جرش: نشاط في تأسيس مشاريع صغيرة لمواجهة مخلفات الجائحة

يكافح متعطلون عن العمل في محافظة جرش سائر الظروف الصعبة التي عاشوها منذ نحو عامين جراء الجائحة والأزمة الاقتصادية، عبر تأسيس مشاريع سياحية جديدة، مستثمرين بدء تحسن الحركة السياحية الداخلية وموسم سياحة المغامرات والمناسبات الاجتماعية التي تقام في مواقع سياحية في المحافظة، بتكثيف البرامج السياحية التي تدعم العاملين في القطاع.
ويؤكد متعطلون أن المحافظة تتميز بطابع سياحي نشط منذ مئات السنين، وهو المجال الوحيد الذي يوفر فرص عمل في المواقع الأثرية والغابات والمحميات الطبيعية، وأن التوجه الحالي ينحو باتجاه السياحة البيئية وسياحة المغامرات.
بدوره، يرى عضو مجلس محافظة جرش، الخبير السياحي الدكتور يوسف زريقات، أن قطاع السياحة بدأ بالتعافي في المحافظة بشكل خاص، نظرا لمناخها المناسب في هذا الوقت من السنة، وقربها من المحافظات الأخرى، فضلا عن تعدد مواقعها السياحية، وطبيعتها الخلابة، ما شجع العديد من المتعطلين عن العمل لاستحداث مشاريع صغيرة ومتوسطة في مختلف المواقع الأثرية والسياحية، ومنهم من يقوم ببناء شاليهات سياحية أو تنظيم المزارع التي تستخدم في السياحة البيئية، وبعضهم يقوم بافتتاح مقاه ومحال تجارية تختص ببيع ما يحتاجه الزائر للمحافظة، علاوة على مشاريع صغيرة قرب الغابات والمحميات الطبيعية، وهي عربات لبيع المشروبات الساخنة والباردة وبيع الفواكة والمواد الغذائية التي يحتاجها الزائر.
ويقول إن العديد من المتعطلين عن العمل توجهوا كذلك للبدء بمشاريع تختص ببيع المنتوجات الجرشية الموسمية، وبخاصة في هذه الفترة التي تشهد زيادة في المنتوجات الزراعية وتنوعها وتصنيعها بطرق متعددة جذابة بأسعار مناسبة، إلى جانب تحسن المواسم السياحية وتوقع دخول آلاف الزوار إلى مدينة جرش في عطلة عيد الأضحى المقبل، فضلا عن عودة آلاف المغتربين هذا العام.
ويعتقد زريقات أن مرحلة التعافي من الجائحة تتطلب جهودا مشتركة بين الجهات الحكومية والخاصة والأهلية والشباب المتعطل عن العمل، لا سيما وأن الجائحة خلفت آلاف المتعطلين وتسببت بخسائر فادحة لقطاع السياحة، وأغلقت مشاريع سياحية كبرى، وبالتالي يجب دعم هذه المشاريع السياحية من خلال القروض الميسرة والإعفاءات الضريبية وتسهيل إجراءات التأسيس، خاصة وأنها ستوفر فرص عمل تسهم في تسديد جزء من الديون المتراكمة لهؤلاء.
ومن صور هذه المشاريع ما يفعله الشاب مؤيد البرماوي، فقد اشترى خيولا للتأجير في المواقع السياحية خلال العطل الرسمية والمناسبات المختلفة التي يتجه فيها آلاف الزوار إلى مدينة جرش، منوها إلى أن الدخل المتأتي عن تأجير هذه الخيول يقارب 30 دينارا يوميا.
ويضيف أن هذا هو المشروع الوحيد الذي يجيد العمل عليه منذ سنوات، وتكلفته قليلة مقارنة بمشاريع أخرى، ومردوده المادي مناسبا، لا سيما وأنه يعيل أسرة مكونة من 4 أفراد.
ويوضح البرماوي أنه يعمل واثنان من أبناء منطقته على هذه الخيول، ويتوزعون على مناطق سياحية عدة في جرش، مستغلين بدء تعافي السياحة الداخلية وعدم توفر أي فرص عمل بديلة في سائر قطاعات المحافظة.
إلى ذلك، يؤكد رئيس جمعية الحرفيين في جرش صلاح العياصرة أن الحركة السياحية بدأت بالتعافي في المنطقة بدليل تزايد عدد الزوار اليومي للمواقع الأثرية وبخاصة في نهاية الأسبوع.
ويبين أن حركة البيع والشراء مناسبة وتغطي تكاليف العمل، نظرا لعدد الزوار خاصة بعد عودة آلاف المغتربين هذا العام، وتحسن الحالة الوبائية، وتفعيل برنامج “أردننا جنة” الذي يساعد الزوار على تحمل تكاليف السياحة الداخلية، فضلا عن حصول آلاف المواطنين على مطعوم “كورونا” والسماح لهم بالتنقل بحرية تامة.
من جهته، يقول المواطن أحمد عبد الدايم إنه يقوم حاليا بتجهيز مزرعة وشاليهات خاصة للزوار لاستثمارها سياحيا، خاصة وأن تراجع الجائحة شجع مستثمرين على تخفيض تكاليف حفلات الزفاف واللجوء إلى المزارع البيئية السياحية لتنظيم الحفلات فيها، وتحولت الظاهرة إلى جزء من العادات والتقاليد.
ويرى أن الاستثمار في السياحة يعد من “أنجح الاستثمارات على المدى البعيد في محافظة جرش”، نظرا لعدد زوارها الكبير وتعدد مواقعها السياحية والأثرية والبيئية، وكثافة غاباتها، وتعدد برامجها السياحية والاجتماعية.
إلى ذلك، يؤكد الشاب ماهر القادري أنه يجيد العمل مع السياح منذ سنوات، من خلال تنظيم بازارات الرسم على الرمال التي كان يقيمها بشكل متواصل في المواقع السياحية والأثرية، لكنها توقفت بسبب الجائحة.
ويبين أنه جدد العمل في مشروعه الخاص منذ أسابيع، ويتوقع أن يتحسن العمل في مشروعه تدريجيا، خاصة في هذا الصيف الذي بدأت تعود فيه الفعاليات والمناسبات والمهرجانات المختلفة التي تجذب الزوار يوميا، مؤكدا ضرورة التركيز على قطاع السياحة.
في المقابل، يؤكد مصدر مطلع في مديرية سياحة جرش أن الحركة السياحية في تحسن بشكل يومي في المدينة الأثرية، خصوصا بعد عودة آلاف المغتربين واعتدال درجات الحرارة في المدينة.
ويشير إلى أن كوادر المديرية يعملون على مدار الساعة لتجهيز الموقع واتخاذ سائر الإجراءات التي تضمن الحفاظ على صحة الزوار والعاملين في الموقع الأثري.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة