تصحيح بعض المفاهيم عن الحج بعنوان ” الحج والاستطاعة “

=

بقلم / د . رياض خليف الشديفات

سنويا عندما تعلن وزارة الأوقاف الأردنية عن بدء التسجيل لموسم الحج تكثر الأسئلة حول شروط الحج وكيفية التمكن من إداء هذه الفريضة في ظل الإجراءات المعلن عنها، ولست بصدد الحديث عن فضيلة الحج باعتباره الركن الخامس من أركان الإسلام، ولا عن أهميته بالنسبة للمسلم المشتاق لروحانية الحج ونسائمه العبقة، ولا عن شروطه الأساسية الإسلام والعقل والبلوغ والحرية والاستطاعة.
وسوف اتناول موضوع الاستطاعة لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة السائدة لدى كثير من الناس عن الاستطاعة التي اشترطها الإسلام لإداء ركن الحج، فالاستطاعة تعني القدرة المالية والبدنية، فمن لا يملك الاستطاعة المالية والبدنية فلا يطلب منه الحج ، ومن يملك الاستطاعة المالية ، ولا يملك الاستطاعة البدنية لمرض لا يمكن الشفاء يمكن إنابة غيره ، ومن يملك الاستطاعة المالية ولم يتمكن بسبب اشتراطات وزارة الأوقاف كعامل السن أو العدد المسموح به أو الإجراءات النافذة ، فمن حال بينه وبين الحج أي مانع إداري ونحو فهو غير مطالب بتجاوز الإجراءات بالطرق التي يلجأ إليها بعض الناس للحصول على فرصة الحج .
وهناك فرق بين الرغبة بالحج وعدم التمكن منه لأي سبب من الأسباب الحائلة دون ذلك، فالرغبة من حق كل مسلم، والرغبة وحدها دون الاستطاعة المالية لا تعطي المسلم حق اللجوء إلى القرض كما يفعل بعض الناس، فهو لم يكلف بذلك شرعا، أو اللجوء إلى الجمعيات والمنظمات طلبا للمساعدة، فهذا السلوك لا مبرر له.
وبعض الناس يقف لأيام أو ساعات طويلة على باب السفارة السعودية على أمل الحصول على تأشيرة حج فهو غير مطالب شرعاً بمثل هذا التصرف ، وبعضهم يقوم بإحضار تقارير طبيبة لوزارة الأوقاف على أمل الحصول على استثناء من الشروط العامة للحج ، وبعضهم يلجأ للتحايل بطرق مختلفة مع شركات الحج للدخول إلى أماكن أداء المشاعر ، وهذه الطرق يعرفها الناس تحت مسميات غير حقيقية مقابل مبالغ تدفع لشركات الحج من لمسميات غير المنصوص عليها في عقود شركات الحج ،وقد يريق بعضهم ماء وجهه لدى النواب والجهات وبعض الأفراد للحصول على تأشيرة حج .
وخلاصة الأمر تتعلق بأن باب الاستطاعة واسع، فمن حال بينه وبين الحج حائل من الاستطاعة المالية أو البدنية أو الإجراءات من السن والعدد وغيره، فهو في حكم غير المستطيع، وهو غير مطالب باللجوء إلى أية أساليب وطرق وأخرى للوصول إلى حقه، وبعض الناس يكلف نفسه بما لم يكلفه به الشرع، هدى الناس للخير ولمعرفة الشرع ، والله المستعان .
د . رياض الشديفات / 2/2/2023م

شكرا لكم.