بواسل الجيش على الحدود الشمالية يقفون بالمرصاد لأي محاولة تستهدف الوطن

على امتداد 380 كيلومترا من الحدود الشمالية الشرقية الأردنية، يقف جنود وبواسل القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، مشاريع شهادة في سبيل الوطن والدفاع عن أمنه واستقراره لينعم كل أردني ومن يعيش على ثرى هذا الحمى العربي بالأمن والسلام والطمأنينة.
ورغم طول الحدود وصعوبة تضاريسها الجغرافية وقساوة وتنوع الظروف المناخية في تلك المنطقة صيفا وشتاء، يتصدى منتسبو القوات المسلحة الأردنية من مرتبات حرس الحدود، بكل عزيمة وإصرار لكل محاولات المس بأمن الأردن، وكل من يفكر باتخاذ الحدود الأردنية مركز عبور لدس سمومه التي تستهدف زعزعة أمن الأردن، وصحة شبابه واستقرار مجتمعه، والوصول بها إلى دول الجوار.
المتابع للمشهد على الحدود الشمالية الشرقية الأردنية، يلحظ بكل فخر واعتزاز، تضحيات يقدمها أبناء الجيش العربي الأردني، ممن نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن وسيادته، في وقت يواجهون فيه عدواً متلوناً ومتعدد الولاءات والانتماءات والغايات، لا يألو جهداً في ابتكار أساليب متنوعة لتهريب سمومه من المخدرات بأنواعها وأصنافها، إلى جانب أسلحة متعددة.
ولم تمنع تلك المحاولات المستمرة والبائسة رغم خطورتها، ولو للحظة، منتسبي حرس الحدود من البقاء على أهبة الاستعداد وأيديهم على الزناد للتصدي لها وإحباطها وإفشالها، مُتسحلين بعزيمة لا تلين، وهامات عالية لا تعرف الخوف ولا الملل، رسالتها “نموت ليحيى الوطن”.
وتفرض المتغيرات على الجانب الآخر من الحدود الأردنية، تحديات جسام وكبيرة على بواسل القوات المسلحة، في ظل تغير الأساليب التي يتبعها المهربون بما في ذلك الطائرات المسيرة، واللجوء كذلك إلى استخدام كل ما بحوزتهم من أسلحة خفيفة وثقيلة متنوعة، وسيارات مجهزة بالأسلحة ووسائل الاتصال لاختراق الحدود والوصول إلى مبتغاهم الظلامي.
الحقائق والأرقام، التي أعلنتها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، تظهر بلا أدنى شك، زيادة كبيرة ومضاعفة في محاولات التهريب بأشكال وأساليب متنوعة، منذ العام 2020 وحتى العام الحالي.
ففي الوقت الذي جرى فيه ضبط 9522 كف حشيش عام 2020، زادت الكميات المضبوطة بشكل كبير ومضاعف لتبلغ 17878 كف حشيش خلال العام الماضي، و6643 كفا تم ضبطها منذ بداية العام الحالي.
وتشير أرقام الجيش العربي، إلى أنه جرى خلال العام 2020 ضبط أكثر من مليون و400 ألف من الحبوب المخدرة “كبتاوغون”، تضاعفت كمياتها بشكل لافت خلال العام الماضي لتبلغ 15 مليونا و500 ألف حبة، بينما جرى ضبط نحو 5.5 مليون حبة منذ بداية شهر كانون الثاني الحالي فقط.
عمليات التهريب لم تقتصر على السموم المخدرة، بل شملت أيضاً أسلحة متنوعة، إذ جرى ضبط 24 قطعة سلاح خلال عام 2020، في حين جرى ضبط 143 قطعة خلال العام الماضي، كما ضبط بواسل الجيش العربي نحو 340 نوعاً من الذخائر عام 2020، والتي زادت بشكل ملحوظ لتبلغ 3236 نوعا خلال العام الماضي 2021.
ومع زيادة عمليات التهريب كما ونوعا، وتعدد أشكاله ووسائله، وفي ظل ما تشكله من خطورة على الحدود الأردنية وسيادتها وأمن الأردنيين وسلامتهم، لا سيما في ضوء المستجدات الأخيرة، جاء قرار رئيس هيئة الأركان المشتركة، لتغيير قواعد الاشتباك؛ للاستهداف المباشر لكل حركة مشبوهة بالقرب من الحدود الأردنية وتشكل خطراً على أمن الوطن واستقراره.
وجددت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، تأكديها أنها لن تتردد في استخدام كل ما لديها من إمكانات وقدرات عسكرية وتكنولوجية، لحماية الأردن وسيادة حدوده وأراضيه، مع الحفاظ في ذات الوقت على ثوابتها المستمدة من رسالة الدولة الاردنية في احترام الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
وتسند القوات المسلحة الأردنية في خططها المستجدة للتعامل مع المتغيرات على الحدود الشمالية الشرقية، إلى منظومة أمن حدود متطورة عالية الجاهزية سواء على صعيد القوى البشرية المؤهلة والمُدربة، والتجهيزات اللوجستية العسكرية والتكنولوجية الحديثة، من أجل التصدي لكل محاولات المس بالحدود الأردنية والاقتراب منها، في إطار من التعاون والتنسيق بين جميع الوحدات العسكرية المعنية والأجهزة الأمنية الأخرى.-(بترا)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة