تلفريك الكرك.. موعد مع تحول يفتح آفاقا سياحية وتنموية جديدة

بات مشروع تلفريك الكرك، أقرب إلى الواقع أكثر من أي وقت مضى، وسط آمال بأن يشكل إسهاما نوعيا في إنعاش الحركة السياحية في المحافظة الكرك، وذلك عقب توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني للحكومة قبل أيام، بالمباشرة في تنفيذه، ليشكل رافعة جديدة للقطاع السياحي في المحافظة، ويسهم في تحفيز الاستثمار وخلق فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي.

ويأمل أهالي المحافظة، أن يسهم المشروع في إعادة الحياة إلى مدينة الكرك وقلعتها التاريخية، واستقطاب الزوار من داخل المملكة وخارجها، بعد سنوات من تراجع الحركة السياحية، مؤكدين أن موقع المدينة الجبلي وتنوع مواقعها الأثرية يشكلان بيئة مثالية لإقامة المشروع المنتظر منذ عقود.
ولوقت قريب، كان إنشاء تلفريك حلما يراود أهالي المحافظة منذ أن طرحت أفكار كثيرة لإنشاء المشروع في أوساط بلدية الكرك ومؤسسة إعمار الكرك وسياحة المحافظة وغيرها من المؤسسات الأهلية بالمحافظة، إلى أن أصبح أمر إنشاء المشروع أمرا محسوما سينفذ على أرض الواقع.
وكان جلالة الملك، وجه الحكومة لإنشاء مشروع تلفريك في الكرك لتعزيز النشاط السياحي وإثراء تجارب زوار المواقع الأثرية، حيث أشار جلالته لدى لقائه وجهاء وممثلين عن أبناء وبنات الكرك في مدينة الأمير فيصل الرياضية في المحافظة الأحد الماضي، إلى أن التخطيط الجيد دائما مطلوب، لكن الأهم هو التنفيذ على الأرض.
وفي كلمة ألقاها رئيس الوزراء جعفر حسان، أكد أن نهج الحكومة ارتكز على العمل الميداني إنفاذا لتوجيهات جلالة الملك في كتاب التكليف السامي، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء عقد أولى جلساته في الكرك قبل عام تقريبا، وتم التوافق خلالها مع ممثلي الهيئات المنتخبة على الرؤية التنموية للمحافظة والمشاريع والبرامج والأولويات في كل قطاع للعام الحالي والأعوام المقبلة، وهي تخضع للمتابعة المستمرة لضمان تنفيذها.
وقال إنه وبناء على توجيهات جلالة الملك فيما يخص مشروع تلفريك الكرك، فإن الحكومة ستستكمل الدراسات المرتبطة بالمشروع للبدء بالتنفيذ في القريب العاجل، ليكون رافعة مهمة للسياحة في المحافظة، فضلا عن دوره في ربط قلعة الكرك بمسارات تنموية أوسع تخدم المجتمع المحلي، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن الحكومة أنهت أعمال تطوير موقع قلعة القطرانة الأثري ليساهم في إثراء وتعزيز قطاع السياحة بالكرك، إذ تم ربطه بالمسارات السياحية ضمن مشروع متكامل لتطوير القلاع والقصور الصحراوية، فيما أكد أيضا مواصلة الحكومة العمل على عدة مشاريع في الكرك في قطاعات حيوية بالإضافة إلى السياحة مثل الصناعة والزراعة والصحة والنقل والتعليم.
وخلال السنوات الماضية، كان مشروع التلفريك الأكثر حضورا على طاولة الاجتماعات المختلفة باعتباره المشروع الذي انتظره الأهالي والمستثمرون للنهوض بالمحافظة تنمويا وسياحيا، خصوصا أن مدينة الكرك التي تعاني من هجرة السكان إضافة إلى خلوها من الحركة التجارية، من المتوقع أن تعود إلى الانتعاش بعد الانتهاء من المشروع الذي من المرتقب أن يؤدي إلى زيادة أعداد الزوار والسياح إلى مدينة الكرك وقلعتها التاريخية.
نقطة جاذبة للاستثمار
وكانت بلدية الكرك وفعاليات شعبية عقدت اجتماعات سابقة قبل أكثر من خمس سنوات، لبحث فكرة إنشاء تلفريك انطلاقا من رؤية بلدية الكرك الكبرى المستقبلية والحاجة الماسة لتطوير واقع الكرك السياحي والتنموي.
وبحسب رئيس بلدية الكرك السابق المهندس محمد المعايطة، فإن البلدية كانت باستمرار تبحث فكرة إنشاء تلفريك باعتباره أحد أهم الأفكار التي ستعيد النشاط والحركة السياحية والتجارية إلى مدينة الكرك التي تعاني هجرة السكان منها إضافة إلى ضعف الحركة التجارية.
وبين أن توجيه جلالة الملك للحكومة بإنشاء المشروع حسم الأمر بأن المشروع سوف يرى النور أخيرا بعد سنوات طويلة من الأماني بأن يتحقق المشروع على أرض الواقع، خصوصا أن مدينة الكرك ومواقع مختلفة فيها يمكن أن تشكل المكان المناسب للمشروع بسبب طبيعتها الجغرافية الجبلية ووجود أماكن ومواقع جميلة ستضيف إلى المشروع جمالية رائعة.
وأضاف أن المشروع يشكل نقطة جاذبة للاستثمار السياحي والاقتصادي في المحافظة ومدينة الكرك ويعزز توفير فرص عمل كثيرة لأبناء وبنات المحافظة، ومن المتوقع أن يوفر أكثر من 50 فرصة عمل مباشرة في مواقع العمل الدائم إضافة إلى أكثر من 200 فرصة عمل في المشروع مع بدء التنفيذ.
وقال الخبير السياحي محمود الصعوب إن مشروع التلفريك يعد من المشاريع المهمة لتطوير وتنشيط الحركة السياحية بمحافظة الكرك، مشيرا إلى أن الأهم أيضا هو اختيار موقع مناسب لإنشاء التلفريك لأنه من الضروري أن يؤدي دوره بشكل مناسب وحقيقي.
وأشار إلى أن المواقع الأكثر مناسبة للاستفادة من الطبيعة هي بين وادي الكرك وقلعة الكرك، وأيضا بين وادي الكرك وغابة اليوبيل وقلعة الكرك في مسار ثانٍ وهو الأكثر مناسبة ويغطي مواقع طبيعية وتاريخية وأثرية.
وأكد الخبير التراثي والسياحي الدكتور راكز العرود، أن إنشاء تلفريك في الكرك يعد إضافة نوعية للحركة السياحية، لا سيما تلك المرتبطة بالمواقع التراثية والطبيعية والسياحية، لافتا إلى أن منطقة وادي الكرك تعد من المواقع الأكثر مناسبة لإنشاء المشروع فهي تمتد على مناظر طبيعية خلابة يمكن الاستفادة منها.
وأشار إلى أن توجيه جلالة الملك للحكومة لإنشاء المشروع شكل سعادة وفرحا في محافظة الكرك ومدينة الكرك تحديدا، بسبب أن مدينة الكرك أصبحت مدينة خالية من السكان والسياح، وجاء المشروع ليعيد الألق لها من جديد، إضافة إلى توجيه جلالته السابق بإعادة الحياة إلى قلعة الكرك والمواقع التراثية ووادي بن حماد.
دعم المجتمعات المحلية
وكان وزير السياحة والآثار الدكتور عماد حجازين، زار مدينة الكرك وقلعتها التاريخية أول من أمس، واطلع على احتياجات الموقع الأثري والخدمات المقدمة للزوار، وأكد أن الوزارة تعمل على تعزيز النشاط السياحي في الكرك وتفعيل المشاريع التنموية والسياحية فيها، مشيرا إلى أن زيارة جلالة الملك إلى الكرك جاءت لتأكيد أهمية النهوض بالقطاع السياحي في المحافظة.
كما أشار إلى أن الوزارة ماضية في تنفيذ عدد من المشاريع، من أبرزها مشروع تلفريك الكرك الذي أمر جلالة الملك بتنفيذه والذي يتوقع أن يسهم في تنشيط الحركة السياحية وجذب الزوار المحليين والأجانب، إضافة إلى دعم المجتمعات المحلية ورفع سوية الخدمات السياحية.
وأكد الحجازين أهمية التعاون بين الجهات الرسمية وأبناء المجتمع المحلي لإنجاح الخطط السياحية وتحقيق التنمية المستدامة في المحافظة.
من جهته، قال مدير سياحة الكرك ساطع مساعدة إن المشروع المتوقع تنفيذه سوف يوفر تجربة سياحية جديدة في المحافظة، وهو نمط جديد من السياحة، ويعمل على تنشيط الحركة السياحية وإضافة منتج جديد للمحافظة وزيادة أعداد الزوار وتوفير فرص عمل.
وبين أن محافظة الكرك سوف تشهد مع الانتهاء من المشروع، نشاطا سياحيا كبيرا ومماثلا لما تشهده محافظة عجلون لوجود تلفريك فيها، حيث أصبح التلفريك جاذبا للسياح وخصوصا في السياحة الداخلية بين المحافظات.
ومن وجهة نظر المستثمر في قطاع السياحة هشام الضمور، فإن إنشاء تلفريك في مدينة الكرك، خصوصا إذا ارتبط بالقلعة ومواقعها المختلفة، سوف يسهم في إحداث نقلة نوعية وانطلاقة كبيرة في النشاط السياحي الذي يعاني من التوقف منذ سنوات.
واعتبر الضمور أن التلفريك فكرة رائعة وسوف تؤدي إلى نشاط اقتصادي وسياحي كبير في مدينة الكرك، وسوف توفر فرصا كثيرة للعمل لأبناء وبنات المحافظة بمختلف النشاطات، وتعمل على إنشاء المطاعم والفنادق ونشاطات أخرى مرافقة لزيارة التلفريك.

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة