بعد شح التبرعات.. هل تصبح 250 جمعية خيرية بالكرك مجرد أرقام؟

الكرك – تواجه غالبية الجمعيات الخيرية بالكرك والمقدر عددها بأكثر من 250 جمعية، ظروفا صعبة، نتيجة تراجع الدعم وتبرعات المحسنين، حتى وصل الحال لمرحلة “الشح”، في وقت ينذر استمرار ذلك، بأن تتحول جمعيات إلى مجرد رقم، لا سيما وأن منها من اعتذر عن تقديم مساعدات رمضانية كانت تنتظرها أسر محتاجة بفارغ الصبر.

ووفق نشطاء ومعنيين بالكرك، فإن عدد قليل من الجمعيات من يستطيع حاليا تقديم المساعدات الرمضانية لعدد محدود من الأسر، في حين أن مئات الأسر تركت هذا الشهر بلا مساعدات رغم أنها اعتادت في كل رمضان الحصول على مواد غذائية وأساسية بداية الشهر الفضيل من خلال مساعدات الجمعيات الخيرية.

وتشير إحصائية رسمية، أن محافظة الكرك تضم زهاء 250 جمعية خيرية في مختلف ألوية ومناطق المحافظة، والتي يعتبر من أساس عملها تقديم المساعدات المختلفة للأسر المعوزة، إضافة الى تقديم الرعاية للفقراء وذوي الإعاقة الخاصة والتأهيل المجتمعي وغيرها من عناوين نشاطات تلك الجمعيات.
وتعتمد الجمعيات الخيرية في حملات المساعدات الرمضانية على التبرعات والمعونات التي تقدمها جهات مختلفة رسمية وأهلية خلال شهر رمضان، ويتم اعتماد الجمعيات والقوائم التي لديها لتوزيع تلك المساعدات، وفي عمليات المساعدة العادية يرتبط عملها على اشتراكات الأعضاء وما يمكن أن يقدم لها من منح ومساعدات مالية وعينية من جهات شعبية، تكون في أغلبها غير دائمة وموسمية أحيانا، ما يؤدي إلى غياب الاستقرار في عمل تلك الجمعيات وخاصة تلك العاملة في تقديم المساعدات المالية والخدمات الخاصة بذوي الإعاقة من الأطفال وكبار السن.
وبحسب مواطنين ممن يعتمدون في شهر رمضان على المساعدات التي تقدمها الجمعيات، فإن ما تقدمه الجمعيات يشكل ملاذا للمحتاجين وخاصة في شهر رمضان المبارك من خلال تقديم المساعدات الغذائية التي توفر جزءا بسيطا من احتياجات الشهر.
وأشاروا إلى أن العديد من تلك الجمعيات باتت تشكو خلال الفترة الأخيرة، واعتذرت عن  عدم قدرتها على توفير المساعدات الرمضانية، بسبب ضعف التمويل والمساعدات.
وقالت السيدة أم عطية من سكان بلدة الغور الصافي، إننا اعتدنا في شهر رمضان أن تقوم الجمعيات بتقديم معونة كاملة لشهر رمضان، لتتمكن الأسر من توفير وجبات الإفطار طوال الشهر الكريم.
وأشارت إلى أن الفترة الحالية، تواجه غالبية الأسر الفقيرة ظروفا صعبة خاصة ممن اعتمدت على الجمعيات ولم تحصل على شيء، مؤكدة أن عددا ليس بقليل من الأسر تعاني في شهر رمضان من أجل توفير وجبات إفطار وخاصة للأطفال الصائمين.
وقال طارق المبيضين رئيس جمعية خيرية إن لدى الجمعية مسؤوليات كبيرة وخاصة في مجال تقديم المساندة والدعم والرعاية للأطفال من ذوي الإعاقة، إضافة إلى تقديم المساعدات طوال العام للأسر المحتاجة وخاصة المساعدات الرمضانية التي تقدم على شكل حزم غذائية تكفي في أغلبها لشهر رمضان كاملا.
وأضاف أن الفترة الحالية تشهد تراجعا في عمليات التمويل والتبرع من قبل المحسين التي يتم توزيعها من خلال الجمعيات التي لديها قوائم بالأسر المحتاجة، لافتا إلى أن الجمعية تتلقى الدعم من جهات رسمية لتقديم مساعدات لذوي الاعاقة الخاصة وغيرها من الخدمات، وهو الأمر الذي لا يمكن الجمعية من القيام بدورها بشكل أفضل في خدمة المواطنين ومتلقي المساعدة من المحتاجين.
وأشار إلى أهمية أن يقدم الدعم المالي للجمعيات العاملة فعليا بخدمة المواطنين المحتاجين من مختلف المجالات من جهات أهلية وخاصة الشركات الكبرى العاملة بالمنطقة والتي لا تقدم كثيرا في مجال مساعدة ومساندة الجمعيات إلا في حدود ضيقة جدا.
وأشار رئيس إحدى الجمعيات الخيرية بالأغوار الجنوبية فتحي الهويمل إلى أن عمل الجمعيات في ظل غياب التمويل والدعم والمساندة وخاصة من المؤسسات الأهلية الكبرى، صعب للغاية، وهو يعتمد على ما يقدمه المحسنون للجمعيات، لافتا إلى أن هناك جمعيات تعمل وأخرى لا تعمل.
وأوضح أن العام الحالي هو الأصعب في عمل الجمعيات، حيث تراجعت بشكل كبير المساعدات المقدمة لها، وخاصة المعونات الرمضانية.
من جهته، أكد مدير التنمية الاجتماعية بقصبة الكرك نصر المعاقبة، أن قصبة الكرك تضم العديد من الجمعيات يصل عددها إلى 96  جمعية خيرية بقصبة الكرك، في حين أن عدد الجمعيات بالمحافظة كلها يصل أو يزيد عن 250 جمعية، وهو عدد كبير، وهناك جمعيات فاعلة وأخرى غير فاعلة وغير نشطة.
وبين أن الجمعيات موزعة على كل مناطق المحافظة وتعمل رسميا في مجال العمل الخيري، لافتا إلى أن هناك جمعيات ناشطة وتقدم الخدمة للمواطنين من خلال المساعدات التي تحصل عليها من الجهات المانحة داخل المملكة.
وأكد أن على الجمعيات أن تعمل على التواصل مع مختلف الجهات الأهلية والرسمية للحصول على مساعدات وتمويل لمشاريعها وتقديم المساعدات للمواطنين، لافتا إلى أن على المجتمع والنشطاء العمل على تطوير هذه الجمعيات لتكون قادرة لإحداث التغيير في العمل الخيري.
وأشار أن الفترة الحالية تشهد تراجعا في عمليات التبرع للجمعيات، ما انعكس على عملها في تقديم المساعدات للأسر المحتاجة، لافتا إلى أنه ورغم ذلك فإن هناك بعض الجمعيات ناشطة وتعمل ولديها برامج مساعدة مختلفة.

هشال العضايلة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة