بعد نجاح الزراعة التعاقدية.. هل يمكن تعميم التجربة بوادي الأردن؟

وادي الأردن – بعد موسم وصف بـ “الناجح بكل المقاييس”، اثبتت تجربة الزراعة التعاقدية مع الشركات بانها الحل الامثل لتخطي عقبة تسويق المنتوجات وفائض الانتاج، الامر الذي سيدفع عددا كبيرا من المزارعين إلى اعادة توجيه البوصلة نحو هذا النوع من الزراعة لتفادي أي خسائر قد تسببها الزراعات التقليدية.
ففي الوقت الذي عانى فيه غالبية مزارعي وادي الاردن من تدني اسعار بيع منتوجاتهم منذ بداية الموسم وحتى وقت قريب، يعيش المزارعون المتعاقدون افضل مواسمهم سواء على الصعيد المادي او النفسي والمعنوي.
ويصف المزارع نعيم أبو دوش وضعه بأنه يجد راحة وطمأنينة لم يهتدي اليها منذ اكثر من 10 سنوات متوالية، فالإنتاج ممتاز والأسعار جيدة ولا يوجد حتى مجال للتفكير بحصول خسائر لأنه يعرف أن إنتاجه سيباع بسعر جيد ومجد.
ويبين أنه عاش أسوأ سنوات عمره خلال العقد الماضي نتيجة الخسائر الكبيرة التي ألمت به وأرغمته على بيع جزء من اراضيه والتوقف عن زراعة مساحات كبيرة مما تبقى منها، لافتا الى انه عانى كثيرا في البحث عن سبل لتسويق انتاجه دون اللجوء الى الاسواق المركزية، فكان يقوم بتحميل إنتاجه وتوزيعه على محال بيع الخضار بشكل مباشر لتوفير جزء بسيط من الكلف التي كان يدفعها من جيبه الخاص رغم الجهد والتعب والقلق.
ويضيف، اما الآن وبعدما اهتديت الى التعاقد مع احدى الشركات فان الاوضاع انقلبت بشكل كامل، فكل ما علي هو أن أجتهد واعمل على إنتاج الاصناف المطلوبة بأعلى جودة للحصول على مردود يتيح لي دفع أجور العمال وشراء مستلزمات الانتاج وادخار الباقي للتجهيز للموسم المقبل، لافتا الى ان تجربة الزراعة التعاقدية تشكل نقلة نوعية في العمل الزراعي اذ تمكنت من توفير بيئة عمل آمنة ومريحة للمزارع الذي يعد الركيزة الاهم في القطاع.
ويؤكد مزارعون ان النتائج الايجابية التي حققتها الزراعة التعاقدية في وقت تعرضت شريحة واسعة منهم للخسارة يبرز اهميتها للنهوض بالقطاع، خاصة في حل مشكلة التسويق التي تعتبر مولدة للعديد من العقبات والتحديات الاخرى.
ويبين المزارع نواش العايد ان تجربة الزراعة التعاقدية أثبتت جدواها الاقتصادية سابقا قبل ان تتعثر بسبب الأحداث الأمنية في المنطقة عام 2010، مشيرا الى ان عودة العمل بهذا النمط سيساعد المزارع على تجاوز الكثير من التحديات والعقبات التي ولدتها الاختناقات التسويقية خلال السنوات الماضية.
ويضيف ان من اعظم الفوائد التي تحققها الزراعة التعاقدية عدى الجدوى الاقتصادية انها تبعث الطمأنينية في نفس المزارع الذي خيم عليه الخوف لاعوام طويلة، لافتا الى أن معرفة المزارع ان جهده وتعبه لن يذهب هدرا سيدفع عددا كبيرا من المزارعين الى التوجه للتعاقد مع الشركات الزراعية المتخصصة في هذا المجال وسيعمم الفكرة على نطاق اوسع.
إلا إن ذلك بحسب العايد يحتاج الى جهود مضاعفة من الشركات المتعاقدة لفتح اسواق تصديرية جديدة لاستيعاب الكميات التي سيتم انتاجها، والا فان تطبيق هذا النمط سينحصر بعدد قليل من المزارعين.
وتعتمد الزراعة التعاقدية تنظيم العلاقة بين المزارع والمسوق بهدف تأمين الإنتاج الخضري وفق مواصفات تتوافق مع متطلبات الأسواق العالمية مقابل الالتزام بشراء كامل الإنتاج وبأسعار محددة مسبقا.
من جانبه، أكد مدير عام الشركة الأردنية الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية أن الزراعة التعاقدية تعتبر الحل الامثل للتغلب على جملة من المشاكل التي تواجه المزارع وخاصة فيما يتعلق بتسويق إنتاجهم بأسعار مناسبة ومجدية، لافتا الى ان الشركات التي انتهجت هذا النهج سيكون لها دور فاعل في تعزيز منافسة المنتجات الزراعية الاردنية في الأسواق العالمية.
ويضيف أن النجاح الذي شهدته الزراعات التعاقدية الموسم الحالي والتي قامت عليها الشركة الأردنية الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية سيؤدي الى تغيير جذري في نمطية الزراعة وخاصة التقليدية ويشجع المزيد من المزارعين على التوجه لهذا النوع من الزراعات التي من شأنها الحد من المخاطر التي تواجههم، مؤكدا ان تعزيز هذا النمط سيؤدي الى الحفاظ على الأسواق الخارجية التقليدية وتعزيزها وفتح أسواق جديدة ومعالجة التشوهات من خلال آليات تنافسية مناسبة مثل التعبئة والتدريج والتغليف ودراسة احتياجات السوق وقد شهدت جهود الشركة فتح أسواق جديدة كان اهمها هنجاريا و رومانيا وبولندا و النمسا وهولندا وتركيا وروسيا وقبرص واليونان، إضافة إلى الأسواق الخليجية.

حابس العدوان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة