جرش تراهن على سوق “نهر الذهب” لتعزيز النشاط السياحي والحركة التجارية

جرش- يعول منتجون وحرفيون في محافظة جرش، على مشروع سوق “نهر الذهب”، الذي تعتزم الجهات المعنية تشغيله خلال الفترة المقبلة، لإيجاد مواقع عرض دائمة وثابتة ومناسبة للمنتجين والحرفيين، أسوة بمحافظات أخرى، لا سيما أن عددهم كبير، ويعد السوق بديلا مناسبا ومؤقتا لسوق حرفي دائم.

وأعلنت محافظة جرش الأسبوع الماضي عن نيتها تنظيم سوق يحمل اسم “نهر الذهب” بالشراكة مع بلدية جرش، وبالتعاون مع مديرية سياحة جرش وشرطة المحافظة، ضمن جهود تعزيز الهوية السياحية للمدينة وتوسيع مجالات السياحة العائلية.
وأكد محافظ جرش، الدكتور مالك خريسات، أن السوق سيتيح للأسر والزوار التمتع بالأجواء الجرشية المميزة، مع تمكين أبناء المجتمع المحلي من عرض منتجاتهم ومبادراتهم التي تدعم النشاط الاقتصادي والسياحي.
وأضاف أن السوق سيقام في شارع وصفي التل، مستفيدا من مكانة جرش كواحدة من أقدم المدن الأثرية في العالم وحضورها البارز على خارطة السياحة الأردنية، ومن المقرر الإعلان قريبا عن موعد افتتاحه بعد استكمال الترتيبات النهائية مع بلدية جرش والشركاء، ليكون المشروع داعما للحركة السياحية ومساحة للتفاعل المجتمعي وإبراز هوية المدينة.
ويأمل الجرشيون أن يكون السوق بمثابة نقلة نوعية للتجار والمنتجين والحرفيين، ويوفر لهم مواقع بيع ثابتة وتسويقا مستمرا للمنتجات، نظرا لتراجع القوة الشرائية وانخفاض عدد المهرجانات والبازارات والحركة السياحية في المنطقة.
من جانبه، أوضح محمد بني ياسين، رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى، أن الهدف من الفعالية هو خلق يوم تسوق عائلي يشارك فيه السائح إلى جانب أبناء المجتمع المحلي، مع إتاحة الفرصة لوحدة تمكين المرأة لتوفير عربات وأماكن مناسبة لعرض منتجات المشاركات، بما يعزز دور المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن موعد الفعالية سيتم تحديده وفق حالة الطقس والحركة السياحية، بالتنسيق مع مديرية سياحة جرش.
وشددت الأجهزة الأمنية على جاهزيتها الكاملة لإنجاح الفعالية من خلال خطة مرورية متكاملة تشمل التحويلات والإغلاقات اللازمة، بما يضمن انسيابية الحركة المرورية وسلامة الزوار، كما جرى الاتفاق على إعداد خطة إعلامية شاملة بالتعاون مع بلدية جرش الكبرى للإعلان عن تفاصيل السوق وموعده ومكانه وكيفية الوصول إليه.
طبيعة المنتجات التي ستعرض
وقدمت مديرة وحدة تمكين المرأة إيمان بني مصطفى، ومديرة شؤون الموظفين في البلدية، توضيحا حول طبيعة المنتجات التي ستعرض، مؤكدة أن جميعها ستكون مصنوعة يدويا ومن منشأ جرشي، بما يسهم في تغيير الصورة النمطية لدى السائح وتعزيز ثقة الزوار بالمنتجات المحلية.
وسيضم السوق عروضا حرفية وترفيهية إلى جانب المأكولات والمنتجات الغذائية، ليشكل مساحة تفاعلية تجمع بين الثقافة والترفيه والتسوق، ويعكس الهوية السياحية لجرش كواحدة من أقدم المدن الأثرية وأكثرها حضورا على خارطة السياحة الأردنية.
بدوره، يرى رئيس رواق جرش الثقافي، أحمد الصمادي، أن هذا السوق سيكون بمثابة متنفس للمنتجين والحرفيين الذين يعانون من ضعف الحركة الشرائية وضعف التسويق وتراجع المهرجانات والمعارض والبازارات التي تعرض منتجاتهم، مما سيفتح أمامهم نافذة للتسويق والبيع، ويوفر لهم موقع عرض ثابتا ومناسبا، فضلا عن التشبيك مع الزوار والجهات الداعمة لضمان الحفاظ على ديمومة هذه المهن الحرفية التي تعاني حالياً من الكساد والركود.
وأضاف أن نجاح هذا السوق يعتمد على تهيئة ظروف البيع المناسبة، والموقع المجهز، والحفاظ على ديمومة المشروع، حتى يستطيع المنتجون بناء علاقات وشراكات داعمة مع الزوار والسياح، لا سيما أن موقع السوق مناسب وقريب من المدينة الأثرية وسهل الوصول إليه.
وأكد الصمادي أن هذا المشروع يسهم كذلك في تسويق المنتج الجرشي الذي يعاني من الكساد في هذا الوقت من كل عام، بسبب تراجع القوة الشرائية والسياحة الداخلية.
ومن وجهة نظر التاجر مهند أبو العدس، فإن مشروع سوق نهر الذهب يستفيد منه الحرفيون والمهنيون والمطابخ الإنتاجية والمنتجون الذين يحتاجون إلى مواقع تسويق مجانية تستهدف العائلات والسياحة الداخلية بشكل خاص، وتوفر لهم مساحات مناسبة للعرض على مدار العام.
وأوضح أبو العدس، أن هذا السوق يختلف في طبيعة البيع والشراء والمعروضات عن باقي الأسواق في المحافظة، لا سيما أنه سوق مؤقت يستهدف فئات معينة ويركز على الإنتاج المحلي من الملابس والصناعات الغذائية والحرف والمهن التي تحتاجها الأسر، فضلا عن أنه يسهم في تنشيط الحركة السياحية في جرش، خصوصا في هذه الفترة التي تشهد حالة ركود كبيرة.
تحويله إلى سوق دائم
من جانبها، قالت يسرية العياصرة، رئيسة إحدى الجمعيات الخيرية في جرش، إن سوق نهر الذهب سيكون بمثابة سوق مؤقت لأبناء جرش من المنتجين في المهن والحرف والصناعات الغذائية، وهو فرصة تسوق للمواطنين والعائلات، وفي حال أثبت السوق نجاحه، فمن المتوقع أن تتسع المبادرة لتتحول إلى سوق دائم على مدار العام للمنتجات الجرشية، لا سيما أن محافظة جرش من أكبر المحافظات الأثرية المنتجة على مستوى المملكة، وتحتاج إلى مواقع عرض دائمة لضمان تسويق منتجاتها.
وأضافت، أن مشاركة الجرشيين من المنتجين والحرفيين ونوعية المنتجات تضمن نجاح السوق والحفاظ على ديمومته، ليكون سوقا شاملا لمختلف الاحتياجات العائلية، فضلا عن أن وجود وسائل ترفيهية يساعد في جذب الزوار لقضاء وقت أطول، وتحديدا للعائلات، مما يتيح فرصة للمنتجين، وأغلبهم أعضاء في الجمعيات الخيرية والتعاونية، للمشاركة والإنتاج والتطوير والتحديث.
وبينت الحرفية والفنانة ريم العتوم، أن هناك معاناة من قلة التسويق والأسواق والفعاليات التي تسوق المنتجات، مشيرة إلى أن العديد من المشاريع هي مشاريع لتمكين المرأة، وتوفر مصادر رزق للعائلات، وبحاجة إلى مثل هذه الأسواق لتسويق المنتجات.
وأضافت العتوم، وهي تعمل في صناعة الملابس الصوفية التراثية والرسم على الخشب، أن عدد المهرجانات قليل جدا، في حين أن كمية الإنتاج كبيرة ومميزة، وأن هذا السوق من المتوقع أن يوفر لهم شراكات في الإنتاج ومراكز تسويق مناسبة، ويؤمن مداخيل تغطي تكاليف الإنتاج.

صابرين الطعيمات/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة