تمديد إغلاق المجال الجوي بالسودان.. وتحذير من اغتيال الكوادر الطبية

أعلنت سلطة الطيران المدني السودانية، امس، تمديدا لإغلاق المجال الجوي السوداني حتى العاشر من تموز(يوليو)، باستثناء الرحلات ذات الأغراض الإنسانية، فيما تستمر الاشتباكات بين طرفي الصراع. وكان المجال الجوي السوداني أغلق أمام حركة الطائرات بعد اندلاع الصراع العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف نيسان (أبريل).

هذا وشهدت منطقة الفتيحاب ومحيط سلاح المهندسين، هدوءا وسط تراجع سماع إطلاق النار. وأفادت مصادر بتنفيذ الطيران التابع للجيش السوداني طلعات استطلاع جوي في مدينتي الخرطوم وأم درمان في الوقت الذي أطلقت فيه قوات الدعم السريع المضادات الأرضية.

وقصف الجيش السوداني مواقع لتمركز قوات الدعم السريع شرقي الخرطوم بالمدفعية الثقيلة، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع والطيران الحربي في سماء العاصمة.
وشهد مسرح المعارك تقدما لصالح الجيش، عقب إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على معسكر قوات الاحتياطي المركزي منذ أيام.
وكان الجيش نفذ منذ الجمعة الماضي  قصفا جويا مكثفا، بالتزامن مع قصف مدفعي ثقيل وصف بالأعنف على أجزاء واسعة من العاصمة.
وشمل القصف مباني الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، وشارع السيد علي وكافوري في الخرطوم بحري، ومحيط القيادة والقصر الجمهوري وشارع الستين في الخرطوم.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن الطلعات الجوية وعمليات القصف المدفعي العنيف على مواقع الدعم السريع قد تعقبها عمليات تمشيط للقوات الخاصة للجيش، بهدف التأمين وبسط السيطرة.
وحسب شهود عيان، استمرت القوات الخاصة للجيش بالتمدد من سلاح المهندسين جنوبي أم درمان شمالا وغربا بمحيط شارع الأربعين ومنطقة العباسية، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع، التي أعلنت عن تصديها لهجوم من الجيش السوداني على منطقة الكدرو شمالي الخرطوم بحري.
وما يزال الشارع السياسي ملبدا بالغيوم حيث لا هدنة ولا اتفاق تهدئة يلوح بالأفق، علما أن الهدن السابقة لم تكن تحظى بالقدر الكافي من الاحترام، من الطرفين.
وتواصلت معاناة السكان بعدد من أحياء منطقة الفتيحاب في الحصول على مياه الشرب مع استمرار توقف محطة المقرن للمياه بعد تعطل محول الكهرباء في المحطة.
ودعا رضوان نويصر الخبير الأممي لحقوق الإنسان، مجلس الأمن إلى سرعة التدخل لحل الصراع الخطير في السودان.
كما ناشدت نائبة رئيس البعثة الأممية للسودان والمنسقة الإنسانية المقيمة في السودان كليمونتين أونكويتا سلامي طرفي النزاع لاحترام حقوق الإنسان وحماية المدنيين.
يأتي ذلك فيما أفاد شهود عيان أن قوة عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع اغتالت أحد الأخصائيين في مختبرات أحد المستشفيات بمنطقة “الدروشاب” شمالي الخرطوم، كما أحرقت المختبر بالكامل وتعرضت لجميع الكوادر الصحية والمرضى مما أدى إلى إخلاء المستشفى بالكامل وخروجه تقنيا عن الخدمة بصورة كاملة.
في المقابل، حذرت نقابة أطباء السودان المركزية من خطورة استمرار اغتيال الكوادر الطبية واستهداف المستشفيات بسبب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
هذا ويتواصل خروج المستشفيات في العاصمة وولايات دارفور عن الخدمة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.
كما يعاني القطاع الصحي في المدن والمناطق الأقل خطورة من نقص حاد في الكوادر الطبية والإمدادات العلاجية، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات وأيام طويلة.
وبحسب آخر الأرقام فقد ارتفع عدد الضحايا من الكوادر الطبية منذ اندلاع القتال إلى نحو 23 طبيبا وعاملا في القطاع الصحي.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
وكان من المفترض أن تنتهي تلك العملية بإجراء انتخابات في غضون عامين، لكن الطرفين كانا قد اختلفا حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
واتفق الطرفان على أكثر من هدنة كان آخرها برعاية سعودية أميركية، لكنهما تبادلا الاتهامات بانتهاكها مرارا. -(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة