بيوت تراثية مهجورة ببلدة سوف تتحول لخرابات

باتت البيوت والخرابات القديمة المنتشرة بكثرة في بلدة سوف بمحافظة جرش تشكل مصدر خطر وقلق للسكان، الذين يعتبرون “أن ضعف الرقابة على هذه البيوت أحال معظمها إلى أوكار لأرباب السوابق، ناهيك عن تحولها إلى مكاره صحية”.

ويرى سكان أن انتشار هذه الخرابات وبقاءها على حالها لا يتناسب وقيمة البلدة السياحية، واعتبارها ممرا سياحيا كما أنها تحوي على بيوت تراثية ومواقع أثرية.

وتختلف بلدة سوف التابعة لبلدية جرش الكبرى عن غيرها من التجمعات السكانية كونها تضم معالم سياحية منها قصر الباشا وبيت خيرات سوف وهي مزارات سياحية مشهورة ونشطة على مدار العام، فضلا عن أنها ممر للمسارات السياحية في محافظتي جرش وعجلون وتشهد حركة سياحية نشطة.
يقول المواطن نصر العتوم إن بلدة سوف تشهد تغيرات في نظام الأبنية وطبيعة الاستثمار وقد تم تجديد المباني القديمة وصيانة وترميم بعضها، إلا أن المشكلة تكمن بالخرابات القديمة التي تقع بالقرب من الشارع الرئيس والسوق التجاري، وهي بيوت كانت مسكونة وهجرها أهلها وتحولت إلى مرتع للعابثين وأماكن لتجمع بعض الخارجين على القانون، فيما باحات هذه الخربات أصبحت مرعى للأغنام ومنها ما تحول لمكب للنفايات.
ودعا إلى أهمية إزالتها وتنظيف المنطقة من الخرابات، للحد من آثارها السلبية وخطورتها، خاصة أن أجزاء من هذه البيوت آيلة للانهيار في أي وقت.
ويرى أن إزالتها أفضل خيار كونها غير صالحة للاستخدام وأجزاء منها منهارة ولا يمكن ترميمها أو صيانتها، كما أن أماكنها مبعثرة في أرجاء بلدة سوف وهي تؤثر سلبا على المنظر الجمالي والاستثماري للبلدة، وتؤثر على جمالية المنطقة السياحية، إذ تتميز البلدة عن باقي قرى وبلدات محافظة جرش بأنها محاطة بعدد من الغابات، وفيها موقع أثري وبيوت تراثية واستراحات وعيون وينابيع مياه ومزارع واسعة الامتداد تجعل منها مكانا يرتاده السياح.
ويقول علي أبو الكشك من سكان البلدة إن البيوت والخرابات القديمة في بلدة سوف عمرها مئات السنين، وقد تعرضت للعبث والتخريب بفعل العوامل البشرية والطبيعية، ولا فائدة منها حاليا وقد تحولت إلى مرتع للعابثين ومكب للنفايات يصعب تنظيفها.
وبين أن هذه البيوت أصبحت مكانا لتكاثر الزواحف والأفاعي وتشكل خطرا على المجاورين كونها تقع بين الأحياء السكنية وقريبة من الممرات السياحية.
ودعا إلى ضرورة أن تقوم الجهات المعنية بإزالتها وتنظيف المواقع القريبة منها، لافتا إلى أن عملية إزالتها تحتاج إلى جهد وآليات لا يمتلكها السكان.
وأشار إلى أن استمرار وجود هذه البيوت المهجورة سيفاقم من المشكلة وستتحول مع الزمن إلى أزمة وخطر حقيقي خصوصا للسكان المجاورين.
وحذر من أن يتم استخدام هذه البيوت كأماكن لممارسة أعمال خارجة على القانون من قبل أصحاب سوابق، فضلا عن استخدامها كمكب للنفايات وما يشكله ذلك من تلوث بيئي.
وأضاف أن هذه الأماكن أصبحت مصدر خوف وقلق وتوتر دائم خاصة للنساء والفتيات والأطفال سواء الخوف من تواجد أرباب السوابق فيها أو ممكن أن تكون مأوى للكلاب الضالة، ومعظم هذه البيوت بيوت ريفية قديمة يعيش أصحابها خارج المنطقة وقد تحولت إلى بيوت مهجورة نتيجة تركها بعد انتقال أصحابها للعيش في أماكن أخرى أو السفر خارج البلاد.
من جانبه أكد مصدر في بلدية جرش، أن هذه البيوت والخرابات القديمة منتشرة في قرى وبلدات متعددة، حتى أن بعضها موجود داخل السوق التجاري.
وأوضح أن هذه البيوت تعود ملكيتها لمواطنين وليست ملكية عامة، وكانت بلدية جرش خاطبت أصحابها عدة مرات من أجل التوصل لحلول تنهي مشكلتها، بيد أن غالبيتهم خارج البلاد، ومنهم متوفون.
وبين أن بعض هذه البيوت تعود ملكيتها لعشرات الأشخاص، ولا تستطيع البلدية إزالتها من دون موافقتهم الخطية.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن تحول هذه البيوت إلى خرابات شجع المواطنين على استخدامها كمكبات للنفايات، وتتراكم فيها حاليا أطنان من النفايات، وتقوم البلدية سنويا بتشكيل حملة لتنظيفها وتتجدد فيها النفايات، ويتم مراقبتها بين الحين والآخر وفي حال وردت شكاوى بخصوصها ستقوم البلدية بإغلاق مداخلها ومخارجها للحد من دخول العابثين إليها لحين التوصل إلى اتفاق مشترك بين البلدية وبين أصحابها بعد الرد على مخاطبات البلدية.

 

صابرين الطعيمات/  الغد

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة