جرش.. الأنظار تتجه لربط المدينة الأثرية بالحضرية وسط آمال تنموية كبيرة

جرش- تتجه الأنظار في محافظة جرش إلى التطورات المتعلقة بمشروع ربط المدينة الأثرية بالحضرية الذي ينتظرونه منذ سنوات طويلة، حيث حصلت بلدية جرش الكبرى على منحة إيطالية بقيمة 1.8 مليون دينار تهدف إلى ربط المدينة الأثرية بالمدينة الحضرية وتطوير الوسط التجاري للمدينة.
وينتظر تجار وأبناء المحافظة، أن يتم تشغيل مسار نهر الذهب الجاهز للافتتاح الرسمي منذ أكثر من خمس سنوات، ضمن مشروع ربط المدينة الأثرية بالحضرية، وسط آمال بإنعاش الحركة السياحية والاقتصادية والتجارية والثقافية، لا سيما أنهم يؤكدون أن تشغيل المسار سينهي حالة الركود التي يعانيها القطاع السياحي منذ سنوات.
وقال عدد منهم “كانت هناك وعود عدة منذ سنوات، بتشغيل المسار وإحياء المشروع لكن دون جدوى، إلا أن حالة التدهور الاقتصادي والتجاري التي يمر بها القطاع السياحي والتجاري والاقتصادي تتطلب تفعيله فورا لضمان جذب أفواج سياحية داخلية وخارجية للمدينة الأثرية والحضرية، خصوصا أن المدينة الحضرية لم تستفد من القطاع السياحي، وممنوع دخول الزوار إليها بشكل نهائي”.
ويرى تجار “أن هذه الفترة هي أنسب الأوقات لتشغيل المشروع وسط توقعات بتحسن الحركة السياحية في الأيام المقبلة، لا سيما بعد التعافي التدريجي لقطاع السياحة”، مشيرين في الوقت ذاته، إلى “أن المسار جاهز منذ سنوات وقد تم تأخير افتتاحه لوجود ملاحظات فنية ولوجستية، وقد مر وقت طويل ومن المفترض أنه تم الانتهاء منها وإنجاز المشروع الذي يتيح إدخال السياح إلى الوسط التجاري مباشرة عبر جسر أثري موجود أصلا لهذه الغاية ودمج المجتمع المحلي في العمل السياحي بشكل مباشر”.
كما أوضحوا “أن هذا المسار ينتظره التجار منذ سنوات طويلة، ومن المتوقع أن يكون بمثابة نهضة سياحية واقتصادية واجتماعية كبيرة داخل محافظة جرش، وهو بمثابة منقذ للتجار والجرشيين اقتصاديا واستثماريا، خصوصا أن عدد العاملين في قطاع السياحة حتى الآن في جرش لا يزيد على 130 شخصا منهم تجار السوق الحرفي وأدلاء سياحيون ومطاعم سياحية، رغم أهمية المدينة الأثرية على مستوى عالمي، ومن المفترض أن تكون هذه الميزات السياحية بمثابة نقلة نوعية للمحافظة بأكملها”.
إخراج الحافلات من السوق الحرفي
وأكد المتحدث باسم تجار السوق الحرفي أحمد الصمادي “أن مشروع الربط سيكون ناجحا وشاملا لأنه سيربط شطري المدينة ببعضهما بعضا، لكن مع ضرورة عدم تأثير ذلك على الحركة التجارية للسوق الحرفي، من خلال الحفاظ على موقف الحافلات السياحية داخله، لا سيما أن إخراج الحافلات من السوق الحرفي سيمنع السياح من دخوله نهائيا، خصوصا أن مدة زيارة مدينة جرش لا تتجاوز الساعة الواحدة، وهي مدة غير كافية إطلاقا”.
وأضاف الصمادي “أن المجموعات السياحية تتجول في السوق الذي أنشأته وزارة السياحة العام 1999 على عجل جراء انقيادها لتوجيهات الأدلاء الذين يحصرون برنامج الزيارة في التعريف بآثار المدينة من دون إفساح المجال أمام السائح لأخذ متسع من الوقت في التسوق ضمن المدة الزمنية المحددة”.
وبحسب التاجر أمجد الوقفي، فإن “المشروع تعرض للتعثر أسوة بالمشاريع الاستثمارية المهمة في محافظة جرش من دون مراعاة أهمية المشروع لمدينة جرش سياحيا واقتصاديا، وقد أصيب التجار بخيبة أمل جراء تأجيل تشغيل المسار إلى إشعار آخر بذرائع فنية وهندسية في الموقع”.
وقال “إن تشغيل مشروع الربط بين المدينتين الأثرية والحضرية هو الفرصة الوحيدة لإدخال السياح إلى وسط مدينة جرش والاستفادة من وجودهم اقتصاديا وسياحيا واجتماعيا”.
ويرى الوقفي “أن هذه الفترة أنسب الأوقات لتشغيل المسار، لا سيما أن قطاع السياحة سيتعافى بعد استقرار الأوضاع في الإقليم المحيط بالأردن وبدء موسم ذروة السياحة الخارجية خلال الأسابيع المقبلة، وسوء الأوضاع الاقتصادية التي يعانيها تجار المحافظة وحجم الديون الكبيرة المتراكمة عليهم بسبب تراجع القوى الشرائية والتحديات الكبيرة التي يمر بها القطاع”.
أما الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش سابقا الدكتور يوسف زريقات، فقال “إن مشروع الربط هو حلم كبير ومشروع سياحي ضخم ينتظره الجرشيون كونه الوسيلة الوحيدة لربط المدينة الأثرية بالحضرية، وهو سينقل السياحة إلى العالمية وسيوفر فرص عمل لأبناء المحافظة، لا سيما أن الجرشيين لا يستفيدون من السياحة حتى الآن ولم ينخرطوا بالعمل السياحي ولا يرون السياح أصلا”.
وأوضح زريقات “أن مشروع الربط سيحل جميع التحديات التي تعانيها السياحة، منها مدة مكوث السائح في جرش وإنشاء مشاريع سياحية إضافية توفر فرص عمل لأبناء المحافظة”، مشددا على “ضرورة أن تكون البلدية قادرة هذه المرة على تنفيذ المشروع بشكل سريع وفوري، خصوصا أنها وعدت مرات عدة سابقا بتنفيذه، لكن دون جدوى”.
دمج المجتمع المحلي بالسياحة
وكان رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى محمد بني ياسين، أكد خلال مؤتمر صحفي في دار البلدية مساء أول من أمس “أن البلدية بذلت جهودا مضنية في سبيل الحصول على التمويل المناسب من أجل إنجاز المشروع الذي سيعود بالخير الوفير على الجرشيين، ويربط شطري المدينة الأثري والحضري ببعضهما بعضا، مع استمرار هذه الجهود في مشروع الربط بين المدينة الأثرية والمدينة الحديثة، الذي يشمل تأهيل الساحة الهاشمية وتطوير السوق العتيق ووادي الذهب وتحسين واجهات المباني وإنشاء أكشاك ومرافق لذوي الاحتياجات الخاصة”.
وأضاف “قدم المهندسون والفنيون المسؤولون عن المشاريع شرحا تفصيليا لإنجازاتهم وخططهم المستقبلية، وأكدوا أن المشروع يسهم في دمج المجتمع المحلي مع قطاع السياحة ويخلق فرص عمل جديدة بما يعكس رؤية البلدية في تحويل جرش إلى وجهة سياحية عالمية”.
وتطرق إلى دراسة أعدتها البلدية لإنارة الموقع الأثري في جرش بهدف جعله نقطة جذب سياحية رئيسة والمساهمة في رفع أعداد الزوار وإطالة مدة إقامتهم داخل المدينة، مشيرا إلى أنها تهدف إلى إنارة الموقع الأثري بشكل متكامل بما يسهم في تحقيق أثر اقتصادي مباشر على سيدات المجتمع المحلي من خلال وحدة تمكين المرأة في البلدية، وتنظيم فعالية شهرية لإنارة الموقع بالشموع على أن تكون هذه الشموع من إنتاج سيدات المجتمع المحلي في إطار دعم المشاريع المنزلية والحرفية داخل المحافظة.
كما أشار بني ياسين إلى أن إطالة مدة زيارة الزائر تسهم في زيادة الإنفاق داخل المدينة، ما ينعكس إيجابا على الاقتصاد المحلي، مؤكدا أن المشروع يهدف إلى تعزيز الحركة السياحية في مدينة جرش الأثرية، فضلا عن وجود دراسة لمشروع بيئي وسياحي على طريق جرش – المفرق بطول 600 متر وعرض 40 مترا يتضمن إنشاء حدائق وممرات ومسارات للدراجات الهوائية، مبينا أن البلدية ستطرح المشروع للاستثمار قريبا.
وبين أنه يوجد ضمن اختصاص البلدية نحو 83 نزلا سياحيا تسعى البلدية إلى ترخيصها وتنظيمها، مشيرا إلى أن اثنين من مالكي هذه النزل تقدما بطلبات رسمية وتم ترخيص نزلهما.