بني كنانة : مغارات أم الطواقي معلم سياحي من العصر الروماني

قال   الباحث والخبير الجيولوجي في الجامعة الهاشمية، الدكتور أحمد عبد الحليم الملاعبة ،بأن لواء بني كنانة يضم مغارات ام الطواقي التي تعتبر معلما سياحيا تاريخيا وأثريا يعود إلى العصر الروماني .

ولفت الدكتور الملاعبة الى ان هذه المغارات هي  مدافن على شكل كوى في الجدار كانت توضع فيها الجرار الفخارية المحتوية على رماد الموتى، مبينا  أن مغارات ام الطواقي تنتشر على امتداد مساحة لواء بني كنانة اهمهما مغارات خرجا في وادي خرجا بجانب عين عبدة وتعد الأكبر في اللواء  و مغارة عند شلال عين غزال وثالثة في خربة ام العقارب، و مغاور الخريبة وتتواجد في منطقة خلة ابليس بجانب مغارة حيومة, و مغارات كفرسوم وهي مغارة البريج وهناك مغاراتين في منطقة شرق كفرسوم , و مغارات سمر وتتواجد في منطقة حلبنا و مغارة يبلا وتتواجد في الفخيت الشرفي قرب حبراص و مغارة المغير وتتواجد مقابل عين راحوب بجانب كهف المعلقة و مغارة سال وتتواجد في وادي سال .

وبين الدكتور الملاعبة بأن مغارات أم الطواقي كانت تسمى في العصر الروماني  كولومباريوم (وتُجمَع: كولوم – باريا أو كولومبيا) وقد جرت دراسات مستفيضة على مغارة أم الطواقي في خرجا وسمر، شمال الاردن- وعلى غيرها من المغارات المشابهة لها، فتبين لنا أنها ظلت تستخدم كمدافن للموتى, فقد ساد لدى الرومان في بداية التقويم الميلادي, فكرة حرق الموتى, والاحتفاظ برماد الجثث في جرار فخارية, توضع داخل الطاقات المنحوتة في المغارات و الكهوف, وذلك بعد أن يكتب على كل جرة اسم الميت ومعلومات أخرى عنه,و يشار الى أن مغارة أم الطواقي تعود إلى القرن الأول أو الثاني الميلادي. في مغارة أم الطواقي في خرجا والواقعة بالقرب من عين عبده – تم تسجيل مداخل ثلاثة إلى مغارة فسيحة, تصل مساحته إلى 40 مترا مربعا, وارتفاعة يتراوح بين أربعة وخمسة أمتار, ذي أرضية طباشيرية ترابية مستوية, شكّلت مع الوقت طبقة كثيفة من الرمال الناعمة, تعيش في المكان أفاعي من نوع فريد نادر, فهي ما أن تستشعر أي خطر تخفي نفسها داخل الرمال, لكن هذا الأمر لا يحول دون اكتشاف وجودها, فعلامات زحفها على الرمال تبقى واضحة على سطح أرضية الكهف الرملية, وهي علامات تظهر أحجام الأفاعي, ومنها يمكن معرفة إن كانت أفاع معمرة, أم أنها صغيرة السن بعد.

وبين بأن الكوى او الرواشم على جدران المغارة تجد الابداع و فن النقش وهندسة النحت, على شكل ما يعرف بـ الكوى او أو «الرواشم», فعلى جدران الكهف الثلاثة – الجدار الرابع هو المداخل- شكّلت يد الإنسان مئات المنحوتات على شكل طاقات – جمع طاقة بمعنى كوة-, مستطيلة الشكل, لكن ضلعها الأعلى على شكل قوس,( ويلاحظ عدة اشكال هندسية تميز هذه الطاقات في العديد من المغارات في الاردن منها المثلث والمربع والمستطيل والمقوس اعلاه). عمقها داخل الجدار يتراوح بين 15 إلى 20 سم, نحتت بتناسق في صفوف, عددها في كل جار يتراوح بين مئة ومئتين, ولأنها نحتت في شمال الاردن في الصخور الطباشيرية البيضاء, وبسبب أنها موجودة في منطقة شبه جافة، وبعيدة عن  العابثين,فقد احتفظت بمنظرها الجميل البديع.

وأشار الدكتور الملاعبة الى ان  ام الطواقي او كولومباريوم في العصر القديم كولوم- باريا غالبا ما تكون متشابهة بشكل وثيق في شكل المعابد البوذية.

بني كنانة – بكر  محمد عبيدات/ الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة