تعثر خطة ترامب في غزة.. والقتل والقصف يكذبان وقف إطلاق النار

عمان- فيما تُواجه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكثير من التحديات، نظير صعوبة حشد تعهدات دولية بالمشاركة في القوة الدولية للاستقرار في قطاع غزة، وتعنت الاحتلال للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، يواصل جيش الاحتلال خروقاته المتواصلة قتلا وقصفا في القطاع.

وما تزال مناقشات تشكيل القوة الدولية في قطاع غزة جارية، منذ 27 الشهر الماضي، باعتبارها تمثل أحد بنود خطة الرئيس ترامب المكونة من 20 بندا، والتي أقرها مجلس الأمن الدولي بموجب قرار صادر يوم 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، إن أي قوة دولية قد تُنشر في قطاع غزة يجب أن تكون مهمتها محددة حصرا بمراقبة وقف إطلاق النار، وفصل المدنيين الفلسطينيين عن قوات الاحتلال.
وشدد بدران، في تصريح له أمس، على أن تحويل هذه القوات إلى بديل (لجيش) الاحتلال أو أداة لمحاربة الفلسطينيين أمر غير قابل للتطبيق وسيزيد المشهد تعقيدا.
وقال بدران إن الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة فتح، قدّمت موقفا موحدا في القاهرة بشأن القوات الدولية، مؤكدا أن الموقف الفلسطيني يتأسس على حماية المدنيين ووقف العدوان وليس شرعنة أي وجود عسكري خارجي جديد.
وأشار إلى أن التوصل إلى الاتفاق جاء بعد أن سئم العالم من سلوك الاحتلال، بما في ذلك الإدارة الأمريكية الداعمة له. وأضاف بدران أن وقف الإبادة اليومية في غزة كان هدفا أساسيا لحماس رغم الانتهاكات المستمرة، مؤكدا أن المقاومة تعاملت بـحكمة سياسية وواقعية وأن إجماعا وطنيا وحاضنة عربية وإسلامية دعمت هذا المسار.
وقال إن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق والأرض، وعلى العالم أن يوجّه البوصلة نحو الاحتلال لا نحو الضحية.
وفي الضفة الغربية المحتلة، قال بدران إن الاحتلال يواصل تنفيذ تصعيد ممنهج منذ بدء الحرب على غزة، مشيرا إلى العمليات العسكرية في طوباس وشمال الضفة، وما سبقها من اقتحامات في طولكرم وجنين ونابلس.
وقال إن ما يجري يكشف كذب الرواية الصهيونية التي تربط جرائمها بأحداث السابع من تشرين أول (أكتوبر)، الذي لم تشارك به الضفة الغربية، لكن الاحتلال يواصل القتل والمصادرة والتقطيع الجغرافي.
ورأى أن المرحلة تتطلب موقفا فلسطينيا موحدا، وأن حماس تجري اتصالات مع مختلف القوى لإيجاد آليات لحماية الأهالي من اعتداءات المستوطنين وأجهزة الاحتلال.
وأكد بدران أن المقاومة ستواصل الدفاع عن الشعب الفلسطيني بكل الإمكانيات، لافتا إلى أن الفلسطينيين يدفعون أثمانا لكنهم في النهاية سينالون حقوقهم مهما طال الزمن.
وقال إن استهداف الاحتلال للفلسطينيين يجري على مستوى الجغرافيا والمكونات كافة، وليس حماس وحدها، مشيرا إلى أن خطة ترامب وقرارات مجلس الأمن استثنت السلطة الفلسطينية من أي دور في غزة، بما يؤكد أن المشروع الصهيوني يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية برمتها.
وفي وقت سابق؛ انسحبت قوات الاحتلال من طوباس، شمالي الضفة الغربية، بعد عملية عسكرية استمرت 4 أيام، دهمت خلالها منازل الفلسطينيين وخربت محتوياتها، كما أسفرت العملية عن إصابة أكثر من 166 فلسطينيا.
ويوم أمس عاد الاحتلال لاقتحام طوباس، فقد نفذ جيشه عملية إنزال جوي لجنود من المشاة في منطقتين بالمحافظة، بينما أجبر جنود الاحتلال عائلات على إخلاء منازلها في حي الجابريات بجنين شمال الضفة الغربية، واتخذت بعض تلك المنازل ثكنات عسكرية، وسط عمليات مداهمة جديدة.
وذكر شهود عيان أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال انتشرت في أرجاء المدينة، وأعلنت حظر التجول حتى إشعار آخر، في حين شرعت الجرافات العسكرية بإغلاق الطرق وتقطيع أوصال المحافظة.
وسجل نادي الأسير الفلسطيني ما يقارب 200 حالة احتجاز، أفرج الاحتلال عن معظمهم في وقت سابق.
وفي غزة عاد ملف مقاتلي كتائب القسام إلى الواجهة بعد إعلان جيش الاحتلال قتل 4 مقاومين بينهم قائد الكتيبة الشرقية ونائبه، وسط استمرار الاحتلال في خروقاته لملف وقف إطلاق النار في يومه 51 عبر تنفيذ طائرته غارات جوية.
ونفذت طائرات الاحتلال ثلاث غارات جوية عدوانية شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما أصابت طلقات نارية خياما للنازحين الفلسطينيين في محيط الحي النمساوي غربي مدينة خان يونس، وقصفت المدفعية مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
ويواصل جيش الاحتلال تدمير حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بالتزامن مع تنفيذ عملية نسف واسعة لمنازل الفلسطينيين بالقصف المدفعي والغارات الجوية الكثيفة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن وصول 3 شهداء فلسطينيين إلى مشافي القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، بالإضافة إلى إصابتين برصاص الاحتلال.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بلغ إجمالي الشهداء 356 شهيدا فلسطينيا و908 مصابين، فيما جرى انتشال 607 جثامين شهداء فلسطينيين، لترتفع بذلك حصيلة عدوان الاحتلال إلى 70103 شهداء و170985 إصابة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة