توقعات بدخول متحور كورونا جديد.. وخبراء يحذرون

سط توقعات بدخول متحور كورونا الجديد (JN.1) الى الأردن بعد انتشاره عالميا، وفق مركز الأمراض الأميركي الذي أشار إلى تجاوز نسبة انتشاره في الولايات المتحدة 65 %، يخشى خبراء وبائيون واختصاصيون من انتشار سريع للمتحور في المملكة وتأثيراته على كبار السن وحالات الاختطار العالي وذوي الأمراض المزمنة.

وأشاروا في تصريحات منفصلة لـ”الغد” إلى أن المتحور الجديد تتشابه أعراضه مع أعراض أوميكرون، إلا أنه أسرع انتشارا ويمتلك خاصية الهروب المناعي، ويحتاج تدابير صحية عالية، وإلى ضرورة أن تجري وزارة الصحة تسلسلا جينيا للتأكد من دخوله للمملكة، فضلا عن تكثيف الإجراءات الاحترازية بهذا الخصوص.

وفي هذا الشأن، يؤكد رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي، أن وزارة الصحة أجرت تسلسلا جينيا لعينات كورونا الإيجابية وتبين عدم وجود متحور كورونا الجديد “جي إن 1”.
ونفى البلبيسي اكتشاف أي حالة إصابة بمتحور كورونا الجديد في المملكة، لافتا إلى ضرورة الإبقاء على جميع الإجراءات الوقائية والعلاجية وكذلك إجراءات المختبر التشخيصية كما كانت، سواء دخل المتحور للأردن أم لم يدخل.
بدوره، حذر اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية الدكتور محمد حسن الطراونة من ازدياد نشاط كوفيد- 19 مع استمرار ارتفاع معدل انتشار متغير JN.1.
وقال الطراونة إنه مع بداية العام الجديد، تتبع مراكز مكافحة الأمراض والوقاية ارتفاع فيروس JN.1، لافتا الى أن هذا الفيروس هو متحور فرعي من المتحور السابق أوميكرون BA.2.86، ويعد الآن النوع الأكثر انتشارًا في الولايات المتحدة والعالم.
ولفت إلى انه في الوقت الحالي لا يوجد دليل على أن JN.1 يسبب مرضًا أكثر خطورة.
وأوضح انه، وبحسب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فمن المقدر أن JN.1 يمثل حوالي 62 % من جميع متغيرات SARS-CoV-2 المنتشرة حاليًا، والتي تمثل زيادة عن معدل الانتشار المقدر بـ 44 % قبل أسبوعين.
وتابع بأن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها كشفت عن زيادة في انتشار JN.1 بين المسافرين الدوليين في معظم المناطق حول العالم.
وشدد الطراونة، وهو خبير في العدوى التنفسية، على أن نشاط فيروس كورونا (COVID-19) مرتفع حاليًا، حيث زادت حالات الإصابة به، ومن المرجح أن ترتفع حالات  العلاج في المستشفيات، والوفيات خلال الأسابيع المقبلة، لافتا إلى أن JN.1 قد يؤدي إلى تكثيف انتشار كوفيد- 19 هذا الشتاء.
ولفت إلى أن عدوى فيروس كورونا تتسبب الآن بأعراض أقل حدة، وبشكل أقل تكرارًا مما كانت عليه في وقت سابق من الوباء، إلا أن مستويات العدوى وإيجابية الاختبار، حسب تقرير نشره الموقع الرسمي لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي تلتقط كلاً من العدوى المصحوبة بأعراض وبدون أعراض، هي أعلى من العام السابق (تُقدر حاليًا بنسبة 27 % مقابل 17 % سابقا).
وأوضح أن تقارير مركز الأمراض الأميركي تشير الى زيادة مستويات المراجعات للمراكز الطبية بسرعة خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث زادت أيضًا قياسات الأمراض المرتبطة بكوفيد- 19، والتي تتطلب رعاية طبية، مثل معدلات زيارة قسم الطوارئ، ولكن بدرجة أقل بنسبة 21 % عما كانت عليه في الوقت نفسه من العام السابق.
وأشار إلى أن عدد حالات الإدخال إلى المستشفيات بسبب كوفيد- 19 أقل بنسبة 22 % مما لوحظ في العام السابق، كما أن النسبة المئوية لإجمالي الوفيات المرتبطة بكوفيد- 19 أقل بنسبة 38 %.
وكشف عن ان التغيير في العلاقة يرتبط بين مستويات العدوى وشدة المرض بشكل أعلى من الحماية المناعية التي توفرها اللقاحات، أو العدوى السابقة، أو كلاهما، موضحا ان أكثر من 97 % من الأشخاص لديهم أجسام مضادة طبيعية أو مستحثة باللقاحات ضد الفيروس المسبب لمرض كوفيد- 19 (SARS-CoV-2).
وحول الجديد فيما يتعلق بالمتحور الحالي، قال الطراونة إن حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد زادت بنسبة 20.4 % في الأسبوع المنتهي في 30 كانون الأول/ ديسمبر 2023، وفي الفترة نفسها، فيما ارتفعت الوفيات في العالم بنسبة 12.5 %، حيث شكلت وفيات كوفيد- 19، 3.6 % من إجمالي الوفيات في الولايات المتحدة، بحسب بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
‏وحول آليات الحماية توقع الطراونة أن تعمل لقاحات كوفيد- 19 الحالية على زيادة الحماية ضد JN.1، كما تفعل ضد المتغيرات الأخرى، من خلال المساعدة في الوقاية من المرض الشديد، ويمكن أن تساعد سلسلة من الإجراءات في الحماية من الإصابة الشديدة ومنها الحصول على لقاح فيروس كورونا المحدث، وإجراء الفحوصات اللازمة إذا ظهرت  أعراض تنفسية أو تمت مخالطة شخص مصاب بالمرض.
وبين أن تحسين جودة الهواء الداخلي يعد أحد أفضل الطرق لمنع انتشار الفيروس، إضافة الى تهوية المنازل والمناطق المغلقة وفتح النوافذ، وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطاس، وغسل الأيدي بشكل مستمر، علاوة على لبس الكمامة في التجمعات والأماكن العامة المغلقة، والابتعاد عن عادات التقبيل والمصافحة.
من جهته، قال اختصاصي الأمراض الصدرية الدكتور عبد الرحمن العناني إن الفيروسات قديمة ومستوطنة في الأردن، وأبرزها ما يتسبب بأمراض الشتاء، ومنها كورونا والإنفلونزا الموسمية.
وأشار العناني إلى أن سبب انتشارها يعود إلى قدرة فيروساتها على التحور، فمثلا تحورت قبل أعوام إلى إنفلونزا الطيور، وها هي تتخذ أشكالا اخرى وتحورات مستمرة تتسبب بالأمراض وشهدنا شدتها.
وتابع أن هناك نوعين من المتحورات الجديدة انتشرا بشدة في الولايات المتحدة الأميركية، وبلغت نسبة الإصابات بهما 62 %.
ولفت الى أنه رغم أن هذا المتحور يتسبب بأعراض شديدة، منها التهاب الحلق والسيلان والأم العضلات وفي بعض الأحيان الإسهال، إلا أن المطمئن في الأمر أنه لا توجد أعداد دخول كبيرة إلى المستشفيات، فيما يمكن أن يتحور هذا الفيروس مستقبلا لأنه ما يزال في بدايته.
وشدد على ضرورة عدم تلقي المضادات الحيوية، لأن الفيروسات لا تجدي معها هذه المضادات، بل تحتاج إلى الراحة وشرب السوائل والمسكنات ومضادات السعال إن لزم الأمر.
من جهته، قال خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني إن مسلسل ظهور المتحورات والسلالات الجديدة لفيروس كورونا المستجد مستمر، وتحديدا من المتحور أوميكرون، وهذا يعود لطبيعة الفيروس كثير التغير، لافتا إلى أن هذا ينطبق على جميع دول العالم وحيثما وجدت بيئة مناسبة.
وأشار المعاني إلى أن منظمة الصحة العالمية نبهت من الاتجاهات المثيرة للقلق لمرض كوفيد 19 قبل حلول فصل الشتاء، ودعت إلى زيادة المراقبة والمتابعة والتشجيع على التطعيم، خاصة للفئات الأكثر اختطارا من الناحية الصحية.
وأضاف: “بعد تتبع ظهور المتحورات والسلالات الجديدة التي من المفترض أن تظهر في جميع دول العالم، نلاحظ أن بعض الدول تعلن عن ظهور متحورات جديدة بينما يمتنع بعضها عن ذلك ويخفي الإحصاءات والأرقام المتعلقة بالوضع الوبائي”.
وقال إن العديد من الدول في العالم توقفت عن الإبلاغ عن بيانات كوفيد 19، ومنها الأردن للأسف الشديد، فيما قدرت منظمة الصحة العالمية أن مئات الآلاف من الناس حول العالم مصابون، سواء في المنازل أو المستشفيات، بفيروس كورونا المستجد أو من أحد المتحورات الجديدة، مؤكدا أهمية إجراء الاختبارات المخبرية وتلقي المطاعيم في هذه الأوقات.

حنان بشارات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة