بسطات الزيتون على الطرق السريعة بجرش.. موسم رزق محفوف بالمخاطر

جرش – شهران من الزمن، ويعود العديد من الشبان وأرباب الأسر إلى حالة التعطل عن العمل، بعد موسم مؤقت من العمل المضني ببيع الفواكة وبعض الخضار والمنتجات المنزلية على الطرق السريعة بمحافظة جرش، فيما يوفر موسم الزيتون آخر فرصة قبل اختتام الموسم.
اكشاك وبسطات بالعشرات، تنتشر بشكل عشوائي على طول الطرق السريعة التي تربط محافظة جرش بالمحافظات الأخرى، فيما القائمون عليها يسابقون الزمن قبل دخول فصل الشتاء الذي يتعذر معه هذا النوع من النشاط التجاري وذلك لبرودة الأجواء من جهة وندرة المنتجات لانتهاء موسم الثمار الجرشية من جهة أخرى.
ويلجأ المئات من أبناء جرش وسكان المخيمات إلى الشوارع الرئيسة لعرض بضائعهم، رغم علمهم بمخالفتهم القوانين والانظمة معرضين انفسهم للمسائلة وحياتهم للخطر.
رمان وعنب ودبس التمر المنزلي والتين المجفف واخيرا الزيتون، بضائع ومنتجات مختلفة، تعبر عن ماهية الاكشاك والبسطات على الطرق السريعة، فيما تعكس أيضا بساطة أصحابها، في واحدة من الأنشطة التجارية التقليدية، التي يتمسك بها اصحابها بعد ان فقدوا الأمل بالحصول على فرصة عمل او ممارسة نشاط تجاري مرخص وآمن.
ويعتبر متعطلين عن العمل ومنهم أرباب أسر، هذه البسطات طوق النجاة لتوفير مستلزمات أسرهم وإحتياجاتها اليومية، خاصة في فصل الشتاء الذي يتطلب موازنة خاصة لتأمين وسائل تدفئة مناسبة، سيما وان محافظة جرش تتميز بشتاء بارد وقاسي.
يقول العشريني صالح أبو طعيمة من مخيم سوف، إنه اعتاد نصب بسطته الخاصة على الطريق الدولي في مثل هذا الوقت من كل عام بالتزامن مع موسم الزيتون واستثمار منتوجات الزيتون التي يطلبها الزوار من مختلف مناطق المملكة، كالرصيع بأشكاله المختلفة ومستلزمات الرصيع ايضا، إلى جانب بيع الفواكة المجففة والسماق البلدي وبعض الأعشاب المجففة في هذا الوقت.
وأكد أن أهم التحديات التي تواجهه هي صعوبة الحصول على مواقع مناسبة وآمنة وصعوبة تجهيز معدات خاصة تتناسب مع الظروف الجوية على الطريق الدولي ومنها عمل معرشات وبسطات حديدية وعمل حواجز حديدية لحمايتهم من سرعة السيارات وحوادث السير على الطرق، خاصة وان هناك عاملين في هذه البسطات دون سن الـ 18 وغير مدركين لخطورة العمل على الطريق الدولي ومعظمهم من سكان المخميات واللاجئين ومتعطلين عن العمل.
وأوضح ان هذه البسطات هي مصدر رزق موسمي للعديد من الاسر، ويجد فيها العديد من الشبان ملجأ للتخلص من البطالة وتوفير مستلزمات فصل الشتاء الصعب وأهمها اثمان وسائل التدفئة والتي لا تقل قيمتها عن 200 دينار شهريا، مما يجبرهم على تحمل ظروف العمل الشاقة.
ويطالب البائع مجدي الريموني بأن يتم ترخيص هذه البسطات والأكشاك حتى تكون قانونية ولا يتعرض أصحابها لمضايقات من أصحاب الأراضي والجهات المعنية لإعتبارها متعدية على حرم الشارع، وان يتم السماح لهم بالبيع على الطرقات وتجنب إزالة هذه البسطات خلال حملات متابعتها وإتلاف موجوداتها، لاسيما وأنهم بأمس الحاجة لهذه المهن الموسمية.
ويرى أن هذه البسطات هي مصادر رزق لآلاف العوائل التي تعتاش على المنتوجات الزراعية الجرشية والمواد الغذائية المصنعة ولا يوجد اي مواقع تسويقية لهذه المنتوجات سوى الطرقات العامة والارصفة.
ويقول خالد بني عبيد وهو صاحب كشك مرخص منذ سنوات على الطريق الرئيس الذي يربط محافظة جرش وعجلون بالعاصمة ويختص ببيع المنتوجات الجرشية مثل ثمار الزيتون بأنواعه والرصيع الجاهز والمقدوس ومختلف المستلزمات التي تحتاجها الأسر لتجهيز هذه الأنواع من المونة وبيع أنواع متعددة من الأعشاب البرية والطبية ومشتقات الألبان التي تحافظ على نوعيتها وجودتها لدى عرضها في الأكشاك، إن هذا الكشك مصدر رزق لأسرته المكونة من 6 أفراد ويعتاش منها على مدار العام، ويعتبر موسم الزيتون من أنشط المواسم لاسيما وأن الاف الأسر تقصد محافظة جرش بشكل خاص لشراء الرصيع والزيت والمقدوس ومنتجات الزيتون.
غير ان الشاب رائد الصوالحة من ابناء مخيم غزة، اقدم على انشاء بسطة لبيع مختلف أنواع ثمار الزيتون وبيع الزيت والعديد من الفواكة الموسمية على الطريق العام ولم يقم بترخيص البسطة مع علمه أنها مخالفة ويتوقع في أي لحظة تنفيذ حملة على المخالفين وإزالة البسطة.
وبين انه من حملة الشهادات الجامعية ولم يجد اي فرصة عمل وهو ما دفعه الى هذا النوع من العمل المخالف والشاق والخطر، موضحا ان ترخيص اي كشك او بسطة يحتاج الى كلف مالية عالية وموافقات من قبل الجهات المعنية عادة لا يتمك الحصول عليها.
ويعتقد الصوالحة أن هذه البسطات هي مواقع تسويقية لمختلف المنتجات الجرشية والتي لا يجدها المتسوقين إلا على جنبات الطرق، لعدم توفر اي موقع تسويقي دائم لها.
وقال، “أصحاب البسطات يتحملون خطورة البيع على الطريق الدولي، والذي يشهد حركة سير نشطة على مدار الساعة في سبيل توفير مصدر رزق لأسرهم نظرا لسوء الظروف الإقتصادية التي تعيشها أغلب الأسر بالمحافظة”.
من جانبه، قال رئيس قسم الإعلام والتواصل المجتمعي في بلدية جرش الكبرى هشام البنا إن العديد من أبناء المحافظة يلجأون إلى عمل بسطات في هذا الاوقات بشكل خاص في سبيل توفير مصدر رزق لأسرهم وأغلبهم على الطريق الدولي والطرق الرئيسة المؤدية الى المحافظات الأخرى، فيما تقوم كوادر البلدية بمتابعة عملهم للحد من حوادث السير وحمايتهم من الحوادث والحد من أزمات السير نتيجة تزاحم المشترين وخاصة مع نهاية الأسبوع.
وأوضح البنا أن عدد الأكشاك الموجود حاليا بسيط جدا وأغلبها على الطريق الدولية في مناطق لا تتبع لمحافظة جرش أصلا لاسيما وأن الطريق الدولي الذي يربط محافظات الشمال بالعاصمة ذو إمتداد طويل ويتبع لعدة بلديات ومحافظات ووزارة الأشغال كذلك وغير تابع لبلدية جرش الكبرى وحدها وهو خارج اختصاصها.
في ذات السياق، قال رئيس قسم الإعلام في بلدية المعراض المهندس مظهر الرماضنة إن العديد من المناطق التابعة للبلدية تقع على الطريق الدولي الذي يربط محافظة عجلون بجرش ومن ثم بالعاصمة، وهو طريق دولي يشهد حركة سير نشطة على مدار الساعة ومن الطبيعي أن تنتشر على جانبيه البسطات والأكشاك التي تبيع المنتوجات الجرشية الموسمية والدائمة، فضلا عن بيع مستلزمات رئيسة يحتاجها السائق على الطريق خلال رحلته.
وأكد أن العديد من هذه البسطات والأكشاك الدائمة مرخصة وقانوينة خاصة في بلدة ساكب وبلدة الكته ومنها موسمة ومؤقتة وغير مرخصة وهذه يتم متابعتها بالتعاون مع الحاكم الإداري وإزالتها كونها مخالفة ويعتدي على حرم الشارع ومنها يقام في مواقع غير مناسبة.
ويعتقد الرماضنة ان ميزة وجود بعض القرى والبلدات على الطريق الرئيس والحركة السياحية ووفرة المنتوجات الجرشية التي يطلبها الزائر توفر حركة بيع نشطة على الطريق وتساهم في توفير فرص عمل لآلاف الشباب المتعطلين عن العمل خاصة في ظل ظروف الجائحة، ولكن يجب أن تكون هذه الأكشاك مرخصة وقانونية وفي مواقع محددة ولا تلحق ضرر بحرم الشارع أو أراضي مملوكة.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة