تراجع الأمطار والفاقد المائي.. يخفضان مخزون سد كفرنجة

يشهد سد كفرنجة في محافظة عجلون، تراجعا ملحوظا في مخزونه المائي، الذي يقدر حاليا، وفق مراقبين، بمليون م3، من أصل 5 ملايين م3، جمعت فيه خلال الاعوام الثلاثة الماضية.
ويؤكد عاملون في منطقة السد، أن معالم كثيرة منه، كانت غمرت بالمياه، كالطرق الترابية والأدراج التي أنشئت في بدايات المشروع، بدأت تظهر مجددا للعيان، مع تراجع كميات المياه فيه، التي كانت وصلت قبل موسمين إلى حدود غير مسبوقة، بلغت حينها “مهارب المياه” في أعلى الحاجز الإسمنتي.
يشار إلى أن السد، يعتمد في مخزونه التجميعي على المياه المتدفقة من وادي كفرنجة والينابيع السطحية المنتشرة هناك، والتي تتراجع صيفا، والسيول المتدفقة من الجبال المحيطة به عبر الأودية الطبيعية، وترتبط جميعها بجودة الموسم المطري والمعدلات التراكمية السنوية للامطار في المحافظة، وفق وزارة المياه والري.
وذكرت الوزارة، أن إنشاءه يهدف إلى تعزيز المصادر المائية المتوافرة في وادي كفرنجة، لغايات الري والشرب وتنمية البيئة المحيطة، والمساهمة بدرء خطر الفيضانات، وافادة منطقة كفرنجة من السد للشرب، والمزارع المحيطة للري.
وكانت مصادر في إدارة السد، كشفت أن كميات المياه المخزنة في الموسم الماضي تقدر بمليون م3، لتتجاوز الكميات المتجمعة فيه 4 ملايين م3، وبنسبة 55 % من طاقته البالغة 7.8 مليون م3.
وأكدت المصادر أن الموسم المطري حينها، ساهم بتحسين الواقع المائي والزراعي، ونوعية المياه المخزنة في السد وتغذية المياه الجوفية.
مدير زراعة عجلون المهندس حسين الخالدي، أكد أن السد يستغل بري المزروعات والشحن الجوفي والشرب، كما أنه يغطي العجز المائي الذي يعاني منه المواطنون صيفاً، مشيرا إلى جر المياه من المحطة التحويلية لمنع تلوث مياهه، والاستفادة منه في ري المزروعات.
إلى ذلك، يتخوف عجلونيون من حدوث أزمة مياه خانقة في صيف العام المقبل، لاسيما وأن مخزون السد والينابيع في محيطه، كان لها دور كبير في التخفيف منها، داعين وزارة المياه للاستعداد الجيد في حال كانت المعدلات المطرية متدنية في موسم الشتاء الحالي، للحفاظ على مخزون السد لأغراض الشرب، والإسراع بتوفير خط ناقل ومحطة تحلية في منطقة القاعدة في عنجرة، وتقليل نسبة فاقد الشبكات.
ولفت محمد فريحات، الى أن اعتماد كفرنجة على مياه الشرب التي تضخها الينابيع قرب السد، كان لها دور كبير بانهاء مشكلة مياه الشرب فيها، اذ يتجاوز عدد سكانها 40 ألفا، ما يستدعي الحفاظ على مخزون السد الذي يسهم بزيادة الطاقة الانتاجية للينابيع.
ويؤكد محمد نور الصمادي، أن توفير محطة تحلية في منطقة القاعدة بعنجرة، ونقل المياه إليها عبر خط ناقل من السد، سيوفر كميات مياه شرب تكفي سكان عنجرة وعجلون وعين جنا وكفرنجة.
ويقول منذر الزغول، إن عنجرة كانت تشهد في المواسم المطرية الجيدة، أزمة مياه خانقة صيفا، اذ تتجاوز فترة الدور 3 أسابيع، متسائلا كيف سيكون الحال صيف العام المقبل، مع تأخر الهطل المطري الذي سيؤدي إلى الحد من الطاقة الإنتاجية لعيون وينابيع المياه، مطالبا “المياه” بالتحوط من الآن لمواجهة الأزمة المتوقعة.
يشار إلى ان معدلات الأمطار السنوية في مناطق المملكة تتراوح بين 50 ملم إلى 500 ملم، وترتفع في المحافظة إلى 600 ملم سنويا، بل وتتجاوزه غالبا لتصل لأكثر من 800 ملم سنويا.
وبرغم هذه المعدلات، لكن أغلب مناطق المحافظة تعاني شحا في مياه الشرب صيفا، ما يضطر مديرية مياه عجلون للتزود بكميات إضافية من المحافظات المجاورة.
وكانت دراسة أعدتها جمعية دارة عجلون للتراث والثقافة وجهات متعاونة العام الماضي، وبالاستناد لأرقام وحدة التنمية في المحافظة، أكدت أنها تعاني شحا في مياه الشرب صيفا، جراء طبيعتها الجغرافية الوعرة وانحدارها الشديد، ما يتسبب بهدر كميات كبيرة من مياه الأمطار في الأودية الجانبية.
كما عزت ذلك إلى تلوث بعض ينابيعها لعدم شمول مناطق فيها بشبكة صرف صحي، ومعاصر لا تتبع شروط السلامة العامة لها دور في ذلك، واهتراء شبكات المياه، وبالتالي ارتفاع نسبة الفاقد في الشبكات لتصل الى 40 %.
ووفق موقع وزارة المياه، فإن سد كفرنجة الذي بدأ تشغيلة في العام 2017 يقع على وادي كفرنجة ويبعد حوالي 80 كم شمال غرب العاصمة، وهو ركامي غير متجانس بوجه خرساني بارتفاع 80.5 م، بحيث تبلغ سعة القصوى 7.8 مليون م3.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة