جرش.. مطالب بتقييم الأثر البيئي للمهرجان

يطالب سكان في مدينة جرش الأثرية إعداد دراسة لتقييم الأثر البيئي للنهوض بمواردها الأثرية والاجتماعية والاقتصادية والجمالية، وهو ما دفع خبراء ومهتمين بالشأن السياحي في محافظة جرش، للمطالبة بإجراء هذه الدراسة للموقع الاثري في المدينة، قبل بدء فعاليات مهرجانها للسنوات المقبلة، والتعرف إلى سلبياته وإيجابياته، أكان في المدينة الأثرية أو في المجتمع المحلي، وطريقة التعامل مع ما لحق بالموقع من أضرار خلال المهرجان، وبعد انتهائه.
وقال العضو في مجلس المحافظة السابق الدكتور يوسف زريقات، إن مثل هذه الدراسة، يجب أن ترتبط بالمهرجان، لافتا الى أن تنفيذها كان يجب أن يحدث منذ تأسيس المهرجان قبل 35 عاما من بدء انطلاقه، بخاصة وأن المهرجان اصبح جزءا من تاريخ وحضارة المدينة ويرتبط بها.
وأوضح أن الدراسة يجب أن تغطي مختلف نواحي المهرجان، بخاصة وأنه فشل بتشكيل فرقة فنون شعبية في جرش، ولم يتمكن من توفير فرص عمل دائمة لأبناء المحافظة، وغير قادر على تبني موهبة أو فنان أو حرفي او مهني من جرش، كما أنه لم يسهم بمساعدة المدينة الاثرية الاكبر في العالم، بدخول قائمة التراث العالمي، اذ فشلت مرتين بالترشح لها.
وأكد زريقات أن دراسة تقييم الأثر البيئي، تغطي البيئة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المدينة منذ بدء انطلاق المهرجان، لتسلط الضوء على ما أنجزه المهرجان.
وقال زريقات ان المهرجان همش الأدلاء السياحيين في المحافظة، والذين يصل عددهم الى 42 دليلا يتحدثون 9 لغات رسمية، مع أنهم يمكن ان يحققوا للمهرجان حالة من التواصل المباشر مع السياح من مختلف الجنسيات، ما يقدم صورة مشرقة عن المدينة ومهرجانها ويكون أداة لترويجه.
ويعتقد بأن مثل هذه الدراسة، يمكنها ان تسهم بتقييم مقدار الضرر الذي يلحق بالموقع بعد انتهاء المهرجان في كل عام، وطريقة معالجة السلبيات، وتعزيز الإيجابيات في الموقع الذي يتعرض سنويا لأضرار تتكشف بعيد انتهاء فعالياته، كالعبث بآثاره وحجارته والكتابة على الحجارة وإلقاء النفايات.
وأضاف زريقات أن الدراسة تشمل الجوانب الفنية والثقافية والاقتصادية للمهرجان، بخاصة وأنه حقق نجاحات لاسيما وأن نجاح المهرجان مرتبط بوجوده في المدينة الأثرية، فمنذ 35 عاما لم يستطع المهرجان مأسسة نفسه، أو مساعدة مدينة جرش وسكانها بأي منجز ثقافي أو سياسي أو اقتصادي، وما تزال المدينة بدون اي فندق سياحي وبلا شركة نقل خاصة، ولا تمتلك أي فرقة شعبية تراثية، وغير قادرة على تبني أو دعم اي موهبة فنية أو ثقافية فيها.
كما أن كوادر مديرية آثار جرش، تحاول السيطرة على وضع النظافة في الموقع الأثري بعد انتهاء كل موسم للمهرجان، الذي يصل معدل عدد رواده اليومي الى 10 آلاف تقريبا.
ولفت الى أن المهرجان، الى جانب فعالياته الفنية والثقافية، يقدم للرواد خدمات الطعام والشراب في بعض المطاعم، والبقالة، والمنتجات المحلية للطعام من المطابخ الإنتاجية، التي تعد المخبوزات وأطعمة شعبية في الموقع الاثري، ما يسهم بزيادة كميات النفايات، التي تمثلت باستدعاء أكثر من 45 عامل مياومة الى الموقع، وفق مصدر مطلع في المديرية.
وأكد المصدر، أن عمل كوادر عمال الوطن المستعارين من جهات أخرى في المحافظة، انتهى عملهم مع انتهاء فعاليات المهرجان للموسم الحالي، ويقع العمل حاليا على عاتق مديرية الآثار التي تقوم على مدار الساعة، بتنظيف الموقع.
رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى حمد الكرازنة، قال إن عمال الوطن وعددهم 170 عاملا، فرغوا للعمل طيلة مدة المهرجان، للسيطرة على وضع النظافة وجمع النفايات من الموقع وخارجه، فضلا عن تنظيف مئات مواقف السيارات المحيطة بالموقع.
ويرى الكرازنة أن المهرجان، المرتبط بالمدينة الاثرية، يجب أن يساعد المدينة في إدخالها إلى مدن التراث العالمي، اذ إنها ترشحت مرتين لقوائم المدن التراثية، لكنها لم تتمكن من المنافسة، لوجود عدة تشوهات بصرية ونواقص في الموقع الأثري، ومحيطه.
ويرى أن دخول الموقع الأثري في مدن التراث العالمي، سيسهم بإحداث نهضة سياحية واقتصادية واجتماعية في المحافظة، تعزز من مكانتها، وتضعها تحت الضوء، وترفع من عدد السياح القادمين اليها.
وانتهت فعاليات المهرجان في دورته الـ35 بداية الأسبوع الحالي، وشهد حضورا كثيفا، بعدد زوار يومي وصل الى 10 آلاف زائر، ما تطلب جهودا إضافية من العاملين في الموقع للسيطرة على وضع النظافة والترتيبات، لضمان السلامة للجمهور.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة