جرش: غياب خطط تسويق زيت الزيتون المكدس يكبد منتجيه الخسائر

ما يزال مزارعو الزيتون في محافظة جرش، يشكون من تكدس صفائح زيتهم منذ العام الماضي، ويجدون صعوبة في تسويقها، ما كبدهم خسائر كبيرة، ترهق كاهلهم، وتتسبب بتعثر أعمالهم، برغم ما انخفاض أسعار زيت الزيتون التي وصلت الى 25 % مقارنة بالسنوات الماضية.
وألقت تبعات جائحة كورونا بظلالها القاتمة على مختلف القطاعات، وكان للقطاع الزراعي نصيب كبير منها، في وقت تكدست فيه الكثير من المحاصيل الزراعية، نصيب زيت الزيتون فيها كان “مؤلما”.
وبرغم ما تعرض له “سوق زيت الزيتون” خلال موسمه السابق من تراجع، أدى الى تكدس صفائحه في المعاصر والمنازل، لكن حالت ظروف الجائحة وأوامر الدفاع، دون تفعيل تسويقها، بينما يقترب موسم الزيتون الجديد، ما سيبقي جزءا من منتج الموسم الحالي مخزنا، لان المواطنين سيتجهون لشراء منتج الموسم المقبل.
واكد مزارعون أن كميات كبيرة من صفائح زيت الزيتون مخزنة في مستودعاتهم، ولم تحظ باقبال المواطنين عليها، برغم جودتها وتدني سعرها عما كانت عليه في مواسم سابقة، اذ لا يتجاوز سعر الصفحية حاليا الـ60 دينارا، مع انها لا تغطي تكاليف إنتاجها.
ولفتوا الى أن الجهات المعنية، لم تسهم بإخراج هذه الموسم من مأزقه الذي تجلى في تساؤلات منتجي زيت الزيتون حول دور وزارة الزراعة والمؤسسات المعنية، في المساهمة، بوضع خطط لتسويق منتجهم محليا عن طريق المهرجانات في المحافظة وخارجها، وخارجيا، وخلق منافذ تسويق لهذا المنتج الذي تتميز به المملكة.
وأشاروا إلى معاناتهم في الموسم السابق، تنذر بتكرارها في الموسم المقبل، فتبعات كورونا الاقتصادية لم تنته بعد، وآثارها على حياة المواطنين المعيشية ما تزال واضحة، ومرحلة التعافي من الفيروس لم تستقر بعد، برغم فتح جميع القطاعات، وهذا بدوره سيؤثر على تسويق منتجهم من الزيتون وزيته.
وبينوا أن منافذ تسويق الزيت تحديدا، تعتمد على التقليد الاجتماعي في اقتناء المواطنين لصفائح من زيت الزيتون سنويا، وفي ظل تعبات الجائحة، وعدم وصولنا الى تعاف شبه كامل بعد، فإن الظروف الاقتصادية ستحرم المواطنين من التوجه لشراء الزيت على ما كانوا يفعلونه سابقا، وهذا سيؤثر على منتجيه بشكل كبير.
ودعوا الى أن تتخذ الجهات المعنية خططا، لتسويق المنتج عن طريق بيع الزيت لموظفي القطاعين العام والخاص في مؤسساتهم بالاقساط، وإنشاء معامل لتعبئته ومعاصر تخفض من كلفته، ومن ثم تسهم بتيسير تسويقه باسعار مناسبة.
كما نادى عدد منهم، بفتح منافذ خارجية لتسويق الزيت الى الدول العربية والاوروبية، في نطاق أساليب تسويق عالمية، والاستفادة من طرق التعبئة الحديثة والجذابة لعبوات الزيت، الى جانب إقامة بازارات ومهرجانات تسويقية للزيت على المستويين المحلي والخارجي.
في هذا النطاق، قال المزارع هشام الحوامدة أن كميات كبيرة مما انتج من زيت الزيتون في السنتين الماضيتين، ما يزال مخزنا في المستودعات ولم يجر تسويقه، كما لا يوجد معامل تعبئة في المحافظة، تجهزه وفق المواصفات المعتمدة، لتسويقه.
وأضاف الحوامدة، أن توقف المهرجانات والبازارات في الجائحة، أسهم بتفاقم مشكلة تكدس زيت الزيتون وخفض أسعاره، لافتا الى أن تخزين كميات كبيرة منه، يحتاج الى ظروف تخزين جيدة، تحافظ على خصائصه الفيزيائية والبيولوجية والفنية والصحية، لضمان حفاظه على جودته لفترات طويلة.
وأكد ان أسعاره، لم تقفز عن خط الـ60 دينارا الا في نطاقات ضيقة، وهي أسعار لا تكاد تغطي الكلفة الانتاجية للصفيحة.
ووافقه المزارع نائل العضيبات بالرأي، مؤكدا أن الجائحة وتبعاتها الاقتصادية الصعبة، حرم منتجي الزيت من تسويقه، وبالتالي فإن جزءا كبيرا من المواطنين حرموا من شراء الزيت على جري عادتهم المتعارف عليها في مواسم الزيت، وهذا تسبب بخسائر كبيرة لمنتجيه.
وأكد العضيبات، أن المزارع بحاجة ماسة إلى خطط عملية لتسويق منتجه، تساعده في تغطية تكاليف عمله، وأن تضمن له مساحة للحركة في الأوقات الطارئة، للحفاظ على ديمومة تسويق هذه المنتج الذي يتميز به الاردن على مستوى عالمي.
وطالب الجهات المعنية كوزارة الزارعة، التوجه لحماية هذا المنتج من التراجع، والحفاظ على استمرار انتاجه بوتيرة ترفع من سويته، وتقديم الحوافز والتسهيلات لمنتجيه من المزارعين، ومساندتهم بتخفيض أكلافه الانتاجية التي تعد مرتفعة جدا، ما يجعلها تشكل عبئا المزارع والمواطن معا.
مدير زراعة محافظة جرش الدكتور فايز الخوالدة، قال إن موسم الزيتون المقبل، سيكون منخفض الإنتاج مقارنة بالموسم الماضي، لافتا الى أن معاصر الزيتون ستباشر عملها في منتصف الشهر المقبل، بعد أن تبدأ علامات النضج بالظهور على ثمار الزيتون، لضمان الحفاظ على جودة ونوعية الزيت المنتج في المحافظة، وبعد انتهاء تجيهز المعاصر فنيا وهندسيا ولوجستيا، والأيدي العاملة الخاصة بالعمل في المعاصر.
وأكد الخوالدة ان الوزارة، توقع اتفاقيات لضمان تسويق زيت الزيتون محليا وعربيا، وأنها أوقفت استيراده من الخارج، كما انها عقدت اتفاقيات لشرائه عن طريق المؤسسات والشركات، بهدف تقسيطه على موظفي تلك المؤسسات.
يشار الى أن كمية إنتاج الزيت في عام 2019 بلغت 2400 طن، وفي العام الماضي لم تتجاوز الـ1800 طن، فيما تبلغ المساحة الكلية لأشجار الزيتون في المحافظة، تصل الى 130 ألف دونم، تبلغ نسبة المثمر منها 110 آلاف دونم، وعلى المستوى الوطني تصل الى نحو 1.280 مليون دونم، ما يعادل 72% من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة، ونحو 34% من كامل المساحة المزروعة في الأردن، بعدد أشجار يصل الى نحو 17 مليونا، تنتشر في المحافظات كافة.

صابرين الطعيمات/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة