جرش.. “جرب التين” يخيب آمال مزارعين وسط عجزهم عن مكافحته

جرش – يشكو مزارعون في جرش، من ظهور إصابات بمرض جرب التين مع بداية موسم قطاف ثمار التين، مما ينعكس سلبا على أسعار وجودة المنتج، علما أن موسم التين مهم في تغطية جزء من تكاليف الموسم الزراعي، لا سيما أن أسعاره مرتفعة حاليا ولا يقل سعر العبوة التي تزن كيلوغرامين عن 3 دنانير.

ويطالب هؤلاء المزارعون، وزارة الزراعة، بضرورة العمل المسبق لتوفير أدوية وعلاجات مناسبة لمكافحة المرض، خصوصا أنه عبارة عن عدوى تنتقل بين الأغصان وتدمر الشجرة كاملة وتقضي على المنتج وتخفض سعره وتقلل جودته.

وتسود خيبة أمل في أوساط المزارعين، بعد ظهور المرض وسط عجزهم عن السيطرة على انتشاره، في وقت أصبحت فيه مكافحة ذلك المرض صعبة كون الإصابة وصلت إلى الثمار وهي في مرحلة النضوج، وأسعار التين مرتفعة ومناسبة وتغطي تكاليف العمل، وهو من المواسم الزراعية التي ينتظرها المزارعون بفارغ الصبر، فضلا عن الصناعات الغذائية التي يعتمد عليها المزارعون في عمل التين، ومنها إعداد المربيات وتجفيف التين وصنع الحلوى، وهو من الفواكه المطلوبة ويسهل تسويقها.
وقال العديد من المزارعين إنهم يوجهون اللوم إلى وزارة الزراعة، لأنها لم تقدم لهم الإرشادات الضرورية لمواجهته، وغابت تقديراتها لقدومه مع غيره من الأمراض التي أصابت محاصيلهم خلال هذا الفصل، فهذا المرض يداهم التين سنويا، ولغاية الآن لم يتمكن المزارعون من مكافحته، فضلا عن الأضرار التي سببتها التغيرات المناخية لمختلف الأنواع من المحاصيل الحقلية، لا سيما أن قلة الهطول المطري وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير يسهمان في انتشار الأمراض والإصابات وتدني جودة المنتجات الزراعية الصيفية.
ينتقل إلى الثمار بسرعة كبيرة
وأبدوا تخوفهم من أن “يضرب المرض موسمهم الذي يحقق لهم مداخيل تسهم في تخفيف أعبائهم المادية بالكامل”، مبينين في الوقت ذاته، أن هذا المرض يلحق بأشجارهم الخراب ويخفض من إنتاجها، خصوصا أنه يصيب أغصانها وينتقل إلى الثمار بسرعة كبيرة في موسم القطاف.
كما أكدوا أن “جرب التين دفع لإنتاج كميات قليلة من الثمار، ما رفع أسعاره ليصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى أكثر من دينارين”، مطالبين بأن “يرافق العمليات الإرشادية توفير الوزارة المبيدات أو الأسمدة أو المعدات للمساعدة على مكافحة مثل هذه الآفات الزراعية، حتى لا تضرب محاصيلهم وتتسبب لهم بخسائر موجعة، كما يحدث مع مرض جرب التين”.
المزارع توفيق العياصرة، قال “إن المزارعين لا يمكنهم تقدير الأمراض التي ستصيب مزروعاتهم، أو معرفة متى ستصيبها، ونوعيتها وطرق مكافحتها، ويجب أن تنفذ الوزارة حملات واسعة لتوعيتهم بها، وبطرق مكافحتها قبل موسم القطاف، لضمان الحفاظ على نوعية وجودة منتجهم”.
وأضاف العياصرة “أن إصابات الأشجار بالأمراض تجبر المزارعين على قص مساحات كبيرة من أغصانها وإتلاف ثمارها، لضمان عدم انتقال عدوى الأمراض إلى باقي الأشجار وإصابة كميات أكبر من الثمار”.
أما المزارع رمزي السوالمة، فأشار إلى أنه “يمتلك بضع أشجار تين حول منزله، كان يعمل على قطافها وبيع منتجها سنويا في سوق التين الذي يقام في بلدة ساكب التي تشتهر بزراعته، وكان ربحه السنوي من بيع الثمار لا يقل عن 300 دينار، لكن أشجاره مصابة حاليا بجرب التين، وهو عبارة عن حبوب حمراء اللون تغزو الأغصان والثمار، وتنتقل من غصن إلى آخر، ولا يقطف المزارعون الثمار المصابة به لسوء جودتها ورداءة نوعيتها، لأن المشترين يرفضونها”.
وأوضح السوالمة “أنه فات الأوان لمعالجة جرب التين، ولا يمكن مكافحته بأي شكل حاليا، بخاصة وأن شجرة التين حساسة من عمليات الرش، وعلاجها لا يتم إلا بعد تساقط الأوراق في فصل الخريف فقط”.
الإصابات تختلف من شجرة لأخرى
إلى ذلك، قال المزارع عقاب العياصرة “إن جرب التين أصاب آلاف الأشجار لهذا العام، وتختلف إصاباته من شجرة لأخرى، وبعض الأشجار تصاب بنسبة مرتفعة وفي مساحات واسعة منها، وبعضها يصاب على مساحة وأغصان أقل”.
وبين “أن جرب التين لم يظهر إلا الشهر الحالي، ولا يمكن رش الشجر ومكافحته، نظرا لصعوبة ذلك خلال فترة القطاف، لذا يقص المزارعون حاليا الأغصان والثمار المصابة ويتخلصون منها بحرقها، لا سيما أن المرض معد للأشجار الأخرى التي تكون قريبة من مواقع الإصابة”.
وأضاف العياصرة “أن آلاف الأسر الجرشية تعتاش في هذا الموسم على موسم قطاف الفواكه؛ كالتين والعنب، لكن جرب التين تسبب بتخفيض كميات إنتاج التين، ما رفع أسعاره، ورغم وصول الموسم إلى منتصفه، إلا أن أسعاره ما تزال مرتفعة مقارنة بأسعار الفواكه الأخرى”.
من جهته، أكد مصدر في زراعة جرش “أن أشجار التين تتوزع في البيوت والأراضي الزراعية على مساحات متفاوتة، بخاصة في بلدتي سوف وساكب، اللتين تشتهران بزراعة التين والعنب والفواكه”، لافتا إلى أن “غالبية من يزرعون التين يعتاشون على بيع ثماره، وهي بذلك توفر دخلا لآلاف الأسر”.
وأوضح المصدر “أن جرب التين مرض عادي، لا يؤثر في الشجرة بشكل كامل، كما لا يمكن علاجه في موسم القطاف، فثمار التين حساسة من عمليات الرش والمكافحة، ويجب معالجتها في فصل الخريف، وبعد تساقط الأوراق، عن طريق تنظيف أغصانها المصابة بمواد المكافحة المناسبة”.
وبين “أن قسم الإرشاد الزراعي في الوزارة وأقسام المديرية كافة، على تواصل مباشر ويومي مع المزارعين، ونتلقى ملاحظاتهم وشكاواهم حول الأمراض التي تصيب أشجارهم، ونرشدهم إلى طرق مكافحتها ووقايتها، فضلا عن عقد ورشات عمل ودورات تدريبية للمزارعين على نحو دوري

 

صابرين طعيمات/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة