بما كسبت أيديكم / الداعية نائلة هاشم صبري

قال تعالى: « وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ «سورة الشورى- الآية 30.

وما أصابكم أيها الناس من مصيبة من المصائب أو نازلة من النوازل فبسبب ما عملته أيديكم من ذنوب ومعاصٍ وآثام. وذكر لفظ أيديكم لأن أكثر الأعمال تفعلها الأيدي، ومن رحمة الله على عباده فإنه يصفح الله ويغفر عن كثير من الذنوب.

قال تعالى: « مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا» سورة النساء- الآية79.

(عن الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: لا يصيب عبداً نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب وما يعفو الله تعالى عنه أكثر وقرأ « مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا») أخرجه الترمذي، وعبد بن حميد.

(وأخرج ابن سعد عن أبي مليكة أن أسماء بنت أبي بكر –رضي الله عنهما- كانت تصدع فتضع رأسها وتقول: بذنبي وما يغفره الله تعالى أكثر) روح المعاني –صفحة41. والمراد بـ (تصدع) أي يصيبها صداع في الرأس.

(وعن علي كرم الله وجهه قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله تعالى حدثنا بها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: « مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا».

وبعد: فهذه الآية الكريمة اخبار من الله –عز وجل- بأن المصائب في الدنيا مجازاة من الله –جل جلاله- على ذنوب المرء وخطاياه ومن الله –تبارك وتعالى- العفوّ … فهو يعفو عن كثير فلا يعاقب عليها بمصيبة… وهنا يتجلى العدل الإلهي، وتشيع الرحمة، وتظهر السماحة، ويسود العفو والمغفرة.

والحمد لله رب العالمين

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة