تحويل المنازل لمقاه ريفية بعجلون.. إبداع يتحدى البطالة

تحويل المنازل إلى مطاعم أو مقاه ريفية تقدم أكلات شعبية، مشاريع بأفكار ريادية، باتت تستهوي البعض من أبناء محافظ عجلون من المتعطلين عن العمل، فيما يلقى المتواجد منها رواجا وإقبالا من قبل الزبائن وأصبحت تدر دخلا لأصحابها.
وتتميز هذه المشاريع رغم تواضع انتشارها، بتخصيص جلسات ريفية في منازلهم وحدائقهم، بحيث تقدم فيها وجبات غذائية من المنتجات المحلية “البلدية”، وأصبحت تلقى رواجا بين مختلف فئات المجتمع.
تقول السيدة أم أحمد إنها باتت تحقق نجاحا لافتا في مشروعها الذي أنشاته بمنزلها في كفرنجة، ويشتمل على تقديم وجبات الإفطار المحلية مع خبز” الطابون” البلدي، مؤكدة أن كثيرا من الزبائن باتوا يأتون من مختلف محافظات المملكة لتناول الوجبات مع أسرهم.
وزادت أن المشروع بات يوفر دخلا جيدا للأسرة، كما أنها توظف معها عددا من الفتيات لمساعدتها.
السيدة ابتسام بني سعيد أم لؤي، تقول إنها خصصت غرفة في منزلها ببلدة عرجان وأنشأت بها “فرن طابون” المعد لعمل أنواع مفضلة من الخبز البلدي، مؤكدة أن كثيرا من الزبائن يأتونها من داخل وخارج المحافظة لشرائه، ما شكل دخلا لا بأس به للإنفاق على أبنائها.
وتؤكد أم لؤي أنها تطمح إلى توسعة مشروعها ليصبح مشروعا متكاملا يقدم خدمة الطعام والشراب بمختلف أصنافه، إلا أن ظروفها المادية، وتزايد حاجات أسرتها في ظل غياب زوجها المتوفى تمنعها من ذلك، معربة عن أملها بأن تتبنى جهة مانحة دعم مشروعها لاستكماله.
على نحو متصل، تجد آخرين يبحثون عن نباتات وأشجار برية، كالخروب والسماق لجني ثمارها وبيعها لأصحاب مشاريع المطاعم والمقاهي الريفية، فيما يلجأ كثيرون إلى وسائل التواصل لعرض منتجاتهم الريفية المحلية كالألبان والأجبان والعسل والزعتر والمخللات وأنواع الفطائر المختلفة.
ويعمل أبو أمجد على جمع ثمار بعض الأشجار البرية كمصدر رزق جيد، بعد أن يتم تسويقه لأصحاب المشاريع المنزلية ومنها ثمار الخروب والسماق والتي تدخل في إعداد العديد من الأكلات الشعبية.
على نحو مشابه، كانت مجموعة من الفتيات في المحافظة العام الماضي، اندفعن نحو تحسين أوضاعهن، عن طريق الحصول على التدريب في التصنيع الغذائي، مستفيدات من البيئة العجلونية الزراعية المنتجة لمحاصيل زراعية، يمكن ان تستغل في التصنيع الغذائي على نحو جيد.
واعتبرت هؤلاء الفتيات، أن مثل هذه المهمة، فرصة تحقق لهن فرص عمل كريمة في منازلهن، وتقيهن الجلوس بلا عمل، ويساعدن اسرهن على تأمين لقمة العيش.
وأكدن أن الظروف الاقتصادية، دفعت بهن إلى التوجه للتدرب على مهنة مجدية في ظل ندرة فرص العمل في القطاعين الحكومي والخاص، آملات بألا تذهب جهودهن سدى، ونيل الدعم المجتمعي لمشاريعهن الخاصة بعد انتهاء تدريبهن.
وأكدن أن استحداث برنامج التصنيع الغذائي لتدريب أفراد من المجتمع المحلي، سيحد من البطالة، سيما وأن نسبة البطالة بين الخريجات من الشابات في المحافظة، باتت تتجاوز الـ40 %، وفق ارقام رسمية، ما يتطلب وجود مثل هذه البرامج التدريبية.
يذكر أن وزارة الزراعة استحدثت برامج للتدريب على التصنيع الغذائي للشابات والشباب في المحافظة، في مسعى منها للحد من تفاقم البطالة بين صفوفهم، بحيث تمكنت من تدريب 200 منهم في المحافظة على مدار شهرين.
ودعت الوزارة المتدربين والمتدربات لاستثمار فرص وبرامج التدريب، والانخراط فيها، لانها تمكن المتدربين من التأهيل لدخول سوق العمل بمشاريعهم الخاصة والإنتاج، ما ينعكس عليهم إيجابيا.
وأكدت أهمية متابعة المستفيدين من البرامج التدريبية للوقوف على ما يعينهم لتنفيذ مشاريعهم الفردية أو الجماعية.
مستفيدتان من التدريب، وعد الزغول وعبير شويات، أكدتا أن هذه البرامج، تسهم بفتح آفاق لهن، للحصول على عمل مجد، يمكنهن من إقامة مشاريع خاصة بهن، بعد الانتهاء من التدريب، عن طريق الدعم بالمنح والقروض.
وبينتا أن استحداث برنامج التصنيع الغذائي لتدريب أفراد من المجتمع المحلي، يحد من البطالة بينهم.
وقالتا إن توجه الوزارة نحو التشغيل وتوفير عمل للشابات في مجال التصنيع الغذائي، يشكل فرصة لهن، ويمنحهن فرصا استثنائية بانشاء مشاريعهن الخاصة، إذا عزمن على مواصلة العمل، والاستمرار بتنفيذ مشاريعهن سواء المنزلية أو في اطار إنشاء معامل لتصنيع الأغذية.
يذكر أن معهد التدريب والشركة الوطنية استقبلا العام الماضي زهاء 100 متدرب التحقوا في مشروع “التشغيل الذاتي”.
كما نظم مشروع لجان الدعم المجتمعي الذي ينفذه الصندوق الأردني الهاشمي “جهد”، دورة تدريبية في التصنيع الغذائي لـ20 مستفيدة، وذلك ضمن فعاليات لجنة عجلون المجتمعية، لتمكين وتدريب سيدات المجتمع المحلي وإكسابهن مهارات في تصنيع المخللات وانشاء مشاريعهن الخاصة، بما يعود عليهن بالنفع والفائدة الاقتصادية، ونشر الوعي الغذائي السليم للمواد الغذائية.
ويقول مدير سياحة المحافظة محمد الديك إن هناك العديد من مشاريع “النزل” التي تقدم وجبات الطعام والتي تم دعمها من قبل الوزارة في سنوات سابقة.
وبين أن ما أسهم في رواج ونجاح هذه المشاريع هو استحداث 6 مسارات سياحية، وتتفرع منها 7 أخرى، تلائم تنوع المناطق السياحية، لإطالة مدة إقامة الزائر والتمتع بجمال الطبيعة والبيئة، ومشاهدة المواقع الأثرية وشلالات المياه والطواحين والمقامات والأماكن الدينية والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية، وطبيعة الحياة في الأرياف التي تتواجد أو تمر بها هذه المسارات.
وأكد أن المسارات السياحية تعد قيمة مضافة ونقلة نوعية للمنتج السياحي الأردني، مبينا أن وزارة السياحة نفذت، ضمن مشروع تطوير السياحة الممول من الوكالة الأميركية للإنماء الدولي، 20 مشروعا سياحيا في منطقة مسار راسون السياحي، بهدف تعزيز التجارب والخدمات السياحية وتحقيق فائدة مباشرة للمجتمعات المحلية.

عامر خطاطبة/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة