جرش: هل تنجح “المزارع السياحية” بتطوير نمطها وتقديم منتج شتوي؟

جرش – يسعى العديد من أصحاب المزارع السياحية أو ما يعرف بـ”بيوت الضيافة”، والتي تتميز بتقديم خدمة السياحة البيئية الصيفية إلى تغير أنماطها والأنظمة المستخدمة فيها بهدف استمرار جذب الزبائن خلال فصلي الخريف والشتاء واللذين تتراجع فيهما السياحة البيئية بنسبة كبيرة ويتراجع الطلب على هذه المزارع.
ووفق مستثمرين، فإنهم أمام تحدي توفير خدمات جديدة وإدخال تحسينات على مزارعهم لتبقى جاذبة خلال فترة الشتاء والأجواء الباردة.
ويتجه العديد من أصحاب المزارع بالفترة الحالية إلى تركيب ألواح الطاقة بهدف تسخين المياه في برك السباحة كمتطلب أساسي لرواد هذه المزارع، كما يتبنى البعض أفكار بناء الخيام المغلقة على البرك والساحات ومختلف المرافق التي يحتاجها الزائر وخاصة الخارجية لعمل جلسات خارجية محمية من انخفاض درجات الحرارة خاصة وأن هذه الاستثمارات تستخدم في إقامة المناسبات الاجتماعية بمختلف انواعها.
وأوضحوا أنهم قاموا كذلك بتخفيض الأجور بنسبة لا تقل عن 50 %، بهدف الحفاظ على ديمومة الموسم السياحي وعدم اقتصار نشاطه على فترة الصيف فقط.
وقال المستثمر أحمد عبد الدايم إن المزارع السياحية من أهم المشاريع السياحية في محافظة جرش والتي يستفيد منها العديد من أهالي المحافظة، مقدرا أن أكثر من 400 مزارع حولوا مزارعهم الزراعية إلى مزارع سياحية وبيئية وبيوت ضيافة، لافتا إلى أن التحدي الحالي هو جذب الزوار في كافة الأوقات حتى لو كان بأجور منخفضة للحفاظ على الدخل الأسبوع الذي توفره هذه المشاريع لأصحابها.
وبين أن الظروف الجوية والاقتصادية والانخفاض في درجات الحرارة في جرش ينعكس على نسب الحجوزات لاسيما وان الزوار يفضلون الاستفادة من الحدائق والمسابح وألعاب الأطفال في المزارع ومع انخفاض درجات الحرارة يصعب عليهم الاستفادة منها وهي على أوضاعها الحالية ولكن إذا تم تغيير بعض الأنماط المستخدمة فيها يرتفع أعداد الزوار.
ويعتقد أن العمل على تدفئة مياه المسابح والبرك وتغطية الحدائق وتدفئتها يجذب الزوار ويوفر أجواء وظروف مناسبة، لاسيما وأن الزوار يعزفون عن هذه الاستثمارات السياحية في نفس الظروف الجوية والأجور المرتفعة.
ويعتقد عبد الدايم أن تغيير الأنماط المستخدمة يساهم في تنشيط سياحة المزارع البيئية والشاليهات السياحية وبيوت الضيافة في محافظة جرش، لاسيما وأن درجات الحرارة تنخفض بشكل كبير في المناطق الجبلية والغابات ويصعب على الزوار زيارة المواقع الأثرية والمحميات الطبيعية والغابات.
إلى ذلك، قالت منظمة الرحلات السياحية هديل العبادي إن الزوار يفضلون محافظة جرش كونها قريبة من كل المحافظات التي تحيط بالعاصمة وفيها مواقع أثرية وحرجية ومحميات طبيعية يمكن زيارتها في نفس اليوم وتنخفض نسبة الحجوزات في فصلي الخريف والشتاء بسبب الظروف الجوية إلا أن اصحاب المزارع يقومون حاليا بعمل عروض وخصومات على الحجوزات وتزويد مشاريعهم بأنظمة وتقنيات جديدة تساعد على جذب الزوار.
وترى أن الزوار يرغبون بالتنزه في المزارع البيئية التي تحافظ على الخصوصية وأغلبها في مواقع سياحية جذابة ومميزة في جرش وفي حال تم تزويد هذه المزارع بمياه ساخنة وخيام ومظلات تقيهم برد الشتاء فسترتفع نسبة الحجوزات والتنزه فيها خلال موسم الشتاء.
وبينت أن نسبة الإقبال على التنزه في المواقع الأثرية والحرجية في هذه الفترة تتراجع، إلا أنها تنشط في المزارع التي تتوفر فيها كافة الخدمات الأساسية والظروف التي تتناسب مع الظروف الجوية التي تتوفر فيها تدفئة وأجواء مناسبة للعائلات وواسعة وتطل على الغابات والمواقع السياحية والأثرية في جرش وأجورها معتدلة.
بدوره، قال الناشط شاكر الحراحشة إن سياحة المزارع البيئية من أهم أنواع السياحة في محافظة جرش وبدأت بالنشاط في السنوات الأخيرة ومع بدء جائحة كورونا، يجب أن يتم تطوريرها وتحديثها وتنظيم عملها من قبل وزارة السياحة والآثار لضمان الحفاظ على ديمومة هذه المشاريع والحفاظ على سلامة الزوار فيها.
وأكد مصدر مسؤول في محافظة جرش، أن عدد المزارع السياحية وبيوت الضيافة والنزل البيئية والمواقع التي توفر خدمات سياحية ويتم استثمارها بشكل شخصي من قبل أصحابها لا يقل عن 400 موقع موزعة في مختلف القرى والبلدات في محافظة جرش، وكان من المتوقع أن يتم ترخيصها وتنظيم عملها تحت مسمى بيوت الضيافة وتتبع لوزارة السياحة قبل الجائحة، غير أن ظروف الجائحة أخرت هذا التوجه وسيتم العمل على ترخيصها قانونيا ومتابعة عملها في الفترة المقبلة.
وأكد المصدر ذاته أن وزارة الداخلية معنية بمراقبة عملهم ومتابعة الملاحظات والشكاوى التي ترد بحقهم حرصا على سلامة مستخدميها والحد من حدوث أي تجاوزات اجتماعية واخلاقية فيها.
إلى ذلك، قال مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة، إن هذه المنشآت التي تستثمر بمختلف الطرق وتحت عدة مسميات عددها بالمئات في محافظة جرش، وهي نشطة في هذه الفترة وتلقى رواجا بين الأسر والعائلات التي تفضل هذا النوع من السياحة البيئية، فيما يقوم بعض أصحاب هذه الاستثمارات بتطوير وتحديث مزارعهم بما يتناسب مع الظروف الجوية والاقتصادية والحركة السياحية للحفاظ على الدخل الشهري الذي يحصلون عليه كونها باتت مصادر دخل ثابتة للعديد من الأسر.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة