“جرش” في دورته الـ39.. نافذة اقتصادية وثقافية لأهالي المدينة

جرش- بشغف وترقب شديدين، ينتظر جرشيون انطلاق فعاليات الدورة (39) لمهرجان جرش للثقافة والفنون. التي تبدأ بالثلث الأخير من الشهر الحالي، تحت شعار “هنا الأردن.. ومجده مستمر”.
يساهم المهرجان بتنشيط الحركة السياحية والاقتصادية وتسويق المنتجات الجرشية، ولا سيما أن المهرجان يدخله يوميا أكثر من 2000 زائر بمدة لا تقل عن 12 يوما.
من جانبه، أكد رئيس بلدية جرش الكبرى وعضو اللجنة العليا لإدارة المهرجان أحمد العتوم، أن ألف شخص سيشارك في المهرجان العام الحالي، من خلال اللجان المختلفة، مثل اللجنة الثقافية، حيث يبلغ عدد الشعراء المشاركين من داخل المحافظة قرابة 40 شاعرا.
وأضاف أن أكثر من 100 مشاركة، ستشارك في المهرجان من خلال عربات عرض داخل الموقع الأثري، حيث تم استبدال طاولات العرض بعربات مخصصة لعرض المنتجات المحلية.
وأشار العتوم إلى أن المهرجان يشكل نافذة اقتصادية وتسويقية للمنتجات الغذائية والحرف اليدوية التي تصنعها السيدات داخل المحافظة، حيث يتواصل العديد من زوار المهرجان بعد انتهائه لشراء منتجات السيدات المعروضة خلاله.
وبين أنه سيتم تخصيص زاوية في المهرجان لرجالات جرش، ممن ساهموا في مسيرة الوطن، حيث ستعرض مقتنياتهم التي توثق مراحل الإنجاز والبناء في تاريخ الأردن الحديث.
وأوضح العتوم أن البلدية باشرت بتجهيز الموقع الأثري وأعمال الدعم اللوجستي والفني للموقع، لتهيئة الموقع لاستقبال زوار المهرجان ضمن أعلى إمكانيات وإستعدادت كما يجري سنويا، ولا سيما أن المهرجان تجمع ثقافي وعربي وعالمي كبير جدا تشارك فيه أطياف متعددة من العالم لنشر الفن والثقافة العربية والأجنبية، من داخل مدينة جرش.
بدورهم أكد تجار وحرفيون وعاملون في القطاع السياحي في جرش، أن المهرجان يعد فرصة تسويقية وترويجية لمنتجاتهم وحرفهم ومهنهم، التي توقف العمل فيها خلال الأحداث السياسة التي تمر بها المنطقة، مما تسبب بتكدس منتجاتهم وتعطل منشآتهم السياحية وأعمالهم، فضلا عن توقف العديد من المهرجانات السنوية التي كانت تقام في جرش، ومنها مهرجانات: المونة واللبنة وجراسيا والعنب، فضلا عن إقامة بازارات تروج لمنتجاتهم وتسوقها.
إلى ذلك، قال رئيس رواق جرش الثقافي والمتحدث باسم الحرفيين أحمد الصمادي “إن عدد الحرفيين والمهنيين الذين اعتادوا على المشاركة في مهرجان جرش سنويا، لا يقل عن 273 مشاركا، كون المهرجان فرصة تسويقية وترويجية مهمة وفعالة في جرش، وهم بأمس الحاجة في هذا الوقت له ولغيره من المهرجانات والفعاليات التي كانت تقام سنويا في جرش، خاصة في مرحلة الركود السياحي، التي تتطلب تكاتف الجهود كافة، لإعادة إحياء النشاط التجاري والسياحي والاقتصادي لمدينة جرش.
ويعتقد الصمادي، أن تشغيل مسار وادي الذهب الذي يهدف إلى دمج المدينة الأثرية بالحضرية في المهرجان، يساهم بدخول الزوار إلى الوسط التجاري، وهو من أهم المشاريع التي ستنشط قطاع السياحة في جرش الفترة المقبلة، إن تم تنفيذه قبل بدء المهرجان.
وأضاف أن المهرجان، يوفر فرص عمل لأبناء المحافظة، وينشط حركة البيع والشراء في النظام السياحي والسوق الحرفي، ومختلف المنشآت التي تقدم الخدمات السياحية في جرش، فضلا عن توفير فرص عمل مؤقتة لأبناء المحافظة، ومنهم من يبتاع المشروبات والعصائر والألعاب ومستلزمات الأطفال، وخدمات سياحية أخرى في الموقع، فضلا عن مشاركتهم الأساسية عبر اللجان المحلية، ولجان العمل في الموقع وخارجه.
وقال التاجر غالب أبو العدس “إن بدء فعاليات المهرجان تعني بالضرورة تنشيط المحافظة وانتعاشها سياحيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ويساهم بدء الفعاليات بتنشيط الحركة السياحية والاقتصادية والتجارية في جرش.
بدورها، توقع بلدية جرش الكبرى اتفاقيات عدة، مشتركة بينها وبين المهرجان، لتنظيم العمل في الموقع وتسهيل تنظيم الفعاليات طيلة أيام المهرجان، فضلا عن تشكيل اللجان المحلية التي تنظم العمل وتشرف عليه مباشرة، وتقديم خدمات النظافة والإنارة ومواقف السيارات وخيمة لاستقبال الضيوف وتنظيم دخول وخروج الزوار، وتنظيم السير في الموقع وهذه الأمور، تحتاج إلى طاقم كبير من موظفي البلدية والمجتمع المحلي، ممن اعتادوا على تقديم الخدمات الضرورية للمهرجان كافة.
وفترة المهرجان هي عودة الحياة للمدينة الأثرية والسياحية والاقتصادية التي تزدهر بمهرجانها السنوي، الذي يعد بصمة تاريخية وحضارية وأثرية للمدينة على نحو خاص، ويعتبر مدة ذهبية في تسويق وعرض المنتج الجرشي والتشبيك مع الجهات الأخرى في سبيل تطوير وتحسين المنتج الجرشي.
من جانب آخر، أكد مصدر مطلع في مديرية آثار جرش، أن المديرية مسؤولة عن تجهيز الموقع، وقد أنهت تجهيز المواقع والمسارح التي تقام فيها الفعاليات، خاصة المسرحين الجنوبي والشمالي، وشارع الأعمدة والساحة الرئيسة وغيرها، من المواقع التي يرغب الزوار بارتيادها خلال مدة المهرجان.
المتحدث باسم أصحاب المطاعم السياحية في جرش ياسر شعبان، قال “إن الحركة السياحية والتجارية والاقتصادية تنتعش خلال فترة المهرجان، الذي يساهم بإدخال آلاف الزوار للموقع الأثري لحضور فعاليات المهرجان، ويحتاج الزوار خلال تلك الفترة، إلى مختلف الخدمات السياحية، كالأطعمة والمشروبات التي تقدم في المطاعم السياحية، ما ينشط الحركة الاقتصادية عليها”.