تزايد عدد زوار وادي كفرنجة بعجلون.. هل يصبح وجهة للاستثمار السياحي؟

يتساءل مواطنون في محافظة عجلون عن سبب غياب الاستثمار السياحي الحقيقي في وادي كفرنجة، الذي يعد أحد أجمل المواقع في المحافظة، في حين تتزايد أعداد زواره، لافتين في الوقت ذاته، إلى ضرورة بذل جهود رسمية لتوجيه الاهتمام والدعم لمناطق الوادي، وإبرازها بالشكل الأمثل أمام الاستثمار المحلي والأجنبي.

وأكدوا أن الوادي المار بمناطق كفرنجة بطول 5 كم وصولا إلى سد كفرنجة، ما يزال يخلو من استثمارات سياحية كبرى، باستثناء وجود بعض الشاليهات الصغيرة، في ظل غياب المطاعم والفنادق والمنتجعات السياحية الكبرى.

ويقول حابس عنانبة “إن وادي كفرنجة يمر بمساحات كبيرة من أراضي كفرنجة حتى مصبه في سد كفرنجة، وتقدر بطول يزيد على 5 كم، مؤكدا أن وادي كفرنجة يعد أحد أكبر أودية محافظة عجلون دائمة الجريان، ومقصدا للمتنزهين لسحر طبيعة المناطق التي يعبرها، إلا أن الاستثمارات التي تناسب طبيعته ما تزال غائبة عنه، رغم وجود عشرات المواقع الصالحة لإقامة المشاريع السياحية المجدية على جانبيه.
ودعا المهندس فراس الخطاطبة إلى ضرورة أن تتبنى الجهات المعنية، كالمناطق التنموية والسياحة والبلديات وهيئات معنية بالسياحة والاستثمار وجهات مانحة وداعمة، خططا وبرامج من شأنها أن تبرز هذا الموقع ليكون مرشحا لجذب المستثمرين وإنشاء مشاريع سياحية كبرى، كالفنادق والمنتجعات والشاليهات والمطاعم السياحية، حيث تساهم في تنمية المنطقة، وتوفر فرص عمل لأبنائها.
وأضاف الخطاطبة أن هناك أراض وبمساحات كبيرة وبمواقع متميزة تمتد على ضفاف وادي كفرنجة، إلا أنها ما تزال غير مستغلة بأي مشروع، لعدم قدرة أصحابها وضعف إمكاناتهم المادية، رغم أنها تصلح لأن يقام عليها العديد من المشاريع في حال توفر التمويل لأصحابها، أو عرضت على المستثمرين، ما يستدعي أن تنظر الجهات المعنية إلى هذه المنطقة بعين الاستثمار، وأن يتم تبادل المنفعة، وهو الأمر الذي يستوجب ترويجها أو استقطاب جهات استثمارية تستغل مقوماتها المهملة.
دعم أبناء المجتمع المحلي
أما المواطن أبو ضرغام فريحات، فيقول إن آلاف الزوار والسياح يجدون مئات المواقع الجميلة للجلوس فيها وقضاء يومهم على ضفاف وادي كفرنجة، لكن من دون أي فائدة لأبناء المجتمع المحلي لغياب المشاريع السياحية المختلفة، مؤكدا أن المنطقة بحاجة إلى دعم ورعاية مختلف الجهات المعنية لتنميتها سياحيا عبر جذب الاستثمارات وتنفيذ المشاريع السياحية، ودعم أبناء المجتمع المحلي بالمنح والقروض الميسرة لتنفيذ مشاريعهم الخاصة، ولا سيما، أن هناك الكثير من المواقع الفريدة التي لا يمكن أن تجدها في أماكن أخرى، حيث الخضرة والغابات والمياه دائمة الجريان طيلة العام.
ويستهجن أحد الزوار وسام أبو العبد، غياب الاستثمار الأمثل لوادي كفرنجة ذي الجمال الطبيعي الساحر على امتداد الوادي، الذي يوازي أجمل المناطق في العالم، مؤكدا أن عجلون بغاباتها وأوديتها وينابيعها وجبالها وتلالها وسهولها وآثارها وجوها المعتدل، كنز باستطاعته في حال استثمر على نحو جيد أن يرفد الاقتصاد الوطني واقتصاد المحافظة، ويمنح العاطلين عن العمل من قاطنيها فرصا للتخلص من الفقر والبطالة.
وتساءل “كيف لمثل هذه الموارد الأساسية في صناعة السياحة، من غابات وأودية وينابيع دائمة الجريان وسدود وآثار، تنتشر في كل مكان، ألا تستثمر سياحيا بحدودها القصوى؟”، مشيرا إلى أهمية إنشاء الفنادق والمطاعم الكبرى والشاليهات، إضافة إلى تجويد الطرق والبنى التحتية.
يشار إلى أن مساحة المحافظة تبلغ 419 كيلو مترا مربعا، وتشكل نسبة الغابات زهاء الثلث، كما تزيد المواقع الأثرية على 300 موقع، وتنتشر فيها عشرات العيون وأودية رئيسية دائمة الجريان كوديان كفرنجة وراجب وحلاوة وعرجان.
ويرى الناشط وعضو مجلس المحافظة السابق منذر الزغول، أنه لا بد من دخول مؤسسات أهلية كالبلديات على خط الاستثمار، بهدف دعم وتحريك عجلة التنمية، وبالتالي توفير فرص العمل، كما أن ذلك يساعدها في تحسين مداخيلها وخدماتها، خصوصا في حال التوجه للاستثمار في قطاعات تتناسب وخصوصية المحافظة، ولا سيما السياحية والزراعية، وذلك بإقامة فنادق ومخيمات سياحية، ومصانع غذائية تساهم في حل مشاكل التسويق الزراعي.
شراكة حقيقية مع القطاع الخاص
وأكد الزغول أن المشاريع التنموية الصغيرة، التي تنفذ بإمكانيات متواضعة، ورأسمال محدود، ومجهودات فردية، لا يمكن أن تحدث تنمية كبرى، حيث تعود على المجتمع المحلي بالفائدة من توفير فرص العمل وإحداث قيمة مضافة، لافتا إلى توجهات سابقة كانت أعلنت عنها وزارة الإدارة المحلية بأنها ستسعى إلى توجيه أنظار مجالس البلديات إلى أهمية بناء شراكة حقيقية مع القطاع الخاص لإقامة مشروعات تنموية محلية، تتم إدارتها من قبل القطاع الخاص، حيث تساهم هذه الشراكة في توفير بيئة عمل محلية مريحة وآمنة في مختلف مناطق البلديات، وتعمل على فتح فرص عمل للمواطنين، خاصة قطاعي الشباب والمرأة، إلى جانب توفير دخل مستدام ومستمر للبلديات.
من جهته، يقول رئيس مجلس المحافظة المهندس معاوية عنانبة إن مشروع التلفريك أحدث نهضة تنموية وسياحية في المحافظة، وبات يشجع على استحداث المزيد من الاستثمارات، مؤكدا أن المجلس وبعد إعادة تشكيله مؤخرا، سيكون حريصا على دعم كل ما من شأنه المساهمة في تطوير التنمية السياحية في جميع أرجاء المحافظة.
وأقر عنانبة، أن وادي كفرنجة يحتاج إلى توجيه استثمارات سياحية كبرى، واستثمار مناطقه الجميلة ومنطقة السد للأغراض السياحية، مؤكدا أن المجلس سيواصل تجويد البنى وتحسين واقع الطرق في المحافظة.
بدوره، أكد مدير سياحة المحافظة فراس الخطاطبة، أن المناطق الأثرية والسياحية والشلالات والينابيع تشهد طيلة الصيف حركة تنزه نشطة، نتيجة للأجواء اللطيفة في المحافظة، مبينا أن مناطق وادي كفرنجة وسد وادي كفرنجة، تشهد ارتفاعا ملحوظا في حركة التنزه، وكذلك هو الحال في أودية راجب وحلاوة وعرجان.
وبين أن المحافظة تعتبر من أهم نقاط الجذب السياحي على مستوى المملكة، نظرا للميزات النسبية التي تتمتع بها، حيث أصبحت قبلة للسياحة الداخلية والخارجية، وتستقبل كل عام زهاء مليوني زائر من مختلف الجنسيات، لافتا إلى أن نظرة المجتمع الأردني تغيرت للسياحة، فقد تعددت بيوت الضيافة في المحافظة، وأصبحت هناك نقلة نوعية في هذا القطاع، من وجود المطاعم المصنفة والاستراحات والمنتجعات، حيث أصبحت مدخلا رئيسا للعائلات، ما يستدعي تنفيذ العديد من المشاريع السياحية الكبرى، سواء من مؤسسات أهلية أو كبار المستثمرين.

عامر خطاطبة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة