بيت الشعر بالمفرق شعراء يقرؤون من «أوراق الهدى» ويستحضرون القدس

وقرأ قصيدة أخرى يقول فيها: «يـُـخـفي مـِـنَ الحـُـزنِ في عـَـينيـْـهِ ما جـَـرَحـَـا/ هـذا الذي يـَـطـْـحـَـنُ الآهـاتِ طـَـحـْـنَ رحى/ لـِـلـحـُـزنِ في مـَـعبـَـدِ العيـنيـْـنِ هـَـيبـَـتـُـهُ/ كـَـمْ يـَـفقـِـدُ الحـُـزنُ مـِـنْ معنـاهُ إنْ شـُـرِحـَـا/ قـد كـُـنتَ سـَـدّاً مـِـنَ الأحـزانِ يا أبتي/ كـَـسـَـرتَ بالفـَـقدِ ذا القـَـرنينِ فانفـَـتـَـحـا/ كـُـنّـا حواليك، كان المـوتُ مـُبتسـِماً/ إذ جــاءَ يـَـمــلأُ من أعـنـابـِك القـَـدَحـَـا».

إلى ذلك قرأ الشاعر حسام شديفات غير قصيدة تنم عن تجربة شعرية لها حضورها لتمكنه من الإمساك بخيط القصيدة واللغة المتوهجة، شاعر يحاور الأشياء مبرزا جماليات حرفه في الاشتباك الراهن في هذا الوقت. ومما قرأ نختار: «مِن شُرفَة «الليتِ»/ يأسُ الريحِ قد بَدَأَ/ لا شيءَ في جعبةِ الأيامِ غيرُ رُؤَى/ يكفيك تدّخرُ الغربان في نهمٍ/ أما اكتَفيت مِنَ العُبِّ/ الذي امتلأَ؟/ إنْ الحَماقاتِ أشهَى فيكَ لو ظَهَرَت/ أشراطُهنّلكِي لا تُعلِمَ الملأَ/ فنجَانُ قهوتِكَ المقلوبُ مِن أَزَلٍ/ لا تَقرأَ الحظَّ/ ما يَكفِيكَ ما قُرِأَ؟/ اليومَ تُخبِرُكَ المِمحاةُ أن لَها/ فَضلاً عليكَ/ بأنْ حمّلتَها الخطأَ».

فيما قرأ الشاعر جاسر البزور، مجموعة من قصائده المسكونة بالعشق وتراتيل الروح فكان الشاعر الذي يحمل المتلقي على جناحي قصيدته وتشكيلاتها وموضوعاتها المختلفة بلغة موحية لا تحتما التعقيد. من قصيدته «أوراق الهدى» نقتطف منها: «قبض الجمار بقلبه وتجلدَا/ وبنى على متن القصيدة مسجدَا/ وأضاءَ بسم الله في محرابهِ/ فَعَلت به الصلواتُ كي يَتهجَّدَا/ هو شاعرٌ لكنَّ في وجدانه/ نوراً من الحقِّ المبين تَوقَّدَا/ فترى المجازَ يطيرُ مِن مشكاتهِ/ حبرًا ويهبطُ فوقَ أوراقِ الهُدى/ لا تقرأوه كأيِّ درسٍ عابر/ فيضيع أسئلةً عن المعنى سُدى».

واختتم القراءات الشاعر إبراهيم الحسبان حيث ألقى ظلال العشق ولهفة الروح على القدس مدينة الصلاة بلغة استحضرت مكانة القدس وما تتعرض لها من انتهاكات وتهويد.. شاعر يمتلك ناصية القصيدة بفنية ولغة موحية. من قصيدة «عاشقٌ على مداخل القدس» نختار: «تُسَــــابِقُني روحي وَأبْغي اصْطِحَابَهـا / وَســــيَّانَ عِنْدِي أيْنَ شَــدَّتْ رِكابَها/ فَمــــــا خَدَعَتْنــي ذاتَ يَوْمٍ وَلَمْ تَكُـنْ/ تُبَعْثِـرُ في دَرْبِ الأماني سَـــرَابَها/ وَتَعْرُجُ بي حَتَّى أرى الشّــمسَ دونَها/ رمــاداً كــأن الريحَ تَذْرو يَبابَهـــــا/ فَــأُدْرِكُ أنَّ اللهَ ألْقـــــــــــــــى بِنـــورِه/ على القدسِ حتى دقَّت الشّمْسُ بابَهــا/ لِتَقْبـــــِسَ مِنْهــــــــا جُــذْوَةً مَقْـدِسِـــيَّةً/ تُعيـــــدُ إليْهـــا دِفْئَهـــا والْتِهَـابَهـا/ هِيَ الْقُدْسُ يَسْري في الشَّـرايينِ نَبْضُها/ نِـــــداءً لَو اجْتــازَ الفيافي أذابَهـــا/ وَتَمْتَـــزِجُ الأرْواحُ في الأفْقِ مَسْــجِداً/ مَهْــداً يُزيلانِ الأسـى واغْتِرابَهــا».

عمر أبو الهيجاء/ الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة