بأيدي شباب أردنيين.. تصميم خيم آمنة لعائلات غزية تعيش وطأة حرب دموية

بحثاً عن سُبل تقديم العون والدعم للنازحين في قطاع غزة، وبمبادرات فردية وجماعية، يسعى الكثير من الأردنيين للبحث عما يوفر بضعاً من مقومات الحياة البسيطة والتخفيف ولو قليلاً من آلام وأوجاع كبيرة يعانيها الصغار والكبار جراء الحرب الإسرائيلية الدموية التي أبادت كل شيء في طريقها. وبناء على ذلك، اجتمعت مجموعة من الشباب في مادبا لتطبيق فكرة جديدة لحياكة “الخيم المتينة” للعائلات هناك وإرسالها تباعا.
جمعية مسار الخير للتنمية المستدامة، عملت على إنشاء العشرات من المبادرات الخيرية، ليكون لها دور فعال في مساعدة الأهل في غزة، وبتنظيم من رئيس الجمعية محمد القرالة في منطقة مادبا، فهو من خلال جولاته المتعددة في المناطق النائية في الأردن، أدرك معاناة العائلات التي بلا مأوى، الأمر الذي دفعه للتفكير في طريقة لمساعدة الأهل في غزة، وخاصة فيما يتعلق بأماكن النزوح والإقامة.
ولكون عدد كبير من سكان غزة الآن نازحين في “خيم”، كانت فكرة أن يتم تحضير أعداد كبيرة منها، بما يتلاءم وظروف الحرب فيها، خاصة وأن هناك نوعية من الخيم أو ما يسمى بـ “الخرابيش” لا تسمن ولا تغني من جوع، وفق القرالة، وتحتاج العائلات المقيمة فيها إلى نوعية خاصة من الخيم بأقمشة متينة تحمي من في داخلها، إلى حين تحسن الأحوال وانتهاء الحرب، التي قد يضطر فيها السكان إلى الإقامة في الخيم لفترات طويلة كونهم فقدوا بيوتهم وباتت ركاماً.
ويضيف القرالة أن الفكرة بدأت فعلياً في الجمعية، وتم تجهيز كميات من الخيم وتوزيعها على العائلات المحتاجة في المناطق النائية في الأردن، ومن ثم الانتقال إلى فكرة أن يكون للجمعية مساهمة جديدة والبدء بحملة لتجهيز كميات كبيرة من الخيم ليصار إلى إرسالها إلى غزة حال الانتهاء من تحضير كميات كبيرة منها.
ووفق القرالة، فإن هذه المبادرة تم إطلاقها بعد مرحلة من التفكير فيما يمكن أن نقدمه كمساعدة من الجمعية للنازحين في قطاع غزة، واستثمار عمل المتطوعين في العمل مع المحتاجين في كل مكان، خاصة أن هناك صعوبة في التواصل ما بين الأهل في غزة وبين المتبرعين في الجمعية، كما أن التبرع بالمال بات غير كاف بسبب غلاء الأسعار في القطاع، فكان التبرع بالمواد العينية التي يتم الاستفادة منها بشكل مباشر، كما في الخيم.
ومن المشاهد المؤلمة التي كان لها وقع وأثر في النفوس، كما يبين القرالة، هي مساكن النازحين في رفح مؤخراً، وباقي المناطق التي تتعرض للاعتداء الإسرائيلي الوحشي كذلك، كانت عبارة عن أقمشة متهالكة لا تقي برداً ولا مطراً، ولا حرارة شمس، فكان هذا سبباً على إطلاق المبادرة وتم التعاون مع مجموعة من الشباب المتمرسين في صناعة الخيم للقيام بهذه المهمة.

 


عدا عن ذلك، يبين القرالة أن الشباب القائمين على تجهيز تلك الخيم المراد إرسالها إلى قطاع غزة، قد اختاروا أشكالاً متنوعة للخيم، منها ما هو شكل “هرمي” والذي يساعد على حماية الخيمة من تجمع مياه الأمطار فوقها، وانسياب المياه عنها، وتم اختيار قماش “الكتان” وهو مضاد للمياه ولا تتسرب منه مياه الأمطار، مصممة ومصنعة بأيادي شباب في مادبا، من مادة الكتان المقوى وأعمدة من الخشب.
بيد أن القرالة أشار إلى أن هناك شروطا يحتكم لها الفريق العامل في الخيم، بحيث لا يكون من محتويات “خيم غزة” أي من المواد الصلبة، كما في “المواسير” الحديدية التي يمكن من خلالها رفع الخيم، لذلك، تم استبدال الحديد بالخشب، وبطريقة مناسبة وتثبيتها بالحجارة الموجودة في الموقع عند نصبها.
ويؤكد القرالة أن الخبرة التي استفادها الفريق العامل في المبادرة لمساعدة المحتاجين، ساهم في ابتكار عدة طرق لتصميم الخيم، فكان أن تم تجهيز الخيمة بحيث تتسع لأكبر عدد ممكن من الأفراد، كون النازحين في غالبيتهم عائلات متكاملة، ويمكن أن تتسع لـ 6 أو 8 أشخاص على الأقل، كما تم تحضير طريقة مناسبة لتغليفها وترتيبها بشكل أنيق ومناسب ويتم وضعها في حقيبة صغيرة.

 


ومن خلال التنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية، سيتم تجميع عدد كبير من الخيم الجاهزة للاستعمال مباشرةً، وإرسال الدفعة الأولى منها، والاستمرار بعمل المزيد منها على مدار الأيام القادمة، حيث إن الهيئة الخيرية الهاشمية هي الجهة التي لديها القدرة على إيصال المساعدات بالطريقة المناسبة، وبرعاية ملكية مباشرة، لكسر الحصار على قطاع غزة.
ويُشار إلى أن هذه المبادرة، تأتي ضمن عشرات المبادرات الأردنية التي عمدت إلى إطلاق حملات متعددة لمساعدة العائلات المنكوبة في غزة، بعد أن كانت الأردن هي الدولة الأولى التي كسرت الحصار على القطاع، من خلال عدة طرق لتقديم العون لهم، وتتكفل الهيئة الخيرية الهاشمية بإيصال أكبر عدد من هذه المساعدات وإيصالها للأهل في غزة، بطريقة مضمونة وآمنة.

تغريد السعايدة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة