تزايد المخاوف من متحورات “كورونا” الجديدة.. و”الوطني للأوبئة” يتابع

عمان- في الوقت الذي حذرت فيه منظمة الصحة العالمية ومركز الأمراض الأميركي من ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا ووضعها قيد المراقبة، أكد المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية أنه يتابع عن كثب تطورات الموقف بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة على المستوى الوطني.

وأشار المركز في تصريحات خاصة لـ “الغد” انه مع نهاية الموجة الثالثة لكورونا في المملكة في الأسبوع رقم 48 من العام 2021، ظهرت سلالة جديدة من فيروس كورونا تدعى “اوميكرون”، والذي أصبح النمط السائد مكان السلالة “دلتا”.

وأضاف المركز: “بدأت الموجة الرابعة بعد فترة هدوء قصيرة نسبيا مدتها أسبوعان، وكانت المتحورات السائدة حينها اوميكرون B.A.1 و B.A.2 وتميزت تلك المتحورات بسرعة الانتشار، الا انها كانت اقل شدة من حيث دخول المرضى للعناية الحثيثة او في عدد الوفيات التي لم تتجاوز 30 % والناتجة عن سلالة دلتا.
وتابع: “بعد ذلك تبين وجود عدة ارتفاعات في أعداد الحالات التي لم ترتق الى مستوى موجة، الأولى ساد فيها متحور جديد (B.A.5) في ذلك الوقت، وفي الزيادة الثانية ساد المتحور BQ, XBB، ومن ثم BB.1.16 الذي عرف باسم نجم السماك Arcturus وبدأ في الظهور مطلع 2023 في الهند، وما لبث ان انتشر بسرعة في الولايات المتحدة والعالم، فيما بقي المتحور BB.1.16 أقل شدة في المراضة والدخول الى العناية الحثيثة وفي الوفيات”.
واوضح المركز انه في حزيران (يونيو) 2023 تم التعرف على متحور جديد من سلالة اوميكرون في آسيا، وانتشر بعدها في انحاء العالم باسم “Eri E.G.5.1” منتشرا جنبا الى جنب مع Arcturus، حيث بينت دراسة بريطانية أن ما يزيد على 12 % من إصابات كوفيد- 19 تعود للمتحور “Eris “E.G.5.1 (إيرس) والذي تم تصنيفه أيضا من سلالة أوميكرون في تموز (يوليو) الماضي.
ووفقا لمركز الأوبئة يعتبر (إيريس) ثاني أكثر المتحورات انتشارا في المملكة المتحدة، بعد Arcturus، وانتشر في أكثر من 65 دولة حتى الآن.
ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت ان هذا المتحور وضع على قوائم المراقبة والرصد منذ نحو أربعة أسابيع، وهو فيروس “لا يثير القلق الدولي”، كما أن هذا المتحور يحمل ميزات وراثية من المتحورات التي سبقته.
واعتبر المركز أن من الطبيعي ان تحدث ارتفاعات بالإصابات نتيجة الاختلاط والانفتاح والتجمعات، خصوصا انه لا توجد مناعة مجتمعية كافية لفيروس كورونا، فهو من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي بالعدوى بها كالإنفلونزا والرشح، ناهيك عن ان المناعة ضده تنخفض بعد 6-12 شهرا، سواء للذين تلقوا اللقاح أو لم يتلقوه، لكن الإصابة عند الملقحين تكون أقل من غيرهم.
وقال المركز: “في الأسبوع الماضي أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنها وبالتعاون مع السلطات الصحية الأميركية، تراقبان عن كثب متحورة جديدة أخرى من كوفيد- 19 ما يزال التأثير المحتمل لطفراتها المتعددة غير معروف بعد، وهي BA.2.86، وظهرت حتى الآن في فلسطين والدنمارك والولايات المتحدة”.
وتابع: “قررت منظمة الصحة العالمية تصنيف هذه المتحورة الجديدة ضمن فئة المتحورات قيد المراقبة أيضا بسبب العدد الكبير (أكثر من 30) من البروتين الشوكي (سبايك) الموجود على سطحها، والذي يؤدي دورا أساسيا في دخول الفيروس خلايا الإنسان، وفق ما كتبت المنظمة في نشرتها الوبائية المتخصصة لجائحة كوفيد- 19، والتي أضافت بأن التأثير المحتمل لطفرات المتحورة الجديدة ما زال غير معروف ويتم تقييمه بدقة”.
وفيما يتعلق بأعراض هذين المتحورين الجديدين، قال المركز إنها “لا تختلف عن أوميكرون، فهي تتسم بألم الحلق وسيلان الأنف، والصداع والتعب والإنهاك، أي الأعراض الزكامية، ومن الممكن لكن بدرجة أقل ان يحدث ارتفاع بدرجات الحرارة، أو فقدان لحاستي الشم والتذوق، وفي أحيان معينة يكون هناك إسهال”.
واعتبر ان هذه الأعراض تؤكد ان المتحور الجديد ليس أكثر شراسة من غيره من متحورات أوميكرون، لافتا الى ان البيانات التي تجريها الدول التي أعلنت عن وجود حالات فيها، تظهر زيادة مطردة في إدخالات المستشفيات وزيارات غرف الطوارئ، لكن في الوقت ذاته لا توجد زيادة في إدخالات غرف العناية الحثيثة او الوفيات”.
وقال إن عدد الإصابات المؤكدة بكوفيد- 19 حتى تاريخه، وصل إلى أكثر من 769 مليونا، فيما بلغ عدد الوفيات بالفيروس أكثر من 6.9 مليون في كل أنحاء العالم.
من جهته، علق خبير الأوبئة الدكتور عبدالرحمن المعاني على ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا المستجد قائلا إن طبيعة الفيروس هي التغير أو التحور من شكل إلى آخر، بسبب الطفرات التي تحدث له، فيما تعتمد قوة المتحور على التأثير المحتمل لطفراتها المتعددة، وعددها إن كان كبيرا أو قليلا، ونقصد بذلك البروتين الشوكي –  سبايك – الموجود على سطح الفيروس، والذي يؤدي دورا أساسيا في دخول الفيروس خلايا الإنسان.
واشار إلى أن المتحورات اكتسبت طفراتها خلال عدوى طويلة الأمد في شخص يعاني من نقص المناعة منذ أكثر من عام، ثم انتشرت مرة أخرى في المجتمع.
وأضاف انه وخلال الأسابيع المقبلة سنرى مدى تأثير المتحور BA.2.86 مقارنة بطفرات أوميكرون الأخرى، ومن المتوقع أن نشهد ارتفاعا كبيرا بعدد الإصابات، لكن لا يتوقع أن نشهد مستويات من المرض الشديد والوفاة مماثلة لما شهدناه سابقا خلال فترة الوباء عندما انتشرت متحورات ألفا، ودلتا، وأوميكرون، وبالتالي يجب مراقبة المتحور الجديد عن كثب، كون تأثير المتحور الجديد أو الطفرات الجديدة ما زال غير معروف، ويجب أن يتم تقييمه بدقة.
وفيما يتعلق بواقع الاردن الوبائي، قال المعاني: “لا يوجد تأكيدات بأن هذه المتحورات ظهرت في المملكة، ومسألة ظهورها ليست مستبعدة في المستقبل، وفي حال ارتفاع الإصابات ذات الصفة الشديدة وثبوت أن هذا النوع من المتحور الجديد هو المسؤول عن تلك الزيادة، فيجب على الجهات الرسمية والتنفيذية في المملكة تحذير الفئات الأكثر اختطارا من التجمعات، والتوجه إلى المراكز الصحية في حاله ظهور أعراض محددة، والالتزام بوسائل الوقاية الشخصية.
وأضاف: “كما يجب الانتباه إلى المدارس، وزيادة الاهتمام بالنظافة العامة داخلها وتهويه الغرف المغلقة، لكن لا مبرر للقلق ولا ضرورة حتى اللحظة لمنع التنقل، لأن المتحور الجديد لم يصبح وباء بعد، علما أنه لا توجد فحوصات طبية فعالة في المطارات ترصد المتحور الجديد ايريس أو AB.2.86”.
واستبعد المعاني أن يتحول المتحور الجديد إلى وباء، نظرا لأن الوضع الحالي ليس كما كان قبل جائحة فيروس كورونا المستجد، نظرا لحدوث تغيرات عديدة في المنظومة الصحية الأولية والشاملة، والتي تطورت عن السابق، وللمناعة المجتمعية وثقافة الناس الصحية والمجتمعية، وتراكم الخبرات.

 

حنان بشارات/ الغد

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة