تأخر إنشاء محطة تحلية.. يبقي عجلون في دوامة أزمات المياه صيفا

– يهدد تأخر إنشاء محطة التحلية بمنطقة القاعدة في عنجرة، والتي كثر الحديث عنها خلال العامين الماضيين، مناطق واسعة في محافظة عجلون بأزمة مياه قد تصل لحد “الخانقة” صيفا.
وتتزامن التحذيرات من أزمة مياه مع دخول فصل الصيف مع دعوات الاستعداد الجيد عبر كل الطرق المتاحة، في وقت يدرك فيه سكان ومهتمون “أن حل المشكلة يكمن بإنشاء محطة تحلية يتم تزويدها بالمياه من سد كفرنجة”.
وسط هذه الأزمة، تقر مصادر من إدارة مياه عجلون بالمشكلة، وأهمية إنشاء محطة تحلية واستجرار المياه اليها من سد كفرنجة.
ووفق ما صرحت به المصادر  فإن “إنشاء محطة تحلية في منطقة القاعدة، وضخ المياه إليها من سد كفرنجة عبر خط ناقل سيوفر للمحافظة كميات كافية من مياه الشرب، بحيث يمكن لها تزويد عدة مدن كبيرة بحاجتها كاملة من دون الحاجة لتزويدها من المصادر الداخلية التي تتراجع طاقتها الإنتاجية خلال الصيف”، وتابعت، “هذه الخطوة ستنهي مشكلة مياه الشرب في المحافظة”.
وكان مجلس المحافظة السابق قد وقع قبل 3 أعوام اتفاقية تمويل مع USAD بقيمة اقتربت من 10 ملايين دولار، لإنشاء مشروع لاستغلال مياه السد بمعدل 350 مترا بالساعة لغايات استخدامها لأغراض الشرب.
في ذات السياق، يدعو سكان وأعضاء في مجلس محافظة عجلون إلى ضرورة الاستعداد الجيد من قبل الأجهزة المعنية وإدارة المياه لعبور الصيف القادم من دون حدوث أزمات في مياه الشرب والري، مستبعدين أن يتم ذلك من دون مد خط ناقل من سد كفرنجة إلى “المحطة” التي وعد بإنشائها في منطقة مرتفعة ببلدة عنجرة.
وقالوا إن محافظة عجلون ورغم أنها تعد من أكثر المحافظات تساقطاً للأمطار، إلا أن طبيعتها الجغرافية الوعرة والانحدار الشديد يتسبب بهدر كميات كبيرة من المياه وخاصة في الأودية الجانبية، ما يفرض صعوبة الاستفادة من هذه الكميات الكبيرة التي تتساقط سنويا في المحافظة إلا بإنشاء محطة تحلية لمياه السد، وإنشاء المزيد من الآبار والحفائر والسدود في مناطق المحافظة المختلفة.
يقول عضو مجلس المحافظة منذر الزغول إن سد كفرنجة قد يكون من أبرز المشاريع المائية التي تم تنفيذها في المحافظة للاستفادة من مياه الأمطار، حيث ساهم وجوده بحل جزء كبير من مشكلة نقص مياه الشرب التي كانت تعاني منها احياء مدينة كفرنجة والقرى التابعة لها، داعيا إلى أن يتم خلال المستقبل القريب الانتهاء من إنشاء مشاريع أخرى لجر جزء من مياه السد والينابيع الموجودة ما بعد السد إلى منطقة القاعدة في عنجرة والتي وعدت بها سابقا بمنحة من الاتحاد الأوروبي تقدر بحوالي 9 ملايين دولار. وأكد أن المشروع في حال تم سيسهم بحل جزء كبير من مشكلة المياه في المحافظة ككل.
وتعتمد محافظة عجلون في مصادرها المائية على مصادر داخلية ( أبار زقيق 1 و2 و3 و4، ونبع عين القنطرة والتنور، آبار عين جنا، الصفصافة، نبع راسون، إشتفينا ومصادر مائية أخرى) وتشكل مجتمعة ما نسبته (80 %) من التزود المائي.
وبين الزغول أن مخزون مصادر المياه في المحافظة ينخفض إلى النصف خلال الصيف بسبب حرارة الشمس، في حين يشكل المصدر الخارجي من محطة صمد في إربد ما نسبته (20 %) من التزويد المائي، وبالطبع لا تحصل المحافظة على حصتها بسهولة من هذه المحطة بسبب وجود مشاكل مائية أخرى في بعض مناطق محافظة إربد.
وزاد “بدأنا نلمس على أرض الواقع بداية مشكلة حقيقية قد تتطور كثيراً خلال الأشهر القادمة، سيما وأننا نحصل بشق الأنفس على كميات بسيطة من مياه محطة صمد لا تتعدى الـ 150م3 / ساعة، وهي بالطبع كميات لا تكفي على الإطلاق لسد النقص الحاصل لتزود المائي في المحافظة”.
ويؤكد محمد المصطفى أن المحافظة تبقى خلال الصيف بين معاناة الحاجة لمياه الشرب وكذلك مياه الري، مشيرا إلى أن استثمار مياه نبع القنطرة على وادي كفرنجة لأغراض الشرب خلال الصيف، بات يؤثر سلبا على كميات المياه المخصصة للري، وقلت حصص المزارعين، ما دفع بعضهم لرفع دعاوى على شركة المياه جراء تراجع حصصهم المخصصة لري أشجارهم ومزروعاتهم.
ويقول أحمد العيد إنه ورغم تجميع سد كفرنجة لمياه الامطار للعام السادس على التوالي، إلا أن مياهه ما تزال حتى اللحظة غير مستغلة لأغراض الري بشكل ملموس، أو لأغراض الشرب في محافظة تعاني مناطقها شحا بالمياه، ولا حتى لاستثمارها سياحيا بتشجيع ودعم مشاريع سياحية.
وزاد أنهم في منطقة عين البستان يعانون نقصا في مياه الشرب تبدأ من مطلع حزيران، وما زالوا ينتظرون تنفيذ دراسات سابقة بضخ كميات من مياه سد كفرنجة إلى محطة تحلية وعدت المحافظة بأن يتم إنشاؤها في منطقة القاعدة بعنجرة ذات الارتفاع، بحيث يمكن توفير مياه الشرب لمناطق واسعة في المحافظة بشكل انسيابي.
ولفت محمد الصمادي، إلى أهمية استغلال كميات من مياه السد لأغراض الشرب، لافتا إلى أن مجلس المحافظة السابق كان عرض في وقت سابق دراسة على الجهات المعنية تتضمن ضخ كميات من مياه السد إلى محطة تحلية، بحيث يتم إنشاؤها بمنطقة مثلث القاعدة ذات الارتفاع، ما سيوفر كميات من المياه المخصصة لأغراض الشرب، والتي بمقدورها تجاوز أزمات مياه الشرب خلال الصيف بمناطق كبرى من المحافظة كمناطق عجلون وعنجرة وعين جنا وعين البستان.
وقال محمد عنانبة إن سد كفرنجة ما يزال حتى اللحظة غير مستغل لأغراض الري بشكل مؤثر، أو لأغراض الشرب في محافظة تعاني مناطقها شحا بالمياه، مؤكدا أنه لا يمكن الاستفادة من مياه السد خلال الصيف في ري المزروعات في الأراضي المجاورة للسد، ما يستدعي استغلاله لري آلاف الدونمات من الأراضي في لواء كفرنجة، وذلك بتزويده بمضخات لإعادة إسالة مياهه في وادي كفرنجة، خصوصا وأن المزارعين يعانون خلال الصيف من شح مياه الري بسبب تراجع منسوب وادي كفرنجة وعدم قدرته على تزويد عشرات الأقنية والمزارع المنتشرة عليها.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة