بعد التعديل.. مصر تطلق مبادرة من 3 مراحل لوقف إطلاق النار بغزة

=
ينشط حراك أردني مصري فلسطيني حثيث لوقف عدوان الاحتلال ضد قطاع غزة، في ظل طرح القاهرة لمبادرة تم تعديلها مؤخرا لوقف إطلاق النار، وذلك على وقع قصف جوي متواصل أدى لارتقاء المزيد من الضحايا المدنيين، وتصعيد خطير في الضفة الغربية التي شهدت أمس إضرابا شاملا وحدادا على أرواح الشهداء الستة الذين ارتقوا برصاص قوات الاحتلال بمواجهات عنيفة.
وأجرت مصر تعديلا على مبادرتها لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة “حماس” والمقاومة الفلسطينية وبين الاحتلال، بما يلغي بند تشكيل حكومة “تكنوقراط”، تكون معنية بعد انتهاء العدوان بإدارة الضفة والقطاع ومهام إعادة الإعمار، إلى مرحلة لاحقة، باعتبارها من صلاحيات منظمة التحرير، في ظل ترحيب “حماس” بكل المبادرات التي تسهم بوقف عدوان الاحتلال على غزة بدون المساس بالحقوق الوطنية الفلسطينية.
ويستند المقترح المصري على ثلاث مراحل؛ حيث تتضمن المرحلة الأولى صفقة إنسانية لمدة 10 أيام تقوم خلالها “حماس” بالإفراج عن جميع المدنيين الأسرى لديها من النساء والأطفال والمرضى وكبار السن مقابل إفراج الاحتلال عن عدد مناسب يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين لديها.
ويتم خلال ذلك وقف كامل لإطلاق النار بمناطق قطاع غزة من الجانبين، وإعادة انتشار قوات الاحتلال بعيدا عن محيط التجمعات السكنية، والسماح بحرية حركة المواطنين من الجنوب للشمال، كذا حركة السيارات والشاحنات، في الوقت الذي تلتزم فيه “حماس” بوقف كافة أشكال العمليات تجاه الكيان المحتل. كما يجري وقف جميع أشكال النشاط الجوي الإسرائيلي بما في ذلك المسيرات، وطائرات الاستطلاع بكافة مناطق القطاع، بالتزامن مع تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، مثل الأدوية والمستلزمات الطبية والمحروقات والأغذية، إلى كافة مناطق القطاع خاصة مدينة غزة وشمال القطاع.
أما المرحلة الثانية وفق المبادرة المصرية فتتضمن الإفراج عن كافة المجندات الأسرى لدى “حماس” مقابل عدد يتفق عليه من الجانبين من الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، وتسليم كافة الجثامين المحتجزة لدى الجانبين منذ بدء عمليات 7 تشرين لأول (أكتوبر) الماضي، حيث تمتد هذه المرحلة لمدة 7 أيام وفق المعايير والإجراءات السابقة.
فيما يتم خلال المرحلة الثالثة التفاوض لمدة تمتد لشهر حول إفراج “حماس” عن جميع المجندين الإسرائيليين لديها مقابل قيام الاحتلال بالإفراج عن عدد يتفق عليه بين الجانبين من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، بالتزامن مع إعادة انتشار قوات الاحتلال خارج حدود القطاع، واستمرار وقف جميع الأنشطة الجوية والتزام “حماس” بوقف كافة الأنشطة العسكرية ضد الكيان المحتل.
غير أن هناك محددات لتنفيذ المقترح المصري؛ تتمثل في تعليق إطلاق النار بين الجانبين لمدة 48 ساعة قبل تنفيذ المقترح للاتفاق على أسماء المفرج عنهم ضمن المرحلتين الأولى والثانية سواء من الاحتلال أو من “حماس” من خلال المفاوضات الغير مباشرة تعقد بمصر بين وفدي الطرفين بمشاركة مصرية قطرية أميركية، وألا يتم الانتقال من مرحلة إلى مرحلة إلا عقب تنفيذ كافة إجراءات المرحلة السابقة.
وكان القيادي في “حماس”، أسامة حمدان، أكد أن حركته منفتحة على كل ما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، ولكن الشعب الفلسطيني لا ينتظر هدنا مؤقتة بل وقفا شاملا للعدوان.
في حين أعلن الرئيس محمود عباس جاهزية السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها والعودة إلى قطاع غزة بعد “وقف القتال وقفا شاملا، وفتح الأبواب للمساعدات الإنسانية، ومنع هجرة الفلسطيني خارج وطنه”، باعتباره ثلاثة شروط أساسية.
بينما واصل الاحتلال قصفه الجوي الكثيف ضد قطاع غزة الذي تسبب في ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، مما أدى لارتفاع عدد الضحايا المدنيين لأكثر من 21 ألف شهيد و54 ألف جريح وآلاف المفقودين، من بينهم 241 شهيدا و 382 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ولم تسلم أنحاء قطاع غزة من غارات الاحتلال الهمجية؛ فوصل إلى مجمع “الشفاء” الطبي 35 شهيدا بالساعات الماضية، بينما ظل أكثر من 60 مفقودا جراء تدمير بناية سكنية قرب جامعة الأزهر بمدينة غزة، بالتزامن مع تسليم الاحتلال لجثامين 80 فلسطينيا عبر معبر كرم أبو سالم، جنوب شرق قطاع، بعد سرقتها من مشافي المنطقة الشمالية.
وتواصل القصف الكثيف على جباليا، شمالا، ومخيمي البريج والمغازي، وسطا، فتم تدمير مسجد والعديد من المنازل الفلسطينية، وصولا لاستهداف الأبنية السكنية في مخيم النصيرات، وتوالي مدفعية وطيران الاحتلال قصف مناطق متفرقة من مدينة رفح والفخاري وشرقي خان يونس، جنوبا، ما أدى لاستشهاد 45 فلسطينيا خلال 24 ساعة.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني انقطاع الاتصال بشكل كامل عن طواقمه العاملة في قطاع غزة بسبب قطع خدمات الاتصالات والإنترنت، وهي المرة السابعة التي تقطع فيها قوات الاحتلال الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة منذ بداية العدوان، عن طريق فصل الخطوط الدولية.
ويرافق انقطاع الاتصالات والإنترنت تصعيد في المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالإضافة إلى تعطيل جهود إنقاذ الفلسطينيين وإسعافهم.
وفي الأثناء؛ واصل الاحتلال تصعيده ضد الضفة الغربية، حيث استشهد 6 شبان فلسطينيين، أمس، بقصف طائرة صهيونية مسيرة في مخيم نور شمس، شرق طولكرم، خلال اقتحام كبير شنه الاحتلال على المخيم ومدينة طولكرم لليوم الثاني على التوالي.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الشهداء وهم: أحمد أنور حمارشة (19 عاما)، وأحمد عبد الرحمن عيسى (19 عاما)، وأدهم محمد فحماوي (23 عاما)، ويزن أحمد فحماوي (23 عاما)، وفارس حسام فحماوي (29 عاما)، وحمزة أحمد مصطفى فحماوي (17 عاما)، بالإضافة إلى وقوع إصابات واعتقالات بين صفوف الفلسطينيين.
ويصعد الاحتلال من اعتداءاته وجرائمه بالضفة الغربية بالتزامن مع عدوانه المتواصل على قطاع غزة منذ 82 يوما بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والوقود، ما أدى لارتقاء آلاف الشهداء وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين، 70 % منهم نساء وأطفال.
التعليقات مغلقة.