جرش: كنوز “أفروديت” تحت سطوة لصوص الآثار

جرش – يتعرض موقع الحمامات الشرقية الأثري، في وسط مدينة جرش التجاري، للعبث والتخريب على ايدي عابثين وباحثين عن الدفائن، في وقت كشفت فيه بعثة فرنسية منذ 4 سنوات عن أهمية الموقع، ونفذت فيه مواسم تنقيب، عثرت خلالها على سلسلة تماثيل لآلهة إغريقية، تعود الى الحقبة الرومانية في الأردن، لكن البعثة توقفت عن التنقيب منذ 3 سنوات، لنقص التمويل وظروف الجائحة.
كما تحول الموقع أيضا الى مكرهة صحية يستخدمه مواطنون كمكب للنفايات، ما أدى لتخريبه والعبث بسياجه، في ظل غياب أي رقابة أو حراسة عليه من الجهات المعنية، برغم أهميته التاريخية، وما يختبئ في باطنه من آثار، أو لما عثر عليه منها، وفق رئيس قسم الإعلام في بلدية جرش الكبرى هشام البنا.
وأوضح البنا أن العبث بالموقع، قد يؤدي الى تدمير قطع أثرية مدفونة فيه، وتقع في أيدي لصوص الآثار والباحثين عن الدفائن، والعابثين، بخاصة وأن بعثات التنقيب قامت بحفر اجزاء من الموقع، الى جانب سهولة الدخول اليه لانعدام الرقابة عليه.
وأكد البنا، أن توقف العمل التنقيبي في الموقع، حوله إلى مكان مهمل، تلقى فيه النفايات، بينما يعتقد البنا أنه كان يمكن العثور على قطع آثارية أخرى، لو استؤنف العمل فيه، بخاصة وأن طبيعة ما وجد من قطع اثرية هناك، يؤكد وجود مجموعات اخرى، ما سيعزز من مكانة المدينة على خريطة السياحة العالمية، بخاصة وأنها حققت في موسمها الاول، احد أهم الاكتشافات المتمثلة بثاني اكبر تمثال في العالم للآلهة اليونانية افروديت.
وأكد البنا، ان البلدية، تقدم تسهيلات ودعما لإنجاح مشروع التنقيب الذي تموله الحكومة الفرنسية عن طريق منظماتها المختلفة، في ظل وجود عدة مشاريع سياحية أخرى، كتطوير السوق التراثي القديم ومنطقة امتداد الوادي، وتوأمة بلدية جرش مع مدينة نيس الفرنسية، وفق اقتراح جرى التوافق عليه سابقا مع السفير الفرنسي في عمان.
وأشار البنا، ألى أهمية المشروع، كونه يربط الموقع الاثري الغربي بالجزء الشرقي من المدينة، ما سيحقق اثرا واضحا على حركة السياحة، باتجاه الوسط التجاري، مؤكدا في الوقت عينه، أهمية الحفاظ على الموقع، ودعم الجهات المعنية لهذه المهمة.
وتتبع ملكية ارض الحمامات الشرقية لبلدية جرش ووزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية، في حين تشرف دائرة الآثار العامة على المباني الاثرية للحمامات والجسر الاثري هناك.
وتختبئ في أراضي مدينة جرش، آثار عديدة ومهمة تاريخيا، تحتاج للكشف والتنقيب عنها، وكانت البعثة الفرنسية نفسها، اكتشفت قبل بضعة أعوام جزءا من تمثال اغريقي لآلهة الحب والجمال أفروديت يبلغ طوله 164 سم، وهو موجود حاليا في متحف جرش.
وكان الخبراء الفرنسيون توقعوا بأن الجزء الآخر الذي يمثل شق افروديت العلوي، سيجري التنقيب عنه في الموقع نفسه لاحقا، ويبلغ طوله نحو متر ونصف المتر، بحيث يعتبر من اكبر التماثيل المكتشفة لأفروديت في العالم من حيث الحجم، وسبق ان اكتشفت نسخة منه، اصغر حجما في منطقة بيسان بفلسطين.
ويظهر على قاعدة تمثال أفروديت، تمثال صغير لطفل يمثل آلهة الحب ايروس، يعتلي حيوان الفقمة، بالإضافة الى نقوش على القاعدة، تشير الى انه صنع بهدف شفاء أحد أباطرة روما المريضين.
يذكر أن البعثة الفرنسية، عثرت قبل نحو أربع سنوات في الموقع على 7 تماثيل رخامية تعود الى اصول إغريقية، وفق البنا، الذي بين أن التماثيل المعثور عليها، ترسل إلى البعثة الألمانية في مركز زوار جرش، لترميمها وصيانتها وجمع القطع ببعضها وتنظفها وتوثيقها رسميا، وقد عثر في العام الأول على جزء من تمثال افروديت، وفي الموسم الثاني عثر على الجزء الآخر منه، بالإضافة لـ6 تماثيل أخرى، وفي هذا الموسم عثر على 7 تماثيل رخامية، ليصبح مجموع التماثيل التي عثر عليها للآن 14 تمثالا خلال 3 مواسم تنقيب للبعثة الفرنسية بالتعاون مع مديرية آثار جرش.
وبين البنا أن التماثيل التي عثر عليها، هي 3 لبنات كبير آلهة الحكمة زيوس وعددهن 9، اكتشف العام الماضي ثلاثة منها، وهذا العام ايضا ثلاثة أخرى، الى جانب ورود معلومات حول اكتشاف تمثال سابع لهن في العام 1986، على يد خبير الآثار الاردني عبد المجدي مجلي، ويطلق على هذه التماثيل عند الإغريق اسم “ميوزات”.
والميوزات التسعة، كل منهن مصدر إلهام لفن اغريقي كفن الشعر والقصص والعزف والغناء والمسرح، ويصعب التميز بينهن إلا بعد استكمال ترميمهن، والعثور على القطع المفقودة، والتي تحدد شخصية كل تمثال منهن، واسمه، وفق ما أطلقه عليهن الإغريق كـ”كاليوبي” و”اورانيا” و”يوتيريبي” و”كليو” و”ايراتو” و”بوليهيمنيا” و”ميلبوميني” و”تيربسيكورو” و”ثاليا”، كما وقد تم تحديد شخصية تمثال “اسكليبيوس” آلهة الطب والشفاء الاغريقية، وتحديد هوية رأس تمثال يعود للامبراطورة “جوليا دومينوس”، اضافة للعثور على تمثال “ابولو” آلهة الموسيقي و”ادونيسيوس” آلهة الخمر، وخلال الموسم السابق، عثر على تمثال “افروديت” الهة الجمال وتمثال والدها “زيوس” رب الارباب حسب الميثولوجيا اليونانية.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة