“تلفريك عجلون”.. التشغيل التجريبي ينعش الآمال بالسياحة الشتوية

في غمرة فرحة السكان بمحافظة عجلون بأمطار الخير التي شهدتها في الأيام الماضية، وورود أنباء عن تشغيل تجريبي لعربات “تلفريك عجلون”، تتضاعف فرحتهم بأن يسهم مشروع التلفريك بان يدير عجلة الاستثمار في السياحة الشتوية.
ويرون أنه ليس هناك ما يمنع من استثمار تلك الأجواء؛ من الأمطار والثلوج والضباب التي تمتد لأكثر من ثلث العام، لتنشيط السياحة الشتوية، على غرار كثير من دول العالم التي يقصدها السياح، للاستمتاع بأجواء مماثلة، مؤكدين أن ذلك سيجعل المحافظة سياحية بامتياز خلال العام، ما ستنعكس إيجابياته على الاقتصاد الوطني والمجتمع المحلي.
عضو مجلس المحافظة السابق مالك الصمادي، قال إنه تابع مؤخرا التشغيل التجريبي لعربات التلفريك، وهي تعبر وسط أجواء شتوية رائعة، لكنها ما تزال تنتظر استثمارها سياحيا على غرار ما يحدث في كثير من دول العالم، لتسهم باستمرار حركة السياحة في المحافظة طوال العام.
وأضاف، إن ذلك سينعش المشاريع السياحية القائمة ويشجع المستثمرين لإقامة أخرى، وسيوفر مزيدا من فرص العمل.
يذكر أن شركة المجموعة الأردنية للمناطق التنموية والحرة، رصدت قبل زهاء شهر وضمن مشروع قانون موازنات الوحدات الحكومية للعام المقبل 3 ملايين دينار، لاستكمال مشروع التلفريك في منطقة عجلون التنموية.
ومن المتوقع ان تقوم الشركة بافتتاح مشروع “التلفريك” في منطقة عجلون التنموية خلال حزيران (يونيو) من العام المقبل ليكون بذلك أول مشروع داخل المنطقة منذ إعلانها منطقة تنموية عام 2009.
وسيكون مشروع “التلفريك” بطول 2.5 كلم، وتبلغ كلفته الإجمالية 11 مليون دينار بحيث تبدأ المحطة الأولى من القطعة المخصصة للشركة، ضمن أراضي منطقة عجلون التنمویة، فیما ستكون المحطة الثانیة للخروج بالقرب من قلعة عجلون؛ حیث یشغل المشروع حوالي 40 عربة وقابل للزيادة حتى 60 عربة وكل عربة سعتها 8 ركاب.
وحتى اللحظة، تبقى السياحة الشتوية في محافظة عجلون، وفق كثير من أصحاب المشاريع والمهتمين، معلقة بانتظار تشغيل التلفريك، وانجاز المشاريع السياحية الأخرى المتوقع أن تعقب تشغيله، مؤكدين أنها الآن غير مجدية لكثير من المشاريع السياحية التي هي غير معتادة وغير مؤهلة أساسا لهذا النوع السياحي، بالإضافة إلى غياب الطرق المناسبة المؤدية إلى تلك المشاريع، والتي يجد الزوار صعوبة في سلوكها، حتى خلال الصيف والربيع.
ويقول أبو هاشم بني نصر، إنه وفي ظل غياب هذا النوع من السياحة، فإن تلك المشاريع تضطر لتعطيل أعمالها طيلة الشتاء، ما يجعل أصحابها يعانون من تراجع الإيرادات بنسبة تزيد على 80 %، وبالتالي توقف فرص العمل، ما يستدعي توفير دعم رسمي لتحسين البنى التحتية وتوجيه الدعاية لهذا النوع من السياحة، لاسيما مع تشغيل التلفريك، ودعم أصحاب تلك المشاريع لتأهيلها لتتناسب والسياحة الشتوية.
ويؤكد الناشط السياحي منذر الزغول، أن افتقار المواقع الأثرية والمشاريع السياحية للبنى التحتية المناسبة لموسم الأمطار، يسهم بتراجع الإيرادات السياحية، إذ تضيع 5 أشهر من عمر الشتاء من دون مردود حقيقي لأصحاب تلك المشاريع.
وطالب بتحسين البنى التحتية المؤدية الى المشاريع السياحية، ليكون بمقدور أصحابها تأهيلها بما يتناسب وديمومة الحركة السياحية طيلة الشتاء، وتوفير الدعم من قروض ومنح لأصحاب المشاريع، لتطوير استثماراتهم بما يتلاءم والسياحة الشتوية.
ويرى علي المومني “إن إقامة المشاريع السياحية في المحافظة، من أساسيات التنمية، لأن المنطقة ذات طبيعة ملائمة لإنجاح هذه المشاريع، ذات المردود الكبير، وتشغيل الأيدي العاملة، وهذا ما يؤكد أهمية دور الحكومات ووزارة السياحة بتشجيع وتمويل هذه المشاريع في المحافظة.
وزاد “إن الحديث عن تطوير هذا القطاع، يأتي في مقدمته السياحة الشتوية، لتكون أمرا مهما لزيادة أيام عمله، وتحقيق أهداف تنموية أخرى، وتكون بيئة ملائمة لاستيعاب الزوار للمنطقة في مختلف الأوقات، بخاصة بعد تشغيل التلفريك”.
ويقول المحامي جمال الخطاطبة، إنه يتوقع أن يسهم تشغيل التلفريك بتنشيط السياحة الشتوية لجذب آلاف المتنزهين للاستمتاع بالمناظر الجميلة، ومشاهدة الثلوج والأودية والينابيع المتفجرة، وتجمع المياه في سد كفرنجة، ما يستدعي تسليط الضوء على المواقع السياحية، التي يمكن أن تقام فيها استثمارات سياحية جاذبة للزوار في الشتاء، وتوفير المنح والقروض لإقامة المشاريع الملائمة للشتاء.
المشرف على أحد المخيمات السياحية، عمران الشرع، يؤكد أن البنى التحتية داخل وخارج المعسكر، لا يمكنها استقطاب السياح في الشتاء الذي تتراجع فيه الإيرادات بشكل كبير، داعيا لتحسين البنى التحتية من طرق مؤدية للمشاريع السياحية، وتوفير المنح والقروض لأصحابها، لتحسين بناها التحتية وتطويرها، بما يشجع على الزيارة في الشتاء.
وبين أن مالك المشروع، كان أقام شاليهات في المعسكر لاستقبال السياح شتاء، كإقامة صالة زجاجية يمكن مشاهدة تشكل الضباب وهطول الأمطار والثلوج عبرها، إذ أن آلاف الزوار للمحافظة، يغتنمون تساقط الثلوج على مناطقها شتاء، للقدوم برفقة أسرهم والاستمتاع بالأجواء.
وزاد، “إن طبيعة عجلون في الشتاء، لا تقل جمالا عنها في الربيع والصيف، ما يستدعي من القطاعين العام والخاص، اغتنام فترة الشتاء في السياحة الشتوية، بتوفير مخيمات سياحية مؤهلة، ومواقع للإقامة وسط الغابات، تكون آمنة خلال تساقط وتراكم الثلوج، وتخصيص مواقع مؤهلة ومحددة ومجهزة بوسائل السلامة والأمان، لممارسة رياضة المغامرة، والتزلج على الثلوج على غرار كثير من الدول.
مدير سياحة المحافظة محمد الديك، أقر بأن تشغيل “التلفريك” سينهض بالسياحة في المحافظة على مدار العام والشتوية تحديدا، مؤكدا أهمية تنشيط الحركة السياحية شتاء، وإيجاد برامج وأنشطة ملائمة، مشيرا إلى أن هذه السياحة تلقى رواجا محدودا في المحافظة، ما يتطلب تجاوز العوائق التي تتلخص بعدم توافر البنى التحتية المناسبة.
وأكد أن قدوم الوفود السياحية لزيارة المحافظة في الشتاء سينعكس إيجابا على مشاريع الإيواء وبيوت الضيافة والمطاعم، لافتا إلى أن المديرية وبهدف تنشيط السياحة الشتوية، تنظم فعاليات مختلفة، تتضمن تسويق المنتجات في مركز الزوار، وعمل فقرات ترفيهية واجتماعية.
ويسهم “تلفريك عجلون” بتطوير المحافظة، وتحفيز وجذب الاستثمارات السياحية اليها، ودعم الاقتصاد وتوفير فرص العمل، وفق رئيس مجلس إدارة مجموعة المناطق التنموية والمناطق الحرة الدكتور خلف هميسات.
وزاد “إن المشروع سيكون نقطة جذب لمختلف انواع الاستثمارات بامتياز، كالفنادق المصنفة 5 و4 نجوم، والمطاعم ومركز المؤتمرات، والمحال التجارية ومختلف المشاريع السياحية.

عامر الخطاطبه / الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة