جرش: الظروف الجوية تعاند المزارعين وتتسبب بموسم مخيب

جرش – تتكرر خيبة الأمل لمزارعين في جرش، بعد أن راهنوا على مواسم زراعية مجدية تنتهي عادة بخسارة لأسباب مختلفة أبرزها، ظروف جوية عنيدة تلحق الأضرار بالمزروعات.
فما أن استعاد مزارعو المحافظة أنفاسهم بعد منخفضات ثلجية أتت على العديد من المزروعات الخضرية وتسببت بتكسر أغصان أشجار مثمرة خلال الشتاء الماضي والذي ودع المزروعات بموجة صقيح، استقبل المزارعون فترة عقد أزهار اللوزيات بظروف جوية مغبرة مصاحبة لرياح قوية احيانا اضافة الى تقلبات في درجات الحرارة بين اجواء حارة واخرى باردة، انعكست على عملية عقد ازهار الاشجار وحجم الثمار من اللوز والكرز، فيما ما تزال أوراق العنب التي تعد مصدر دخل للعديد من الأسر دون مستوى نموها المعتاد بسبب الأجواء الباردة.
ووفق مزارعين، فإن هذه الفترة تعتبر موسم نضوج الكرز واللوز وورق العنب وبعض انواع من الدراق وكانت تباع بأسعار مناسبة في مثل هذه الفترة من المواسم الماضية، اذ لا يقل سعر كيلو اللوزيات عن دينار ونصف، فيما تتميز مزارع جرش بإنتاج كميات مناسبة وجودة عالية، إلا أن استمرار الظروف الجوية غير المناسبة تسبب بتساقط الأزهار والثمار وبشكل شبه كامل وألحق خسارة بالمزارعين الذين كانوا يعولون على موسم زراعي جيد.
وقال المزارع محسن العمور إن هذه الفترة تشهد نضوج ثمار الكرز واللوز وورق العنب في محافظة جرش، إلا أن الظروف الجوية التي تمر بها المنطقة من رياح وغبار كثيف وتساقط للأمطار بين الحين والآخر تسبب في تساقط الثمار الناضجة وغير الناضجة وتساقطت أزهار الاشجار التي ما تزال في مرحلة الأزهار ويحين نضوجها بعد عدة أسابيع، ما يعني انهيار الموسم الزراعي الصيفي للأشجار المثمرة هذا العام في محافظة جرش بشكل خاص.
وأوضح أن طبيعة القرى والبلدات في محافظة جرش جبلية ودرجات الحرارة فيها منخفضة جدا وسرعة الرياح عالية مقارنة بالمناطق الأخرى، ما يتسبب بتساقط الثمار والأزهار بسرعة أكبر من باقي المناطق الزراعية في المملكة، معتبرا ان خسارة المزارعين ستكون كبيرة هذا العام.
وأوضح أنه كان يقوم بتوزيع المنتجات الزراعية على الأسواق المركزية في مثل هذه الفترة من المواسم الماضية وبشكل يومي صباحا ومساء، إلا أن هذا العام يكتفي بحمولة واحدة أسبوعية ويتم بيعها بأسعار زهيدة مقارنة بالمواسم الماضية.
ويعتقد العمور أن تساقط الأمطار يزيد من مساحة نمو الأعشاب والتي تحتاج إلى إزالة في أسرع وقت للحد من خطر نشوب الحرائق في فصل الصيف، وأن إزالة الأعشاب وتنظيف الأراضي الزراعية بحاجة إلى حراثة وعمال ومبيدات عشبية وموازنة مالية خاصة.
إلى ذلك قالت المزارعة بسمة عياصرة وهي تزرع مساحة 6 دونمات من أشجار العنب وفي هذا الوقت يبدأ موسم إنتاج ورق العنب والذي يشهد رواجا كبيرا في المجتمعات القروية والمحافظات، إلا ان كمية الإنتاج متواضعة هذا العام مقارنة مع حجم الطلب.
وأوضحت أن سبب انخفاض كميات الإنتاج لغاية الآن هو انخفاض درجات الحرارة وضعف في نمو الأوراق وانخفاض كمياتها، مما يشجع بعض المزارعين على رفع الأسعار لتعويض جزء من خسائر هذا الموسم، فضلا عن قلة كميات الثمار على أشجار العنب كذلك لهذا الموسم بسبب الظروف الجوية .
وأكدت ان كمية الإنتاج هذا الموسم من أوراق العنب والتي تعتمد عليها مئات الأسر في تغطية جزء من تكاليف العمل الزراعي خاصة وأن الأراضي بحاجة هذه الفترة إلى حراثة وتسميد وتنظيفها من الأعشاب متواضعة ولا تغطي نسبة 10 % من الطلب عليها في هذه الفترة.
وبينت العياصرة وهي تنتج سنويا ما يزيد على 200 كيلو من ورق العنب أن إنتاجها لن يتجاوز الـ50 كيلو هذا الموسم الزراعي وكمية أقل من ثمار العنب، فضلا عن خسارة موسم اللوز والكرز وهي مواسم إنتاجية كانت تباع بأسعار مناسبة.
إلى ذلك قال مدير زراعة جرش الدكتور فايز الخوالدة انه من الطبيعي أن تترك الظروف المناخية التي مرت بها المنطقة آثارا سلبية على القطاع الزراعي الفترة الماضية، موضحا أن المزارعين لم يشتكوا لغاية الآن من اي خسائر أو ضرر في مساحات واسعة والملاحظات التي ترد فردية.
وأوضح أن تساقط الأمطار في هذه الفترة يعتبر ظرفا مناخيا إيجابيا تستفيد منه العديد من الزراعات المروية والمثمرة في جرش.

صابرين طعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة