة الأردنية من خلال مجلتها المحكمة، وأكاديمية بلاد الشام للتدريب المجتمعي بالأردن، والاتحاد العالمي للأكاديميين ورواد العلم العربي – بريطانيا، والاتحاد العالمي للأكاديميين والعلماء العرب-سويسرا، وجامعة اللغة العربية المفتوحة بالباكستان، وجامعة الأنوار للعلوم والتكوين بالنيجر، والمركز العربي للدرسات والأبحاث الإعلامي – فلسطين .

واضاف الكلوب ان المؤتمر حظي بمشاركات واسعة واهتمام الأكاديميين على أعلى مستوى في العالم، حيث قدم المشاركون ملخصاتهم التي زادت على (75) ملخصا، قدمها اكثر من 100 باحث وباحثة من مختلف دول العالم، وسيتم تحكيم كافة الأبحاث لنشرها في مجلة جامعة الزيتونة الأردنية مجانا.

ابتسام العطيات /الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة