بدء أزمة بعجلون: 75 % من المصادر المائية تشح صيفا

تعتمد محافظة عجلون في تزودها بمياه الشرب على مصادر محلية من العيون والآبار بنسبة تصل وفق خبراء إلى 75 % من حاجتها، ما يجعلها تعاني شحا في المصادر مع تراجع طاقة تلك العيون والآبار خلال الصيف، وهو ما بدا يشكل أزمة مائية في المحافظة، مع تجاوز الدور لثلاثة أسابيع.
وطالب سكان ومشاركون في لقاءات عديدة حول واقع المياه في المحافظة، بضرورة تزويد المحافظة بكميات إضافية من مناطق أخرى، لا سيما أن فترة الدور بدأت تطول مع ارتفاع الحرارة في أغلب مناطق المحافظة.
ويقول سليمان القضاة، إن عجلون بحاجة إلى زيادة حصصها من محطة صمد في هذه الأوقات التي أصبح فيها السكان يعانون من شح مياه الشرب، وضرورة زيادة الكوادر العاملة في مياه المحافظة، والإسراع باستثمار سد كفرنجة لأغراض الشرب.
وأضاف، أن السكان يتخوفون من حدوث أزمة مياه خانقة خلال أشهر الصيف الحالي، لا سيما مع تراجع الطاقة الإنتاجية للمصادر الداخلية، وتراجع كميات الأمطار العام الحالي، وضعف ضخ المياه الواصل إلى منازلهم، في وقت ما تزال فيه مياه سد كفرنجة بالمحافظة بلا استثمار.
ودعا علي المومني، إلى توفير كميات إضافية كافية من مناطق أخرى، وتقليل فاقد الشبكات، واستثمار سد كفرنجة لأغراض الشرب، وذلك بتوفير خط ناقل ومحطة تحلية في منطقة القاعدة في عنجرة.
وقال، إن السكان بدأوا يلمسون أزمة مياه، بحيث تصل المياه ضعيفة ولا تستمر لأكثر من ساعات معدودة. وأكد المومني، أن توفير محطة تحلية في منطقة القاعدة في عنجرة، ونقل المياه إليها عبر خط ناقل من سد كفرنجة سيوفر كميات مياه شرب تكفي كثيرا من سكان المدن الرئيسية في عنجرة وعجلون وعين جنا وكفرنجة.
ويقول منذر الزغول، إن بلدة عنجرة كانت تشهد في المواسم المطرية الجيدة أزمة مياه خانقة خلال الصيف، بحيث كانت تتجاوز فترة الدور 3 أسابيع، متسائلا، “كيف سيكون الحال العام الحالي مع تراجع كميات الأمطار التي لم تتجاوز 550 ملم؟”.
وطالب إدارة المياه بالتحوط من الآن لمواجهة الأزمة المتوقعة في مختلف مناطق المحافظة، وزيادة الحصص المخصصة لها من مناطق أخرى.
وقال عبد الوحيد خطاطبة، إن أي عطل في محطة الضخ على إحدى العيون قرب سد كفرنجة يتسبب بإرباك الدور، لافتا إلى أن عطلا حدث الخميس الماضي في تلك المحطة تسبب بتأخر وصول المياه إلى المنازل في كفرنجة عدة أيام.
وأكدت مصادر المياه حدوث هذا العطل في المضخة والتي استغرقت عملية إصلاحها 48 ساعة، ما تسبب بتأخر الضخ إلى بعض الأحياء في كفرنجة، مشيرة إلى أن طاقة النبع تبلغ 150 مترا في الساعة، بحيث يتم ضخ 60 مترا منها إلى مناطق في عجلون و90 مترا لمناطق كفرنجة.
يشار إلى أن معدلات الأمطار السنوية في مناطق المملكة تتراوح بين 50 ملم إلى 500 ملم، فيما ترتفع في محافظة عجلون إلى 600 ملم سنويا، بل وتتجاوزه في كثير من المواسم لتفوق زهاء 800 ملم سنويا.
ورغم هذه المعدلات، إلا أن أغلب مناطق المحافظة تعاني خلال الصيف شحا في مياه الشرب، ما يضطر إدارة المياه للتزود بكميات إضافية من محافظات مجاورة كمحافظة إربد.
وكانت دراسة أعدتها جمعية دارة عجلون للتراث والثقافة وجهات متعاونة العام الماضي، وبالاستناد إلى أرقام وحدة التنمية في محافظة عجلون، أكدت أن المحافظة تعاني شحا بمياه الشرب خلال الصيف، عازية هذا الشح إلى أن طبيعتها الجغرافية الوعرة والانحدار الشديد، ما يتسبب في هدر كميات كبيرة من مياه الأمطار في الأودية الجانبية.
كما عزت ذلك إلى عدة أسباب أخرى مثل تلوث بعض الينابيع الكثيرة الموجودة فيها، بسبب عدم شمول بعض المناطق بشبكة الصرف الصحي، والمعاصر التي لا تتبع شروط السلامة العامة لها دور بذلك، إضافة لقدم واهتراء شبكات المياه، وبالتالي ارتفاع نسبة الفاقد.
وكان محافظ عجلون سلمان النجادا ترأس مؤخرا اجتماعا ضم مدير عام شركة مياه اليرموك المهندس منتصر المومني ومديري الشرطة العقيد فخري القطارنة، ومدير الدفاع المدني المقدم عارف شديفات ومدير مياه عجلون المهندس سالم الشلول ومدير سد كفرنجة ليث النسور، لبحث الواقع المائي في المحافظة ووضع الخطط لعبور صيف مائي آمن ولسد احتياجات ومطالب المواطنين في ظل تراجع متوقع لمصادر المياه في المحافظة من ينابيع وآبار بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وكشف النجادا عن أن كمية المياه من المصادر المحلية السطحية والآبار في المحافظة تبلغ 5 مليون و100 ألف م2 سنويا، لافتا إلى أن العجز المائي في المحافظة يبلغ مليونا و800 ألف م2 حاليا ما يتطلب إيجاد بدائل لسد النقص من مصادر خارجية تأتي من مشروع وادي العرب 2 أو من أي مصدر آخر متاح من قبل شركة مياه اليرموك، والعمل على استئجار صهاريج للمياه لسد النقص، وتلبية احتياجات المواطنين في حال شحت المياه أو طالت مدة دور المياه إضافة لتشديد الرقابة على خطوط وشبكات المياه.
وأكد أنه سيتم فتح غرفة عمليات برئاسة أحد الحكام الإداريين لمتابعة أوضاع المياه على مدار الساعة في مختلف مناطق المحافظة وفي محطات الضخ الموجودة، داعيا إلى زيادة الكوادر العاملة في قطاع المياه بالمحافظة لسد النقص بأعداد الموظفين لمواجهة أي طارئ.
وعرض مدير عام شركة مياه اليرموك المهندس منتصر المومني، الواقع المائي في إقليم الشمال، مبينا أنه ونظرا لضعف المنسوب المطري لهذا العام فقد انخفضت كميات المياه في سد الوحدة إلى 21 مليون م3، رغم أن السعة التخزينية تبلغ 110 ملايين م3 ومشروع وادي العرب 2 الذي انخفضت إنتاجيته من 80 ألف م3 إلى 12ألف م3/ س وانخفاض إنتاج آبار العاقب من 3000 م3 /س الى2200م3، مشيرا إلى أن كمية العجز الفعلي أصبح 1500م3 في الساعة ما شكل تحديا أمام الشركة لتأمين البديل عن هذه الكميات.
ولفت المهندس المومني، إلى أنه لمواجهة هذا النقص، اتخذت الشركة قرارا باستئجار مجموعة من الآبار الخاصة في محافظة المفرق بطاقة 1500م3 لسد كمية النقص المذكورة، مبينا أنه ستتم هذه العملية خلال مدة أسبوعين كما أعلنت الشركة عن استئجار صهاريج من القطاع الخاص إلى جانب ما لديها من صهاريج لتلبية احتياجات المواطنين في حال حدث نقص.
وتعهد بعد اكتمال الخطة البديلة (استئجار الآبار) لسد النقص بتزويد محافظة عجلون
بـ 150 م3 من محطة صمد لتعزيز التزويد المائي في المحافظة، خاصة لمناطق (عجلون وعين جنا وعنجرة) نظرا لطبيعة هذه المناطق، مشيرا إلى أن كوادر إدارة المياه في المحافظة تعمل بطاقة كبيرة لخدمة المواطنين.
وأكد مدير إدارة مياه المحافظة المهندس سالم الشلول، أنه تم وضع خطة طوارئ لمواجهة أي نقص بكميات المياه التي تضخ للمواطنين من المصادر المحلية التي يتوقع أن يتدنى منسوبها بسبب ظروف الصيف الحار، لافتا إلى عزم الإدارة وفق تنسيق مع شركة مياه اليرموك استئجار عدد من الصهاريج الخاصة في حال الضرورة.
وبين الشلول، أن “نسبة الفاقد من الشبكات يبلغ 40 % وهذا رقم كبير ويتطلب جهدا كبيرا لمواجهة ذلك”.

عامر خطاطبة/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة