بعد ثبات جدواه وارتفاع أسعاره.. تحول متزايد نحو زراعة الزيتون بجرش

– في توجه قد يؤشر على بدء تحول النمط الزراعي بمحافظة جرش، تشهد الفترة الحالية تزايد الطلب من قبل العديد من المزارعين على شراء أشتال شجرة الزيتون، حيث تدلل أرقام مشاتل فيصل الزراعية أكبر مركز لإنتاج وبيع وتوزيع الأشتال بالمحافظة، على أنه بالأيام القليلة الماضية تم بيع 25 ألف شتلة، 90 % منها أشتال زيتون.
ووفق مدير مشاتل فيصل المهندس بهجت السوالمة، فإن هذا الإقبال يأتي بعد ثبات جدوى زراعة الزيتون مقارنة بأصناف أخرى من الأشجار.
واعتبر السوالمة أن العدد حتى الآن يعد ضخما إذ إن الموسم لا يزال ببدايته متوقعا وحال استمرار الطلب على اشتال الزيتون ان يتم بيع اكثر من 120 الف شتلة، موضحا ان العا الماضي تم بيع 60 الف شتلة فقط.
وشجع ارتفاع أثمان زيت الزيتون للموسم الحالي العديد من المزارعين على زراعة اراضيهم باشجار الزيتون وسط حرصهم على زراعة اصناف متميزة ومتنوعة من اجل تحقيق الاستفادة من الثمار حال رغب المزارع ببيعه قبل العصر، اضافة الى انتاج زيت زيتون بجودة عالية اذا ما اراد المزارع عصر الثمار، بحسب السوالمة.
وبين أن مديرية الزراعة ركزت على أنواع خاصة من اشتال الزيتون هذا العام وقد تم زراعتها وإنتاجها بكفاءة عالية وتحت إشراف هندسي وفني عالي الدقة لضمان نجاح زراعتها وملاءمتها للبيئة الزراعة في المحافظة وتحسين الجدوى الاقتصادية للزراعات مع بدء تغيير الأنماط الزراعية لتتواءم مع التغير المناخي.
وقال السوالمة إن عدد الأشتال التي تم إنتاجها لا تقل عن 200 ألف شتلة من الأشجار المثمرة ومنها الزيتون والرمان والتين والفستق الحلبي ويتم بيع الآلاف من اشتال الزيتون يوميا، إضافة إلى بعض الأنواع بأسعار رمزية وثمن الشتلة الواحدة 35 قرشا وسيتم خلال الأيام المقبلة البدء بتوزيع الأشتال الحرجية على المزارعين وقد تم إنتاج ما يقارب 200 ألف شتلة حرجية كذلك.
وأوضح السوالمة أن عدد المزارعين الذي استفادوا من الأشتال لغاية الآن لا يقل 400 مزارع وما زال البيع مفتوحا لغاية شهر أيار (ابريل) المقبل، إلا أن هذه الفترة هي ذروة البيع وموسم الزراعات في محافظة جرش، ويقبل المزارعون على شراء أشتال الزيتون بأجود الأصناف وهي مخصصة لثمار الرصيع، كون ثمار الرصيع ارتفعت أسعارها بنسبة لا تقل عن 50 % في السنوات الثلاث الأخيرة.
وأكد أن مديرية الزراعة تلتزم بالبيع للمزارعين فقط ويتم التأكد من قطع الأراضي والمساحات من خلال أوراق التسجيل الرسمية وفي حال زادت الكميات عن 200 شتلة يتم مراجعة وزارة الزراعة والبيع بعد الحصول على موافقة منها.
ووفق رئيس قسم الثروة النباتية في زراعة جرش المهندس هاني البكار فإن مديرية الزراعة انتهت من تجهيز الأشتال الحرجية بمختلف أنواعها، وستبدأ عملية التوزيع خلال الأيام المقبلة على المواطنين مجانا، بهدف زراعة الأراضي الزراعية وتحريج المناطق التي تتعرض للحرائق وزراعة مختلف أنواع الفواكه والأشجار المثمرة التي تشتهر فيها محافظة جرش بعد بداية الموسم المطري مباشرة.
وبين البكار أن مشاتل مديرية زراعة جرش توفر فرص عمل سنوية مؤقة لا تقل عن 60 فرصة عمل، عدا عن كادر مديرية زراعة جرش الذي يدير المشاتل وتوفر المشاتل أشتالا زراعية مختلفة الأنواع ويتم تطويرها وتحديثها سنويا.
وقال البكار إنه قد تم الانتهاء من مشروع الزراعة المائية والزراعة الأحيومائية لدعم الاستخدام الفعّال للمياه والذي نفذته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو بقيمة 400 ألف دولار في مشتل فيصل كأحد أهم المشاريع الزراعية على مستوى الوطن العربي، لاسيما وان الزراعة الأحيومائية هي إنتاج الأسماك والخضراوات بالاعتماد على مياه برك الأسماك.
واضاف أن المشروع الذي تم تنفيذه يشمل 3 أنظمة: نظام الزراعة المائية وتشمل 5 برامج تتم الزراعة بها دون الاعتماد على التربة وهي الزراعة الهوائية والزراعة في الوسط البديل يتم الاعتماد بها على ألياف جوز الهند ونظام التف البركاني (الحجار البركانية)، وبرنامج الفيلم وهو نظام الشريحة الذي يعتمد على المياه وبرنامج الزراعة العائم على الماء.
وأضاف أن النظام الثاني، عبارة عن مفرخة للأسماك والهدف من هذا النظام هو إنتاج أصباعيات الأسماك (أفراخ الأسماك) حيث تم توريد 2500 لمشتل فيصل الزراعي من أمهات الأسماك، والنظام الثالث هو الزراعة الأحيومائية وتشمل تربية الأسماك والاستفادة من مياه الأسماك لري المزروعات.
وبين البكار أن الهدف من هذا المشروع هو تدريب المهندسين الزراعيين والمزارعين على هذه الأنظمة والبرامج كونها لا تحتاج إلى مياه كثيرة خاصة بأن الأردن دولة فقيرة بالماء، وللمردود الاقتصادي لمثل هذه المشاريع.
وتأسس مشتل فيصل الزراعي عام 1963 على مساحة أرض تبلغ 500 دونم، وينتج الأشجار المثمرة مثل الزيتون اللوزيات وأشجار التين والرمان والفستق الحلبي.

صابرين الطعيمات / الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة