تعافي القطاع الزراعي يدير عجلة الاقتصاد بوادي الأردن

يعكس الانتعاش الذي شهده القطاع الزراعي في وادي الأردن منذ بداية الموسم نشاطا اقتصاديا طال معظم القطاعات كالعمالة والنقل وتجارة المواد الزراعية والمشاتل والمشاغل وانتاج العبوات وغيرها من القطاعات التي تعتمد الانتاج الزراعي.

تحقيق هامش ربحي أو على أقل تقدير عدم التعرض لخسارة، شجع العديد من المزارعين على العودة لزراعة اراضيهم بالمحاصيل الخضرية وتجديد الزراعات القديمة على أمل الاستفادة من موسم استثنائي قد لا يتكرر، الأمر الذي زاد الطلب على مستلزمات الانتاج والحاجة الى تشغيل عدد أكبر من العمالة الزراعية، ناهيك عن عمليات ما بعد الحصاد قطاف ونقل وتغليف وتوضيب وجميعها عمليات تحتاج الى قطاعات مزودة للخدمات.

إلا أن الأيام الماضية شهدت تراجعا بأسعار بيع الخضراوات لتصل الى مستويات أقل من الكلفة، الأمر الذي حد من النشاط الاقتصادي وقلل من وتيرته، بحسب مزارعين قالوا لـ”الغد”، “زيادة الإقبال على زراعة الأراضي أدى إلى زيادة الانتاج الخضري في وادي الأردن ما انعكس على أسعار البيع بشكل سلبي”.
ويؤكد المزارع نواش اليازجين أن انتعاش القطاع الزراعي حتما تكون له آثار ايجابية على كافة القطاعات الاقتصادي الأخرى، قائلا، “ما دام المزارع بخير فالكل بخير”، موضحا أن تراجع أسعار البيع خلال الأيام الماضية جاء على خلاف التوقعات كون الفترة الحالية عادة ما تشهد تراجعا حادا في الانتاج يرافقه ارتفاع في الأسعار.
ويبين أن استمرار اعتدال درجات الحرارة وزيادة المساحات المزروعة أدى الى زيادة الانتاج الخضري بنسبة زادت على 30 % مقارنة بالمواسم الماضية، لافتا إلى أن ارتفاع الكميات والذي تزامن مع استمرار معضلة التسويق في ظل تراجع القدرة الشرائية محليا وغياب الاسواق التصديرية أدى إلى تدهور أسعار البيع إلى مستويات مقلقة.
ويشير اليازجين إلى أنه ورغم أن هذا الحال يتكرر سنويا، إلا أن المزارع مجبر على الاستمرار في العمل مع علمه بأن تزايد الانتاج سيخلق مشاكل تسويقية ويؤدي إلى انخفاض الأسعار إلى ما دون الكلف، مضيفا أن استمرار العمل بالقطاع الزراعي أحد أهم أسباب النشاط الاقتصادي في المنطقة رغم أن الخاسر الوحيد هو المزارع.
ويبين المزارع وليد الفقير أن زراعة الأرض يبقى محفوفا بالمخاطر مع استمرار اغلاق الأسواق التصديرية الرئيسة، مضيفا أن أي مشاكل تسويقية عادة ما تؤدي إلى عواقب غير محمودة، اذ تلحق بهم خسائر فادحة.
ويؤكد أن نجاح أي موسم زراعي يبقى مرهونا بإيجاد حلول جذرية وفعالة للتحديات التي تواجه القطاع خاصة فيما يتعلق بتسويق المنتوجات، لافتا إلى أن الموسم الحالي شهد منذ بدايته تعافيا للقطاع إذ إن أسعار البيع كانت الأفضل بالنسبة للمزارعين منذ أكثر من عقد قبل أن تتراجع بشكل لافت خلال الايام الماضية.
ويشير الفقير إلى أن جميع القطاعات الانتاجية والخدمية في وادي الأردن تعتمد بشكل شبه كلي على القطاع الزراعي، وأي انتكاسة ستشكل تعثرا لهذه القطاعات، مضيفا أن النشاط الاقتصادي شهد تحسنا ملموسا منذ بداية الموسم الزراعي مع تحسن أسعار البيع.
من جانبه يؤكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، أن على الحكومة معالجة ملف التسويق بشكل عاجل كونه الملف الذي يحدد في النهاية مصير المزارع ويؤثر سلبا أو ايجابا على القطاعت الأخرى في المنطقة، مشددا على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة ليبقى القطاع الركيزة الأساسية للأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المملكة، لاسيما وأن قطاعات كثيرة من المجتمع تعتمد على قطاع الزراعة في توفير لقمة العيش.
بدوره يبين مدير سوق العارضة المركزي المهندس احمد الختالين أن أسعار البيع لغالبية الأصناف الخضرية شهدت تراجعا كبيرا خلال الأيام العشرة الماضية نتيجة زيادة الانتاج مع استمرار الأجواء الدافئة، مشيرا إلى أن واردات السوق اليومية تتراوح ما بين 450 – 600 طن بارتفاع نسبته 30 % مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

حابس العدوان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة