بعد استغنائها عن موظفيها.. منشآت سياحية بجرش يتهددها الإغلاق

في ظل استمرار الركود الذي يشهده قطاع السياحة في محافظة جرش، لجأ العديد من أصحاب المشاريع السياحية إلى الاستغناء عن نسبة كبيرة من موظفيهم، في وقت لم يستبعدوا أن تشهد الفترة المقبلة إغلاق عدد من المشاريع إذا ما استمرت الأوضاع على هذا النحو.

هذه الحالة أفرزتها الأوضاع المضطربة بالمنطقة، وتراجع السياحة الخارجية في وقت لم تسعف فيه السياحة الداخلية محافظة جرش سيما وأنها تنشط أكثر بالمناطق الغورية باعتبارها مناطق السياحة الشتوية.

وتحولت مواقع ومنشآت سياحية إلى أماكن شبه خالية، لا يكاد يدخها زائر أو زائران باليوم، وفق عاملين بقطاع السياحة قالوا لـ “الغد” “ليس مستبعدا أن تواجه منشآت إغلاقا بات وشيكا”.
مشروع هدأة دبين والمدينة الأثرية والمتنزهات والمخيمات البيئية والمطاعم السياحية والسوق الحرفي، مشاريع سياحية تعتمد كلها اعتمادا كليا على حركة السياح، فيما تواجه حاليا ظروفا صعبة.
يقول مدير مشروع هدأة دبين المهندس بشير العياصرة إن المشروع خال تماما من الزوار ومنذ شهور، متوقعا أن تستمر حالة الركود إلى ما بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.
وأكد أن الظروف السياسية والاقتصادية وانخفاض درجات الحرارة، أسباب تداخلت مع بعضها، وانعكست على المشاريع السياحية التي تعتمد على الحركة السياحية بالدرجة الأولى، ما انعكس على عمالة هذه المشاريع والمصالح المرتبطة معها بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأضاف العياصرة، أن هدأة دبين من أكبر المشاريع السياحية الطبيعية في محافظة جرش، والذي يوفر مختلف الخدمات السياحية بأجور رمزية بسيطة ويوفر رحلات وتنزها بخدمات عالية ومستوى راق في أجمل غابات العالم، فضلا عن أنه يهتم بالعمل مع المجتمع المحلي من خلال تسويق منتوجات السيدات في الجمعيات الخيرية وتسويق المنتوجات الحرفية والغذائية وتدريب أعضاء الجمعيات، إضافة إلى العناية بالسياحة البيئية وتغيير الأنماط التقليدية في المفاهيم السياحية والحفاظ على الثروة الحرجية بالقضاء على ظاهرة التنزه العشوائي.
ويعتقد العياصرة أن حركة التنزه ستكون في أدنى مستوياتها هذا العام بشكل خاص مقارنة مع ما كانت عليه بالسنوات الماضية في مرحلة التعافي من الجائحة.
ويرى رئيس جمعية الحرفيين في جرش صلاح العياصرة أن الحركة السياحية في الموقع الأثري ضعيفة جدا، وأغلب تجار السوق الحرفي يغلقون محالهم التجارية جزئيا وقد استغنوا عن العمالة الموجودة لديهم بسبب ظروف العمل السيئة.
وأوضح أن السوق الحرفي لا يدخله سوى بضعة زوار يوميا وأغلبهم لا يتسوقون، في حين كانت الحركة في مثل هذا الوقت بذروتها خلال الأعوام الماضية.
ويرى أن الظروف السياسية والاقتصادية انعكست على الحركة السياحية في المنطقة وعلى العاملين فيها، وأصبحت المنشآت العاملة بالسياحة لا تحتاج إلى عمالتها ولا تستطيع دفع أجورها واشتراكات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي.
وقال المتحدث باسم أصحاب المطاعم السياحية في جرش ياسر شعبان إن أغلب المطاعم السياحية في جرش أغلقت بسبب حالة الركود وعدم وجود أي مجموعات سياحية، ما ألحق بأصحاب المطاعم خسائر فادحة.
وأكد أنه اضطر إلى الاستغناء عن ثلثي العاملين في مطعمه السياحي نظرا لحالة الركود الكبيرة، حاله كحال غالبية أصحاب المنشآت السياحية.
وأضاف أن الحركة السياحية في كافة المنشآت في أسوأ أوضاعها حاليا، ومعظم المطاعم السياحية تعمل بأقل طاقة تشغيلية وبخسائر فادحة وأغلبها أغلق أبوابه إلى إشعار آخر.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة