ثلاثة تجمعات عشائرية تتقاسم المنافسة على رئاسة بلدية الكرك

الكرك- أظهر انتهاء عملية الترشح للانتخابات البلدية ومجالس المحافظات، أن انتخابات بلدية الكرك الكبرى، وتحديدا انتخابات رئاستها، أصبحت رهينة للمنافسة بين ثلاث قوى وتجمعات عشائرية، سبق لها وان كانت هي من يحدد رئيس البلدية وأغلبية أعضاء المجلس البلدي.
ومع انتهاء فترة الترشح اول من امس، برز زهاء 9 مترشحين لانتخابات رئاسة البلدية، توزعوا على هذه العشائر الثلاث، ومترشح آخر من تجمع عشائر في احدى البلدات.
وتنحصر المنافسة وفقا لمراقبين، بين ثلاثة مترشحين، يتوزعون على ثلاثة تكتلات عشائرية في المدينة، وينضم إليها ناخبون من مختلف العشائر والتجمعات السكانية في مناطق البلدية، في حين تنتظر أعداد كبيرة من الناخبين، ممن ليس لديهم ارتباطات عشائرية، بأن تتحدد ملامح الرئيس المقبل في الساعات الاولى للاقتراع، والاصطفاف معه بإعطائه اصواتهم الانتخابية.
ويؤكد مراقبون أن انتخابات رئاسة بلدية الكرك، إحدى اقدم بلديات المملكة اذ تأسست في العام 1893، تشكل محور العملية الانتخابية في المحافظة، لكونها الكرك اكبر التجمعات السكانية في المحافظة، بالاضافة لكونها رمزا للسلطة التقليدية بين القوى والتجمعات العشائرية والاحزاب ومراكز النفوذ الاجتماعي من ابناء المحافظة.
وخلال الايام الماضية، أصبحت انتخابات بلدية الكرك، محور أحاديث الأهالي، بخاصة وأن المنافسة على رئاسة البلدية تشكل منافسة تقليدية بين التكتلات العشائرية في قصبة الكرك، وخصوصا وأن تلك التكتلات، كانت غالبا تتبادل موقع رئاسة البلدية بينها في الدورات الماضية للانتخابات للبلدية.
وتتكون بلدية الكرك من 16 منطقة وبلدة، تختلف في حجم سكانها، وتتوزع على ستة تجمعات عشائرية، بالإضافة إلى عدد من التجمعات العشائرية الأخرى، والتي لها تواصل مع مناطق نفوذها بألوية القصر والمزار الجنوبي، بالإضافة إلى عشائر أخرى ذات قدرة انتخابية، صغيرة تسكن في بعض بلدات البلدية.
وفي انتخابات البلدية تتسع دائرة المشاركة والاهتمام من القوى والقواعد الشعبية والنخبوية في المحافظة، بحيث تضم دائرة الاهتمام والمشاركة الانتخابية، وخصوصا المنافسة على موقع رئاسة البلدية، مشاركة رموز اجتماعية وسياسية كركية من خارج المحافظة من نواب وأعيان ووزراء سابقين وعاملين، واحزاب ونقابين وفاعليات اجتماعية وشعبية ورؤساء اندية وهيئات مجتمع مدني، يتوزعون على مواقع المنافسة بين المترشحين للرئاسة.
وتشير حالة المنافسة على رئاسة البلدية، الى طبيعة التنافس بين القوى في الكرك.
وفور انتهاء عملية الترشح، بدأت الاجتماعات العشائرية بالنشاط التدريجي في مختلف مناطق المحافظة، بعد فترة من الهدوء التي سادت في الأيام الماضية.
واكد ناشط سياسي معين بقاعين، ان ما يميز الانتخابات الحالية، يكمن في عدم إرباكها للمشهد الاجتماعي حتى الآن، وربما يعود ذلك الى حالة الإحباط وعدم الاهتمام بين الناخبين، لافتا الى ان ذلك بدا واضحا بشكل كبير، يكشف عنه تجلي غياب الاجماعات العشائرية واجتماعات العشائر.
وبين البقاعين، أن أعداد المترشحين ونوعيتهم، لم تتغير تاريخيا، وهي تتوزع بين ثلاث قوى اجتماعية وعشائرية في قصبة الكرك بما يخص بلدية الكرك، وغيرها ايضا بما يخص بلديات المحافظة الاخرى، والتي هي حالة منافسة بين القوى المختلفة، ونادرا ما يخرج شاب يقدم برنامجا جديدا بين تلك الحالات، ويلتف حوله الناخبون.
ولفت الى أهمية ان تكون هناك حالة نوعية بين اعضاء المجالس البلدية في بلديات المحافظة، لتكون رافدا لرئيس البلدية وتتجنب سوء الاختيار الذي كان يعاني منه المواطنون لأسباب مختلفة.
وأكد الناشط السياسي امين المعاقبة، ان هناك حالة اجماع شبه عام بين الأهالي – على الاقل في بعض بلديات المحافظة على اجراء تفضيل بين المترشحين، بغض النظر عن طبيعة انتماء المترشح العشائري، حرصا على المصلحة العامة وتقديم الخدمات للمواطنين بدون تمايز.
ولفت الى انه على غير العادة، تغيب الإجماعات العشائرية عن الساحة الانتخابية في الكرك، لوجود خلافات عميقة بين التكتلات العشائرية، ما يعني امكانية وجود فرصة متساوية للمترشحين جميعا.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.